صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5021 | الأحد 05 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

القيادة الأخلاقية

الكاتب: سوسن دهنيم - Sawsan.Dahneem@alwasatnews.com

لا يكفي أن تكون قائداً ناجحاً. من المهم أن تكون قائداً ناجحاً بشرف.

كان هذا هو الجوهر الذي أراد برنامج القيادة الأخلاقية الذي أطلقته جمعية البحرين النسائية للتنمية الإنسانية يوم السبت الماضي إيصاله. ركّزت وجيهة البحارنة في ورقتها التعريفية بالمشروع على أن القيادة الأخلاقية هي الانتقال من مرحلة القدرة على التأثير إلى التأثير بشرف.

هذه المرحلة لا يمكن لأيِّ أحدٍ أن يصل إليها بسهولة، وهو ما ذكرته البحارنة أيضاً في حديثها. هي مرحلة تحتاج من كلِّ واحدٍ منَّا أن يهذّب نفسه وروحه. أن يصل إلى مرحلة التسامح مع الذات وبالتالي مع الآخر. أن يصل إلى مرحلة تكون فيها الأخلاق والقيم هي الأساس الأول لكل خطوةٍ، وكل قرارٍ، وكل رغبةٍ في التأثير.

ولابد من ذكر مفهوم القيادة الأخلاقية كما أوردته الجمعية من خلال مشروعها التدريبي هذا. وهو أن القيادة ترتكز على القيم الأخلاقية في اتخاذ القرار، وفي تبني الخيارات الملائمة. وهو أيضاً فعل الشيء الصحيح في الوقت الصحيح من أجل غاية صحيحة. إضافة إلى أنه يعني القيادة التي توجّهها الأخلاق والقيم، ويتمُّ وفقها التعامل مع أي إنسان بإنصاف وأمانة واحترام وثقة في جميع الأوقات.

وفي ظل اضطراب هذا العالم والتغيرات التي طرأت عليه، صار من المهم الالتفات إلى الأخلاق والقيادة الأخلاقية في مسيرتنا الخاصة والعامة. وهو ما جعل الجمعية تدشّن هذا البرنامج لأسبابها التي تمثلت في: انهيار التوازن بين ما هو ماديّ وما هو أخلاقيّ قيَميّ في علاقات الناس كما في علاقات المجتمعات وعلاقات الدول على حدٍّ سواء. وبسبب تفشّي الأخلاق الهشَّة، والقيم التي لا صمود لها، وإن وجدت فهي من أجل تحقيق مكاسب فرديَّة، وخدمة للمصالح الشخصية. إضافة إلى تداعي الأخلاقيات الذي صار جزءاً طبيعيّاً من السلوك اليوميّ للأفراد والجماعات المحلية والعالمية، حتى وإن علا وارتفع شأنها ثقافيّاً وتعليميّاً.

وقد ركّزت البحارنة في ورقتها التعريفية على ضرورة تغيير المفهوم تجاه القائد، مؤكدة أن بإمكان أيٍّ منَّا أن يكون قائداً في مجاله. معرّفة القائد الأخلاقي بأنه كلُّ إنسان يتمسك بقوة المبادئ والأخلاق، ويمارس التأثير بشرف لتطوير مجتمعه، وتحقيق الرقي الإنساني بصرف النظر عن موقعه الوظيفي أو المجتمعي أو الأسري.

من الضروري أن تتبنى الجمعيات والمؤسسات الأهلية والعامة مثل هذه البرامج، التي من شأنها أن تصلح ما عبث به هذا الوقت ونجومه الذين تسلموا زمام الأمور في العالم أجمع، بشكل أدى إلى تفشي الخصام والخلافات والحروب وكل ما هو غير أخلاقي وغير سوي، علّنا نصلح الفرد فينصلح مجتمعنا، ومن ثم يسهم في إصلاح العالم.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1122906.html