صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5011 | الخميس 26 مايو 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

قرية تراثية تعيد إلى الذاكرة مشاهد من الماضي الجميل

قامت مجموعةٌ من الشباب بتنفيذ قرية تراثية في أحد الساحات الداخلية في قرية السنابس، خلال مطلع هذا الأسبوع، وتضمّنت مشاهد من القرية البحرينية القديمة.

الفكرة راودت المجموعة الناشطة، وخلال أيام بدأ تحويل المقترح إلى واقع ملموس، بجهود ذاتية تطوعية، وعمل بروح جماعية، ولتجهز هذه القرية التراثية المصغّرة خلال أسبوع واحد فقط.

الساحة التي أقيمت عليها كانت محدودة، لكن تم استغلالها بطريقة ذكية، حيث قسّمت لتضم عدة مشاهد من السوق القديم، مع روادها، بالملابس التي كانت تستخدم في النصف الأول من القرن العشرين. ومن بين هذه المشاهد محل بيع الأقمشة، والخياط الذي يستخدم ماكنة الخياطة التي تعمل باليد، وتعلق من خلفه في المحل مجموعة من الملابس الرجالية والنسائية. فيما جلس بجواره اثنان من رجال الشرطة، بعقال وغترة حمراء، ويمسكان عصا سوداء، مع قميص خاكي وسروال قصير (شورت)، فيما بدا لافتاً اختلاف لون جوربيهما، وحين تسال يقال لك أن جورب الضابط رصاصي، بينما جورب الشرطي العادي أسود.

المحل المجاور، يبدو قهوة شعبية مصغرة، حيث أدوات إعداد الشاي والقهوة، ووراء البائع «حِبّ»، الوعاء الفخاري القديم المغطى بقطعة خشبية دائرية وقطعة قماش، وكان يستخدم لتبريد الماء، فتشربه بارداً في فصل الصيف.

المحل الآخر، خصص لبيع «المديد»، وهو أثاث منزلي أساسي كان يستخدم في المنازل والمساجد، قبل أن ينتشر استخدام السجاد اليدوي والصناعي. وهو مصنوعٌ بطريقة جميلة، تتداخل فيه الألوان، بما يدلّ على مهارة الحرفي البحريني القديم، وسعره في متناول الجميع.

محل آخر خُصّص للتعريف بمنتجات النخلة، فمن سعفها وخوصها وجريدها وجذوعها كان البحريني يصنع الكثير، من السلال والقفاف (لجمع الملابس) والسُفَر (التي تُبسط لتناول وجبات الطعام)، والسبتات (المستخدمة لجمع مقتنيات المنزل)، فضلاً عن الأقفاص المستخدمة من الجريد لصيد الأسماك. ويتفنن فيها الصانع بإدخال عدة أشكال وألوان، وكانت حرفةً تمارسها وتتقنها الكثيرات من النساء.

أمام هذه المحلات التي تكشف جانباً من حياة الناس في السوق القديم، هناك عربةٌ خشبيةٌ تقطع الشارع، وكانت تستخدم لنقل البضائع في السوق، يجرها سائقها في الطريق، وينقل فوقها بعض البضائع والخيش والقفاف والأقفاص. مثل هذه العربة ظلت موجودةً حتى وقت متأخر في السوق القديمة أو السوق المركزي بالعاصمة المنامة. هذه العربة يشتغل بها العمال الفقراء، يكسبون عبر هذا العمل الشاق قوت يومهم، وخلّدها أحد الأدباء البحرينيين في قصة بعنوان «موت صاحب العربة»، لتعيده القرية التراثية مع عربته إلى الحياة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1119102.html