صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4949 | الجمعة 25 مارس 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

 سيكولوجية الرجل اللعوب

الكاتب: فاطمة النزر - .

لم يتزوج عن حب، اعتقدت أنه يبحث عن زوجة أخرى، لكي يعيش الحب معها، هو وزوجته لا تربطهما علاقة جنسية (طبعاً بعد عدة شهور اكتشفت أن زوجته حامل). هكذا تبدأ الحكاية، عدد من ليس قليل من النساء يقعن في هذا الفخ، ويكون وضعهن في الغالب مطلقات أو أرامل، يبحثن عن القبول لدى الآخر، ولأكون صريحة معكم، تعرضت شخصياً في عيادتي لهذه العبارات إضافة بالتأكيد لأهمية حاجة هؤلاء الرجال وبحثهم عن أخصائية نفسية تحل مشكلاتهم الزوجية، وبالطبع لا أمانع في حل المشكلات والإرشاد الزواجي بشرط وجود الطرفين في مرحلة ما من العلاج، وكعادتي بابتسامة السيكولوجست، أحاول تحليل ما أمامي، من جانبين، أولهما من جانب المرأة وحاجتها للبحث عن القبول والثقة والجانب الآخر هو الرجل اللعوب وسيكولوجيته، بالإضافة إلى العنصر الثالث وهي زوجته.

لنبدأ بالمرأة والتي أعتقد شخصياً أن حاجتها للبحث عن القبول وتعزيز ثقتها بنفسها يسقطها في براثن هذه النوعية من الرجال أو حتى من نوعيات أخرى قد تكون في أغلب الأحيان لا تتناسب مع مستواها العلمي أو الاجتماعي ولكن إحساسها هو ما يسيرها، إضافة إلى الضغوط المجتمعية والأسرية التي تتعرض لها لسرعة الارتباط فنراها تتخبط في الاختيار.

أما بالنسبة للطرف الثاني وهو الرجل اللعوب والذي يطلق عليه في علم النفس الشخصية الدونجوانية وهو الذي تكون حدود نظرته جسد المرأة ولهذا يكون لديه تاريخ طويل من العلاقات النسائية المتعددة، وهو إن تزوج فإنه لا يتزوج امرأة عرفها وتكون سمات شخصية الدنجواني بأنه شخص مثبت على حبه لأمه «ولا يستطيع أن يحب غيرها» ويبحث في الأخريات عن صورة الأم بداخله ولن يجدها. ومن هنا كان بحثه الدائم عن الإناث للحصول على إشباع حقيقي ولكن دون جدوى لأن الإشباع الحقيقي هو حبه لأمه فقط، كما أنه طفل أناني متمركز حول ذاته ولذاته يرى في الآخرين مصادر لإشباعاته فهو ليست لديه القدرة على الحب، فالمشاعر عنده لا تحتل أي مكان ولكن الإشباعات المادية الحسية هي التي تحتل عنده كل مكان. الدنجواني تعود أن يأخذ دون أن يعطي فهو لم يتعلم العطاء وفي المواقف التي تحتاج إلى البطولة والشهامة يهرب بسرعة فائقة ويعود طفلاً صغيراً فهو شخصية اعتمادية غير قابلة للعطاء مؤهلة، أما بالنسبة لزوجة الدونجواني فإنه في الأغلب يستطيع أن يخدعها بالكلام المعسول لفترة وتحدث المشكلات بينهما ذلك لأن بعد الزواج وتمكنه من تحقيق إشباعاته يتحول بالتدريج إلى العودة إلى طبيعته الدنجوانيه مرة أخرى وتتعدد علاقاته «المحرمة» فأقصى عذابه هو أن يكون سجيناً لامرأة واحدة داخل بيت واحد وهو عديم الإحساس وعديم المسئولية.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1094817.html