صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4905 | الأربعاء 10 فبراير 2016م الموافق 18 رمضان 1445هـ

(رسالة مواطن)...ماذا لو كان المثل السائد هو وراء كل امرأة عظيمة رجل؟

في حوار دار بيني و بين امرأة حكيمة كما تقول عن نفسها، أخذت تحدثني عن دور المرأة في المجتمع، وبين طيات كلماتها الداخلة إلى مسامعي، أخذت تتفاخر وتتوج نفسها بالمثل السائد الذي يفيد بأن وراء كل رجل عظيم امرأة... فهل نَصدقها القول أم لا؟ وهل يمكن عكس المقولة ليصبح السؤال: "هل وراء كل امرأة عظيمة رجل؟".

وفي دور المرأة في المجتمع، لا يختلف اثنان على أن لها نصيباً كبيراً في تربية الأجيال، أو ممكن القول انها العنصر الأكثر فعالية في التأثير على الفرد، فهي سند البيت، هي الأم والأخت والزوجة والصديقة، فعندما تقف وراءك وتساندك، تصبح لك درع وقاية وحماية، وكثيراً ما تدفعك الى سبيل تحقيق طموحاتك وتخليصك من العوائق التي قد تقف أمام طريق تقدمك في الحياة.

السؤال محل النقاش هو إن كان وراء كل امرأة عظيمة رجل عظيم؟ قبل الإجابة على ذلك ينبغي علينا أن ندرك إن كانت هذه المقولة حقيقة أم مجاملة... عندها عليك أن تطلع على قصص الآخرين؛ لكي تكون كامل الدراية عن أحوالهم، فالتجربة خير برهان، والأمثال ما كانت إلا مرآة للمجتمع، فإن رفعت الستار ستكشف كم سطعت نجومهن في السماء أولئك العازبات وكم من الرجال نجحوا دون التدخل الأنثوي وراء إنجازاتهم... متيقنة وأؤمن أن يقيني على صواب أن المقولتين أعلاه يشوبهما مانع، والمرأة سلاح ذو حدين اما أن تصبح ظرفاً مساعداً فتنصرك، أو أنها تدمرك، وكذلك الرجل. إذاً يتحتم علينا هنا الوقوف عند الحقيقة، هذه المقولة نسبية الأثر، بالرجوع الى معيار شخصي، فوصول الشخص وقناعته التامة بأن الطريق الذي يسلكه يؤدي الى مبتغاه، لن يقف أمامه أي عائق يعرقل مسيرته في المضي قدماً نحو مرتجاه، فالعظمة تكمن في الشخص ذاته، ذكرًا كان أم أنثى، فان كان متمسكاً بزمام الأمور ويتحلى بالعزيمة والإرادة القويتين لن يتمكن أي شخص من حرفه عن طريقه، فالعظيم عظيم بنفسه وأفعاله.

ولا أقصد بكلامي هذا أن تدخل الطرف المقابل إن كان إيجاباً أو سلباً لا يرتب أي أثر، وإنما ما قصدته من السطور أعلاه  يتمحور في التدخل السلبي للطرف المقابل، فتأثيره نسبي موقوف على شرط عزيمة الشخص وإرادته.

أعتقد أنك سيدتي الحكيمة قد أخطأت ولم تصيبي في حكمتك تلك! فعند الحديث عن العظماء، نجاح أي شخص، ولنضرب المثل بالرجل الناجح، قد يكون هو من أتى بنفسه إلى عتبة النجاح أو أن شخصاً سانده، فذلك إما ذكراً كان أم أنثى، ولذلك ينبغي علينا تصحيح المقولة لتصبح: "وراء كل عظيم إرادة حاربت من أجل العظمة"!

عاطفه يعقوب عبدالرحمن


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1078220.html