صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 4969 | الخميس 14 أبريل 2016م الموافق 18 رمضان 1445هـ

الرياضيات الذهنية علم تتوارثه الأجيال

جنى حسين عَشِقتْ الرياضيات من خلال «الأبكاس» وتدعو لإدراجه في المناهج الدراسية

استطاعت الطفلة جنى حسين موسى أن تحرز مركزاً متقدماً في اقوى برنامج للحساب الذهني على الاطلاق، بعدما أصبحت تجيد الحساب الرياضي بجمع وطرح منظومة متسلسلة من الأعداد بسرعة فائقة من خلال الاعتماد على التركيز الذهني، ومن دون استخدام الحاسبة الآلية.

ففي زمن التكنولوجيا والسرعة والاعتماد شبه الكلي على الأجهزة الاكتروانية، على حساب استخدام العقل والتركيز والحواس، تراجعت قدرات الأطفال الذين صاروا يعيشون في «الزمن السهل» الذي تتوافر فيه جل الحاجات بكبسة زر، ما أضعف المخيلة واطفأ بريق الحواس، وحدَّ من التفكير والقدرات والإدراك، المعينة كلها على الاكتشاف والتجربة.

ومن هنا جاء برنامج «بي جينيوس» الذي اطلقته المدربة صغرى الخنيزي بالشراكة مع صندوق سند الاجتماعي الخيري، والذي اعتمد على استخدام إدارة «الأبكاس» في الحساب الذهني، وهو البرنامج الذي شاركت به جنى أخيراً لتدخل عالماً مليئاً بالتخيل والتحليق في بحار المعرفة باعتماد معيار الدقة في الحساب الذهني السريع.

تقول جنى عن تجربتها: «لقد تغيرت حياتي كليّاً، وأصبحت ـ بعد دورة استمرت شهرين من الزمن ـ أُحب التعلم أكثر من أي وقت مضى، ونمت قدرتي على التركيز، وأصبحت أفخر بنفسي كثيراً؛ لأني أُجيد العد والحساب بسرعة، وهو ما لا يعرفه عموم الناس إلا عبر دخولهم في برنامج الأبكاس الممتع بحق».

وتضيف « في الحساب الذهني كل ما نحتاج إليه هو التركيز والتخيل، وهذا ما نحتاج إليه في كل مجالات العلوم والحياة، وليس فقط في الرياضيات، كما نحتاج إلى الدقة والسرعة، وإلا خرجنا من دائرة المنافسة، فالقدرة العقلية كبيرة جدًّا، وغزيرة بشكل قد لا نتوقعه، لكننا عبر التجربة والتدريب المستمر نكتشف أنفسنا ونعرف حجم قدرتنا على التخيل والإبداع عبر تنشيط عمل الجزء الأيمن من الدماغ والذي يؤدي بدوره إلى تنمية المواهب والإبداع، فهذا اول ما تعلمنا في الدورة على يد المدربة صغرى الخنيزي».

ماذا تقولين لباقي الاطفال الذين لا يحبون الرياضيات والحساب؟

- أقول اعتمدوا على عقلكم، فهو لن يخذلكم، ثقوا بأنفسكم، فالرياضيات ليست شبحاً، بل هي عالم ممتع جدا، يرفع من مستوى الادراك ويقوي الذاكرة ويرفع معدل الذكاء والتفكير البديهي، وبرنامج الابكاس الذي يعتمد على برنامح عالمي معتمد في أكثر الدول المتقدمة يعلم الرياضيات في أجواء لا تخلو من الفرح والمتعة والمنافسة والتفاعل، وهو ما يجعل الرياضيات أداة للتسلية، لقد انتهت الدورة وتمنيت ألا تنتهي وان تتواصل المراحل اللاحقة على مدى العام ودنما توقف».

وماهو تعريفك لبرنامج الأبكاس؟

- الأبكاس وهو عبارةٌ عن أداة حساب قديمة جدّاً اخترعها الصينيون قبل أكثر من 3000 عام، وطوّرها اليابانيون، وهو برنامج رياضي يعتمد على الحساب الذهني باستخدام العدد الصيني، وفي مرحلة لاحقة تطبع المدربة هذا العداد في ذهن الأطفال المشاركين في الدورة فلا نحتاج إلى استخدامه مع مرور الوقت، ونصبح نحسب ذهنيًّا، ونستطيع حل أية مسألة حسابية في بضع ثوان، وهو برنامج يرتقي بالتفكير والخيال، ويوسع المدارك وينمي الابداع والدقة والملاحظة، فتتحسين القدرة الحسابية بسرعة لأننا نعتمد على الحاسة البصرية والسمعية في التفكير المنطقي والتحليل والسرعة.

وتقول جنى: «عندما نستخدم الاباكاس فإننا نتبع مجموعة من القوانين، وحينها تكون السرعة في الحصول على الإجابة مذهلة، فالمخ البشري ينقسم الى جزئين؛ الجزء الأيسر مسئول عن الكلام والكتابة والعمليات الحسابية والتفكير والمنطق واصدار الاحكام، فيما يعني الجزء الايمن بالوصف والتقليد والتخيل، لهذا فإن الأبكاس والرياضيات العقلية يتطلب المشاركة بين الجزء الايمن والايسر، لذلك اعتقد ان طريقة الأبكاس والرياضيات العقلية هي المفتاح السحري لتطوير القدرة العقلية، واتمنى ان يعتمد تدريسه في المدارس الحكومية، ولاسيما أنه يدرس في عدد من المدارس الخاصة، المدارس العالمية في اليابان والصين والهند ودول أخرى تعتمده ضمن المناهج الدراسية، وتستطيع مملكة البحرين اعتماد هذا البرنامج في برامجها؛ لأنها تهتم كثيرا بتطوير العلم والارتقاء بالتعليم».

وتشير جنى إلى أن إحدى سلبيات عصر التكنولوجيا هو الاعتماد على البرامج الالكترونية والهواتف الذكية في انجاز ابسط العمليات الحسابية، وهذا حد كثيرا من قدرة الأطفال على التفكير وأصابهم بالخمول الذهني وجعلهم يواجهون صعوبة في استخدام شطري الدماغ بيسر وسلاسة.

هل تفكرين في دخول مسابقات في الحساب الذهني؟

- نعم أتمنى ذلك، وأتمنى أن تنظم مسابقات وطنية على مستوى مدارس البحرين لخلق نوع من التنافس بين الطلبة، ويمكن بعدها المشاركة في مسابقات خليجية وعربية وعالمية.

وفي ختام حديثها، تؤكد أنها سعيدة بهذه المعرفة، التي لا يمكن أن تتوافر إلا في هذه الدورات المتخصصة، ومتحمسةٌ جدّاً للمشاركةِ في الدوراتِ القادمة، وهي تشكر مدربتها صغرى الخنيزي، ومساعدتها شيماء وجمعية سند الاجتماعية الخيرية لدعمها استمرار هذه الدورات النوعية.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1102662.html