صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5043 | الإثنين 27 يونيو 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

عندما يتعلق الأمر بالإيدز على الأطباء عدم الحرج في طرح أسئلتهم بالمشتبه بإصابتهم بالمرض

قال خبير إنه خوفا من الوصم بالعار، يستمر كثير من الناس في تكتم مواقف قد تكون أدت لإصابتهم بعدوى فيروس نقص المناعة المكتسب (إتش آي في)، ومن المحتمل أن يفشل الأطباء في طرح الأسئلة المناسبة عليهم.

ودعا هارتفيج كلينكر، وهو خبير في الأمراض المعدية في مستشفى الجامعة بمدينة فورزبورج الألمانية، الاطباء لعدم الانصراف عن المسائل المهمة.

واعترف كلينكر بأنه لا تزال هناك العديد من حالات العدوى بـ(إتش آي في) غير المكتشفة حتى في البلدان التي تملك أنظمة صحية جيدة، "حيث يمكن الكشف عن مثل هذه الأنواع من العدوى عبر اختبارات بسيطة".

وقال الخبير "تتنوع الأسباب. أولا يعود الأمر إلى الشخص المصاب للاعتراف بالموقف المحفوف بالخطر الذي واجهه، أو ربما أكثر شيوعا، أن يتكتم هذا في عقله".

وأشار إلى أن هؤلاء "يخافون من العدوى، أو من وصمة العار المرتبطة بها، وهي أمر مؤثر للغاية حتى في ألمانيا".

وهناك مشكلة أخرى، مع ذلك، هي أن الأطباء غالبا لا يسألون عن التفاصيل ذات الصلة، وهذا أمر مفهوم، إذ إن هذه التفاصيل تكون عادة متعلقة بأمور حميمية.

وقال كلينكر "هذا شيء نراه في كثير من الأحيان بين الأشخاص المصنفين من ذوي الميول الجنسية الطبيعية والذين بالتالي لا ينتمون إلى المجموعات المعرضة تقليديا للمخاطر".

ووفقا للخبير، فإن عدوى فيروس نقص المناعة المكتسب مرتبطة بالسلوكيات المحفوفة بالخطر التي لا تزال ينظر إليها بشكل سلبي، سواء كانت إدمان المخدرات أو المثلية الجنسية بين الذكور.

وأوضح كلينكر أنه "من أجل ذلك غالبا ما يجد الاطباء صعوبة في مناقشة هذه المسألة، فليس سهلا أن تتحدث عن الميول الجنسية للمريض، إلا إذا كانت هناك شكوك منذ البداية بالإصابة بعدوى الإيدز".

وأعرب كلينكر عن اعتقاده بأنه حتى الدول المتطورة وضعت هذا النوع من العدوى في موقف محرج إلى حد كبير.

وتابع الخبير "نحن نربط الإيدز بالمثلية الذكورية وإدمان المخدرات، وبخلاف ذلك لا نفكر فيه كثيرا. قبل ثلاثين عاما كان فيروس نقص المناعة المكتسبة (إتش آي في) غير قابل للعلاج وكان يؤدي حتما إلى الإصابة بالإيدز. حينها كان اكتشاف إيجابية تحليل فيروس أتش آي في يعني بشكل تلقائي الإصابة بمرض خطير والوفاة المبكرة. وفكرة أن هذا مرض قاتل لا تزال ماثلة في أذهان الناس".

وأكد أنه "ورغم ذلك تغيرت أشياء كثيرة منذ ذلك الحين، ليست أقلها حقيقة أن فيروس إتش آي في يمكن معالجته بسهولة الآن، في هذا السياق إذا أثبت التحليل حدوث العدوى فهذا يعني نوعا من أنواع التأمين على الحياة، لأنه يعني أن العلاج يمكن أن يبدأ.

وختم كلينكر حديثه قائلا "بالطبع هذا تشخيص يغير الحياة، لا يجب أن نستهين بالأمر، وبالرغم من ذلك فإن الشخص المتأثر يمكن أن يستفيد من العلاجات المؤثرة وسيكون لديه مستقبلا متوقعا شبه طبيعي في الحياة".


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1131858.html