صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4813 | الثلثاء 10 نوفمبر 2015م الموافق 18 رمضان 1445هـ

ألبسوها ثوب الأميرة و«أفسخوها» وما زالت تتأمَّر

الكاتب: يعقوب سيادي - comments@alwasatnews.com

حاشا لله أن يطال حديثنا، العامة من أبناء أي طائفة من الناس، في بحريننا العزيزة، الجامعة لطائفتي المجتمع الأساسيتين، وغيرهما من الأقليات، بل إننا ننشد للجميع الكرامة والعدالة والمساواة، في الحقوق والواجبات، ونتابع ونحاسب بالنقد، مؤسسات الدولة، ومؤسسات المجتمع المدني، السياسية منها والثقافية والمهنية والفكرية والتخصصية، على حد سواء، حين التقصير بحق المكونات الشعبية من الأفراد والأسر، وفي إبخاسهم نصيبهم المأمول من ثروات الوطن، بما يرخي عناءهم في تحصيل العلم والعمل، وفي المأكل والملبس والمأوى، وحين التجني من قبل هذا على ذاك أو العكس، في الحقوق السياسية والمدنية والحياتية العامة.

من هذا المنطلق، نستنكر على أية جمعية تدعي الوطنية، حين يستجيب أفراد قيادتها، من هذا الشيخ وذاك الشيخ، والمذهبيين الذين يؤمنون بالمذهبية المفرقة، أكثر من الدين الجامع، بما يفرقون بناء عليه، بين المواطنين، ويفضلون بالمناصرة أبناء مذهبهم من غير المواطنين، على أبناء وطنهم من معتنقي المذاهب الأخرى، في أسْلَمَة مذهبية عالمية لا وطن لها، إلا حيث حل التمييز الطائفي لصالحهم.

هذه المذهبية المنغلقة إنسانياً ومواطنياً، على الذات المذهبية، التي تحصر حق الحياة لأهل المذهب، وجحيم الدنيا والآخرة للآخرين، جعلتهم يتفنَّنون في التقلب في المواقف والدعوات الطائفية، إلى درجة أنهم، نسوا مؤخراً، مآسي المواطنين، جراء الضائقة الاقتصادية الجارية، والتي ستستمر زمناً، نأمل أنه لا يطول لأكثر مما توقعه المختصون.

ونسوا كذلك كل إجراءات وإفرازات المطالبات الأخيرة، التي لم يكن لهم في قيامها نصيب، وانْبَروا يلاحقون المطالبين بالحقوق، لجميع المواطنين على حد سواء، يلاحقونهم بالتهم الطائفية، والتبلي عليهم بما ينزع بالمجتمع الى الاحتراب الطائفي، الذي هم واهنون أمامه، كما هم والغون عن الخروج دونه، هم اختاروا أن يكون هذا دورهم ضمن هذا الأفق، بالأداء الإعلامي المحرض على الطائفية.

وهكذا فرحت مثل هذه الجمعيات بأن أصبح لهم عند المستفيدين من دورهم حظوة، فتمادوا من حيث أنهم صدَّقوا حالهم، وحاولوا استخدام تلك الحظوة لتعزيز مواقعهم بين المواطنين من طائفتهم، بالتمادي أيضاً في تفريد المواطنة لأبناء طائفتهم، والتشكيك في مواطنة الآخرين، من السياسيين المناوئين لهم ومن أبناء الطائفة الأخرى، إمعاناً في طائفيتهم، ولكن غاب عن وعيهم وعن فكرهم، إنما هم قد خُيِّل لهم، أنهم حاكمون بأمرهم، في أوساط الطائفة، والتي خُيِّل لهم أيضاً، أن الطائفة استجابت لندائهم.

ودارت دوائر الفشل السياسي، وتداخلت الإحباطات وتعددت، الى اليوم، ليستفيق بعض من قادتهم، مُضِيَّاً في كراهيتهم الطائفية للآخرين، بالعودة الى تحريض السلطات، ضد القيادات السياسية المعارضة، وليَسْلِكوا ما تمليه عليهم طائفيتهم، بالانتقام ممن هو أقرب الى السلمية من السلام ذاته، في أدائه وحراكه السياسي المدني السلمي، ليعودوا لإحياء حلم ماضيهم التليد، من خلال الاستثارة الطائفية، ضد من أعجزهم أن ينحو منحاهم، بالتقابل بالطائفية، بل كان ومازال وسيظل بما يمليه عليه فكره السياسي، يدعو للوحدة الوطنية، السبيل الوحيد لكي ينال جميع المواطنين حقوقهم متساوين ودون أدنى تمييز.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1044617.html