صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5075 | الجمعة 29 يوليو 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

بالفيديو والصور... ما سر الحمام المغربي في البحرين؟

تعتبر الحمامات التي اشتهرت بها "المغرب" منذ العهد الروماني مقصدا لكثير من الفتيات على مختلف أعمارهن، طلبا للاسترخاء وتنظيف البشرة، حتى أصبحت عدد من المقبلات على الزواج يعتبرنه شرطا أساسيا في السنوات الأخيرة في البحرين إذ بدى مثله في ذلك مثل محلات تصفيف الشعر والمكياج والسبا وغيرها.

ولا ينحصر استخدام الحمام المغربي للعروس فقط، إذ أصبح من العادات اليومية أو الأسبوعية التي تحرص المرأة في البحرين على القيام بها كجزء من العناية بجمالها والاهتمام ببشرتها وتنظيفها كامل أجزاء جسمها.

ويأتي إدخال هذا التقليد داخل صالونات النساء مع تفاقم أعداد الجالية المغربية في البحرين بالسنوات العشر الأخيرة الذين ساهموا في نشروا هذا التقليد، بصورة لا يمكن فيها تجاهل وجود الحمام المغربي بأنواعه.

البحث عن الحمام

وعلى رغم ظهور الصالونات العصرية، فان الحمام المغربي التقليدي مازال المفضل، إذ أن مفعوله سريع، فهو يخلص الجسم من السموم والجلد الميت، ويكشف عن طبقة ناعمة جديدة، إضافة إلى أنه يعمل على ترطيب وتنعيم البشرة، ويساعد على التخلص من التوتر، ويبعث الاسترخاء للجسم.

"الوسط" بحثت عن حمام مغربي في ظل وجود أعداد كبيرة منها في البحرين حتى وصلت إلى جدعلي وهناك وجدت حماما صمم بالطريقة التقليدية مع "الزليج" (الفسيفساء) والتقت مع مديرة أحد صالونات الحمام المغربي رحمة كباصى.

وتقول رحمة: "تعتمد الحمامات المغربية على استخدام عناصر من البيئة المغربية الذي تستقي منه اسمها، حيث كانت بمثابة صالونات تجميل لدى الأمهات والجدات، وهي أبرز أنواعها الشعبية وأكثرها انتشارا في الوقت الحالي، لأنها تضمن للسيدات نتيجة واضحة ومرضية. إذ يقدم الحمام المغربي خمس خدمات تجميلية في الوقت نفسه، وهي: تدليك الجسم بعناية وخطوات مدروسة، وتنظيف المسامات من الجراثيم، وتقشير الوجه والعناية به، وإزالة الخلايا الميتة، والعناية بالشعر وفروة الرأس".

الحمام المغربي للجميع

وترى رحمة التي ولدت في منطقة "وزان" (شمال غربي جبال الريف بالمغرب) بأن "الحمام المغربي هو لكل السيدات والشابات بدءا من عمر 8 سنوات، ولكن حرص المقبلات على الزواج على تجربته استعدادا لحفل الزفاف، رسخ في أذهان البعض أنه حكرا عليهن، وهذا غير صحيح، إذ يُنصح به مرتين خلال الشهر، نظرا لفوائده الجمة".

يختلف الحمام المغربي في المغرب – بحسب رحمة -عما ما نقل لدول الخليج العربية، فهو يعد على حطب وفرن ويستخدم فيه البلاط لتسخين الظهر والجسم، كما يحتوي على بخار طبيعي اختلافاً في الخليج التي تتوفر فيها الأجهزة الحديثة لتسخين، ويكون عادة أكثر فائدة في فصل الشتاء لتقليل من برودة الجسم.

وعلى رغم تغيرات الجو والتنافس بين الصالونات، إلا أن الحمام المغربي لا زال يلقى الإقبال المعهود خصوصا في فترات الأعياد والمناسبات.

وتضيف رحمة: "بالنسبة للحوامل تبدأ من بعد الشهر الثالث في عمل الحمام المغربي نظرا لثبوت الحمل، الذي يظهر بعد مدة تقريبا 3 أشهر فالبخار في الحمام مغربي والحرارة تعرض الحامل إلى الإجهاض أو أعراض جانبية لها. ويتم الجلوس على البلاط من الجوانب أو الظهر ولا تكون على البطن نظرا للجنين، ويكون الوقت المستخدم أطول من الحمام المغربي العادي للمرأة الغير حامل".

أهمية النظافة

وشددت رحمة على أهمية وجود الثقة عند الزبائن عند استقبالهن نظرا لمخاوف البعض من انتقال الأمراض من الأدوات المستخدمة، إذ يجب أن تكون العاملة ذات شخصية قوية، وقريبة من زبوناتها. وأضافت: "ترتاح نفسية السيدة كلما طال بقاؤها في غرفة الحمام، إذ يساعد كل من البخار والزيوت العطرية والتدليك والكريمات الطبيعية ذات الروائح الفواحة على تحسين مجرى التنفس لديها".

ومن المعروف أنه يتم وضع (الصابون المغربي) المكون من أنواع الأعشاب الطبيعية المغربية على الجسم، ويتم تدليكه على كامل المناطق بعد شفطه بالماء الدافئ، مقابل تعرضه للبخار لمدة عشر دقائق، ويليه الفرك بالليفة المغربية الخاصة التي صنعت خصيصا لإزالة طبقة الجلد الميت بشكل دائري وبعدها يتم وضع أنواع متعددة من الطين والأعشاب لسد المسامات مع خلطهم بالماء الورد لصنفرة الجسم.

ودعنا رحمة المغربية، بعد أن كشفنا عن سر الحمام المغربي وعن سبب شغف النساء عليه بالسنوات الأخيرة. هذا السر الذي تحول إلى تقليد لا تكف البحرينية اليوم عن استخدامه، أملاً في أن تحافظ على جمالها، وصحة بشرتها وجسدها معاً.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1142990.html