صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4841 | الثلثاء 08 ديسمبر 2015م الموافق 19 رمضان 1445هـ

هي ثقافة يا جماعة!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

إيقاف سيّارتك أمام مواقف بيوت النّاس هي ثقافة! الجدال مع أهل البيت بعد تعطيلهم هي ثقافة أيضاً! يا تُرى لماذا توقف سيّارتك أمام مواقف بيوت النّاس، وتمنعهم من خروجهم ودخولهم بالسيّارة؟! وتعطّلهم عن حاجاتهم! هي ثقافة ولكن أي ثقافة هذه؟! هل هي ثقافة من باب السذاجة، أم ثقافة من باب لا يهم إغلاق الطريق على النّاس، أم هي ثقافة من باب إحداث المشكلات وتعطيل النّاس!

لا ندري بصراحة، ولكن ازداد في الآونة الأخيرة إغلاق الشارع أو إغلاق مواقف بيوت الناس بحجّة عدم وجود وقت للبحث عن موقف صحيح، وكلّما اتّصل الناس بقسم طوارئ المرور، لا يقصّرون، فيتصلون بصاحب السيّارة حتى يحرّك سيّارته، ولكن هل تكفي هذه النصيحة كرادع لمن ثقافته ايذاء النّاس؟!

نتعجّب على البعض عندما يقوم بإيقاف سيّارته أمام مواقف سيّارات، ويغلق عليهم الطريق، ولا نعلم إن كان يتساءل ماذا لو قام أحدهم بما يقوم به، فيغلق الطريق عليه، هل سيرضى؟! أم سيصمت ويتقبّلها!

وكما هو معروف بعد أن تحايل بعض أصحاب العمارات على القانون، بحجّة عمل موقف للسيّارات في عماراتهم، ومن ثمّ يحوّلونها الى دكاكين بقصد الربح، وبعد أن ضجّت المناطق السكنية بالعمارات الكبيرة، أصبح الاختناق واضحاً، فالسيّارات متراكمة فوق بعضها البعض بسبب التكدّس والكثرة، ومن ناحية أخرى نجد صراخ الناس في ازدياد بسبب المواقف، ناهيك عن الضرب والسكتات القلبية التي تحدث جرّاء الصراخ على مواقف السيّارات!

هل هناك حل لذلك؟! نعم هناك حل بإلزام أصحاب العمارات لإرجاع مواقفهم الموجودة تحت عماراتهم، حتى لا تكتظ المناطق بسيّارات المستأجرين، أيضاً هناك حل آخر وهو بإعطاء أي شخص يغلق الطريق أو مواقف البيوت غرامة حتى لا يتعدّى حدوده في الشارع، فالشارع ليس ملكاً له ولكنّه ملك عام للدولة، ومن حق الدولة التصرّف وفقاً للقانون لمن تسوّل له نفسه إيذاء النّاس، ولو عن طريق تعطيلهم والصراخ عليهم.

يقول المثل الشعب ( فوق شينه وقوة عينه)، وفعلاً هناك بشر لا يحسنون التصرّف، وتظهر أخلاقهم ضعيفة جداً، فهم بعد تعطيل النّاس يقومون بالصراخ على أهل البيت بسبب مناداتهم حتى لا يغلقوا الطريق عليهم، ويتجاوز الحد في بعض الأحيان بالتطاول بالأيدي، وقد يحدث ما نخشى من إسالة دم وغيره على جزئية بسيطة تُحل بثقافة المجتمع ككل!

وهذه الأيام نحن في وقت غريب، اشتدّت أعصاب النّاس بسبب ما حولها من توتّر، سواء محلّي أو إقليمي أو دولي، وعلى أقل القليل تحدث مشاجرات وتتحوّل الى تطاول بالأيدي، وفي بعض الأحيان إلى القتل بسبب مواقف سيارات، حلّها قد يكون بسيطاً للقائمين على الإدارة العامّة للمرور، كما حدث في إحدى الدول المجاورة، وشاهدناه على مواقع التواصل الاجتماعي، بقتل أحدهم بسبب موقف سيّارة!

لا نريد هذا كلّه، كلّ ما نريده هو إشاعة ثقافة ايقاف السيّارة في المكان الصحيح، والعمل على إجبار أصحاب العمارات لاستخدام مواقف سيّاراتهم، وأيضاً تغريم من تسوّل له نفسه إيقاف السيارة أمام مواقف بيوت النّاس، فقد يكون اليوم غير طارئ، ولكن غدا طارئ في هذا البيت، فما العمل عندها؟! ننتظر هذا القانون بفارغ الصبر حتى لا يتجاوز أحد الحدود.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1054822.html