صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4906 | الخميس 11 فبراير 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

بان كي مون يطرح رؤية لإصلاح قطاع العمل الإنساني

أصدر الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، هذا الأسبوع رؤيته حول كيف يمكن للعالم أن يخدم المحتاجين بشكل أفضل: هيكل معونة متماسك ومنسق، يربط على نحو أكثر كفاءة الإغاثة الطارئة بالتنمية ويستثمر أكثر – سياسياً ومالياً – في الوقاية من الأزمات قبل حدوثها ، وفق ما نقلت شبكة الانباء الانسانية اليوم الجمعة (12 فبراير / شباط 2016)

وفي الوقت الذي اعترف فيه بان كي مون نفسه بأن "الكثيرين يشككون في قدرة المجتمع الدولي على الوفاء بوعود ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بإنهاء الحروب أو مواجهة التحديات العالمية"، تأتي رؤيته لتوجيه الحكومات ووكالات الأمم المتحدة وبقية قطاع المعونة الذي تقدر قيمته بنحو 24 مليار دولار لتبني التغييرات الرئيسية في القمة العالمية للعمل الإنساني القادمة، تتويجاً لعملية تشاورية استمرت لقرابة ثلاث سنوات بهدف تحسين تقديم المساعدات للمتضررين من الأزمات.

وقد وصف البعض رؤية الأمين العام بأنها مُلهمة، "إطار عمل طموح" له "رؤية جريئة". ولكن آخرين اعتبروها "ساذجة" وتضم الكثير من "الكلام الأجوف" و"الفجوات الكبيرة" – بما في ذلك الفشل في معالجة مسألة إصلاح الأمم المتحدة مباشرة، وحماية استقلال العمل الإنساني في بيئات مسيسة، وتمثيل القضايا الرئيسية التي برزت في المشاورات الشعبية بشكل كاف.

وتضمن التقرير الذي طال انتظاره، بعنوان "إنسانية واحدة: مسؤولية مشتركة"، يرسم صورة مقنعة للأحوال الرهيبة في العالم في ظل وصول عدد النازحين لأرقام قياسية، وزيادة الحروب الأهلية، وتزايد عدد الظواهر المناخية الشديدة المرتبطة بتغير المناخ. وفي كثير من الأحيان لا يحدث التفاعل اللازم من القيادة السياسية للتعامل مع هذه التحديات إلا انطلاقاً من "المصالح المتعلقة بالأمن القومي والمصالح الاقتصادية الفورية والمحددة والضيقة"، على حد وصف بان كي مون.

وقال أن التقرير يركز بالأساس على منع وقوع الأزمات في المقام الأول، ومعالجة مخاوف بعض العاملين في مجال الإغاثة الذين أعربوا في وقت سابق عن الإحباط من التركيز حصراً على تقديم المعونة، مما يعني أن عملية القمة العالمية للعمل الإنساني تفقد مجدداً الهدف الرئيسي منها وهو: لماذا لا نعالج جذور المشكلة؟

وتعليقاً على ذلك، قال كلاوس سورنسن، الذي يقدم المشورة إلى رئيس المفوضية الأوروبية حول الشؤون الإنسانية: "إنه يؤكد على ضرورة إيجاد حلول للأزمات، وعلى القيادة، والدبلوماسية الوقائية، ومعالجة الأسباب الجذرية– حتى يتم وقف هذا البؤس في وقت مبكر وليس معالجته بعد حدوثه، أو عن طريق الأعمال الخيرية". وأضاف: "الأمر يتعلق بفكرة إنهاء الاحتياجات لتجنب الحاجة إلى الأعمال الخيرية... أعتقد أن هذا هو النهج الصحيح". وتجدر الإشارة إلى أن سورنسن، عمل في السابق مديراً عاماً لدائرة المساعدات الإنسانية والحماية المدنية (إيكو) التابعة للمفوضية الأوروبية.

كما شدد بان كي مون أيضاً على أهمية منع المذابح كتلك التي حدثت في رواندا وسريلانكا وسوريا عبر التحدث بجرأة ومن دون خوف عن الفظائع الجماعية. ويمكن القول بأن اللغة الأكثر قوة في مسودة سابقة لهذا التقرير، التي قال فيها أنه يشجع جميع موظفي الأمم المتحدة على "التصرف بشجاعة أخلاقية في مواجهة الانتهاكات الجسيمة والواسعة النطاق، بدلاً من الصمت في مقابل وصول المساعدات الإنسانية" قد ضعفت في المسودة النهائية. وبالمثل، لم تظهر العبارة السابقة "كمجتمع دولي ما زلنا نفشل" في البيان النهائي.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1078803.html