صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4950 | السبت 26 مارس 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

ضعف الاهتمام بالقاعدة وإمكانات الأندية واللاعب المحترف سبب تراجع كرة القدم

عيسى بن راشد في «حوار الشهر»: عدم فوز البحرين بكأس الخليج لعدم تعلم المسئولين من أخطائهم

الحديث مع هرم الرياضة البحرينية الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة له متعة حقيقية؛ لأنه يحمل أكثر من وجه... فهو خبير الرياضة البحرينية الذي امتلك ناصيتها في أكثر من موقع هام، رئيساً لنادي البحرين ورئيساً لاتحاد كرة القدم ورئيساً للجنة الأولمبية البحرينية، ورئيساً للمؤسسة العامة للشباب والرياضة.

وهو الفنان المبدع والأديب والشاعر... وهو المتحدث البارع الذي جمع مِنْ حوله الكثير من المحبين، لذلك فهو يقول في هذا اللقاء: «أعطيت الرياضة البحرينية عمري ووقتي وصحتي وأعطتني حب الناس وأنا فخور بذلك».

كانت الساعة العاشرة والنصف من صباح يوم الأربعاء الماضي حينما التقيناه في جلسته الصباحية المعتادة في أحد المجمعات التجارية لنحاوره في «لقاء الشهر» ويجاوب على الأسئلة التي طرحها القراء الكرام عبر موقع الصحيفة قبل أسبوعين.

تراجع الكرة

كان سؤالنا الأول عن أسباب تراجع أداء المنتخب الوطني لكرة القدم في السنوات الأخيرة. والذي أجاب عليه قائلا: «هناك أكثر من سبب وجيه لتراجع أداء المنتخب ونتائجه، أبرزها: عدم الاستقرار على مدرب واحد لفترة زمنية طويلة، وعدم وجود نجوم في الملاعب، كما كان عليه في الماضي. وعدم الاهتمام بالقاعدة في الأندية... ففي السابق كان يصعد فريق الشباب ليحل محل الفريق الأول تدريجيًّا، وكان هذا يبعث في الفريق روح الحماس والولاء والمحبة والألفة، أما في الوقت الحاضر فإن الفرق تجلب لاعبين محترفين ليحلوا بدل الشباب الصاعد على رغم أن اللاعبين المحترفين الذين يتم جلبهم دون المستوى المتطور، وهذا ينعكس على مستوى المنتخب».

وأضاف قائلاً: «لذلك فإننا نشاهد تراجعاً في مستوى اللعبة عن السنوات الماضية، انعكس على نتائج المنتخب. لذلك لم يتأهل المنتخب في تصفيات كأس العالم الأخيرة، بعد أن كان منافساً قويًّا على مستوى القارة الآسيوية».

ضياع بطولات الخليج

وأجاب الشيخ عيسى على سؤال أحد القراء عن سبب عدم فوز البحرين بدورات كأس الخليج قائلاً: «إن ذلك راجع إلى إن المسئولين عن المنتخب لا يتعلمون من أخطائهم التي يقعون فيها في كل دورة. فدول الخليج أصبحت تهتم بصورة أكبر باستقرار الجهاز الفني والإداري المشرف على المنتخب وتوفير المناخ المناسب وهذا بسبب توافر الإمكانات المالية العالية. فعلى سبيل المثال شاهدنا في السنوات الأخيرة أكثر من 5 مدربين أشرفوا على تدريب المنتخب. جميعهم بقوا فترة وجيزة ثم غادروا قبل أن يضعوا بصمتهم على المنتخب. فالاستقرار ينعكس دائماً على أداء اللاعبين وتفاهمهم داخل الملعب ويحقق نتائج أفضل.

سألناه، هذا يجرنا إلى الإجابة على سؤال أحد القراء... هل اتحاد الكرة أخطأ في إنهاء عقد كالديرون؟

أجاب «هذا المدرب يملك خبرات كبيرة عن لعبة كرة القدم الخليجية وإمكانات فنية عالية لكن المدرب بعد النجاح الذي حققه مع كرة القدم البحرينية طلب أموالاً كبيرة لا يستطيع اتحاد الكرة توفيرها. لذلك غادر البحرين. والاتحاد ليس هو سبب مغادرته لكن الأموال هي السبب الرئيسي».

دورة الخليج والبصرة

أحد القراء وجه سؤاله عن أسباب عدم إقامة الدورة في مدينة البصرة العراقية على رغم التطمينات وعلى رغم احتياج العراق إلى تنظيم الدورة للنهوض بمستوى اللعب.

أجاب ضاحكاً «هل السائل عراقي؟ فهذا السؤال يجيب عليه رؤساء اتحادات كرة القدم الخليجية، لكن في اعتقادي أن أحد الأسباب الرئيسية هو الأمن والخوف من وقوع أي حادث أمني يسبب مشاكل للفرق أو الدورة. لكنني اعتقد أنه في حالة استقرار الأمن في العراق فإنه لا شيء يمنع من إقامتها في البصرة!».

ضعف الدوري

ثم انتقل بنا الحديث وتشعب عن ضعف الدوري والأسباب الحقيقية وراء هذا التراجع. وقال أبو عبدالله: «ضعف الدوري نتيجة ضعف الأندية، وقلة مواردها والإمكانات المتوافرة فيها، وعدم اعتمادها على فرق القاعدة وتطوير مستوى اللاعبين، بتهيئة الأجواء المناسبة وإعطائهم فرصة اللعب في مصاف الفريق الأول. فالأندية في السنوات الأخيرة أصبح همها جلب اللاعبين المحترفين. وهذا أكبر غلط؛ لأن اللاعب المحترف يأخذ فرصة اللاعب الشاب... كما أن اللاعبين المحترفين الذين تتعاقد معهم الأندية مستواهم ضعيف وأقل من مستوى من اللاعب المحلي. لذلك أصبحت ملاعبنا خالية من النجوم وخالية من الجماهير التي فضلت الابتعاد بسبب تواضع مستوى فرق الأندية».

الكرة أيام زمان

أحد القراء سأل عن مستوى أيام زمان، وهل هي بالفعل أفضل من الوقت الحالي؟

فأجاب الشيخ عيسى بن راشد على التساؤل بحماس: «نعم كانت الكرة في الماضي أفضل، على رغم قلة الملاعب المزروعة وكانت الفرق غالبيتها تتدرب على الملاعب الترابية. إلا أن مسابقة الدوري كانت تمتاز بقوة المنافسة والحماس الكبير بين اللاعبين وجماهير الفرق. وكان اللاعبون يتحلون بالولاء إلى فرقهم والتنافس فيما بينهم لتمثيل الفريق».

وأضاف «ضعف الإمكانات في الأندية لم يمنع من وجود نجوم حقيقية تتحلى بمهارات فنية عالية، تتألق في الملاعب وتشد الجمهور إليها. فمشاهد الحلة الجميلة التي كنا نشاهدها أيام زمان اختفت وأصبحت الملاعب الآن شبه مهجورة».

ألعاب الصالات

قلت لمحدثي... كلامك الأخير يجرني إلى سؤال أحد القراء يقول فيه، هل يتفق معنا الشيخ على أن الألعاب الجماعية داخل الصالات تعبر أكثر جماهيرية وشعبية من كرة القدم؟

فأجاب «نعم، أتفق مع هذا الرأي؛ لأن ألعاب الصالات بدأت في تحقيق البطولات الرياضية على الصعيدين الخليجي والعربي وتأهل البعض منها لنهائيات كأس العالم، كما فعل منتخب كرة اليد الذي يتأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الثالثة. في حين غابت كرة القدم عن البطولات وأصيبت الجماهير بالإحباط بسبب تراجع المستوى الفني ونتائج منتخبات كرة القدم».

هروب الشخصيات الرياضية من الساحة

أحد القراء طرح سؤالاً مهمّاً قال فيه: «هل تتفق مع من يقول إن هناك شخصيات رياضية تستحق تولي المناصب الرياضية في الأندية أو الاتحادات الرياضية لكنها تنأى بنفسها عن ذلك».

أجاب: «هذا الرأي صحيح؛ لأن هناك بالفعل العديد من الشخصيات الرياضية المبتعدة عن الساحة، بسبب عدم رغبتها في زج نفسها في مشاكل الأندية التي تعاني من ضعف في الموارد المالية، أو الدخول في مشاكل اللاعبين. كما أن الحياة الاجتماعية أصبحت تجبر العديد على التفرغ لعائلته وتوفير متطلباتها المعيشية.

دور وزارة الشباب

أحد القراء يسأل عن الدور الذي تقوم به وزارة الشباب في تقديم الدعم المطلوب لكرة القدم البحرينية.

فأجاب «وزارة الشباب ليست هي الجهة المسئولة عن تطوير لعبة كرة القدم، بل هي اللجنة الأولمبية البحرينية، فالوزارة مسئولة عن دعم الكرة في الأندية وقطاع الشباب. من خلال تقديم المزيد من الدعم المالي لأجل الاهتمام بفرق القاعدة وتوفير البنية التحتية السليمة لهم. فضعف الإمكانات المالية مشكلة تعاني منها الأندية وتحول دون تطور الفرق فيها».


تناتيش من اللقاء

كانت تلك جزءاً من حديث طويل دار في جلستنا مع الشيخ عيسى التي امتدت ساعتين ساهم في جزء منها الملحن المعروف أحمد الجميري والذي لحن الأوبريت الغنائي «خليج العز» الذي أقيم بمناسبة افتتاح دورة كأس الخليج الثامنة العام.

- أحب مشاهدة دوريات كرة القدم الأوروبية ولكن لا أتعصب لدوري معين، لكن أفضلهم لدي هو الدوري الانجليزي وأشجع فريق تشلسي... فهذا الدوري احرص على مشاهدة جميع مبارياته... في حين أشاهد من الدوري الاسباني فريقي برشلونة وريال مدريد ومن الدوري الفرنسي باريس سان جيرمان ومن الألماني بايرن ميونخ.

- ومن الدوريات الخليجية أحب مشاهدة الدوري السعودي وأشجع فريق الأهلي السعودي فأنا عضو شرف هذا النادي وسبب ارتباطي بالأهلي علاقتي بالأمير عبدالله الفيصل.

- كما اعشق نادي البحرين وكنت أتواجد فيه بصورة يومية لكن هذه الأيام أصبحت زيارتي له قليلة جدا. وقد كان هذا النادي من أكبر الأندية التي تغذي المنتخب بالنجوم الكبيرة، أذكر منهم على سبيل المثال: خليل شويعر وعبدالله بدر وإبراهيم فرحان ومشعل وجاسم الخجم وعبدالرسول إبراهيم.

- واجهتني العديد من الطرائف في عالم الرياضة... بعضها في شكل مقالب فكاهية، والبعض الآخر ما يثير الأعصاب... وأتذكر في إحدى دورات كأس الخليج كنا نلاعب المنتخب العماني الذي وقف ندا قويا ولم نستطع التسجيل في مرماه على رغم أن الفريق العماني في تلك الدورة لم يكن بالمستوى الجيد... فقال لي الشهيد فهد الأحمد: يا شيخ إذا أردت الفوز فاقلب نعال رجليك... فطاوعته وما هي إلا لحظات حتى سجلنا الهدف الأول في المرمى العماني... ومنذ تلك الدورة بدأ رؤساء الوفود الخليجية ينظرون إلى نعالي خوفًا من أن أقوم بقلبه!.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1095137.html