صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5081 | الخميس 04 أغسطس 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

حملة التطهير تشمل حزب اردوغان بعد محاولة الانقلاب العسكري بتركيا

وسع الحزب الحاكم في تركيا اليوم الجمعة (5 أغسطس/ آب 2016) إلى داخل صفوفه حملة التطهير التي يجريها بحق أنصار الداعية فتح الله غولن المتهم بالوقوف وراء محاولة الانقلاب والذي رد بحدة على إصدار مذكرة توقيف تركية بحقه.

وتصاعد التوتر بين أنقرة وعواصم الغرب وخصوصا على وقع تبادل تصريحات حادة مع فيينا وعدم تأكيد واشنطن زيارة وزير خارجيتها جون كيري لتركيا.

وأعلنت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا أمر بـ"تطهير" صفوفه من أنصار الداعية التركي المقيم في بنسلفانيا.

وبذلك تتسع حملة التطهير التي بدأت اثر الانقلاب الفاشل في 15 يوليو/ تموز في تركيا وشملت خصوصا الجيش والقضاء والصحافة والتعليم مع إقالة أو توقيف 60 ألف شخص.

وأمرت مذكرة حزب العدالة والتنمية التي وقعها المسئول الثاني في الحزب حياتي يازجي "بالإسراع في تطهير الحزب" بهدف التخلص ممن هم "على صلة بتنظيم فتح الله غولن الإرهابي". وهذه التسمية اعتمدتها أنقرة للدلالة على أنصار غولن المتهمين بالتغلغل في المؤسسات والمجتمع التركي وإنشاء "دولة موازية".

وبحسب النص الذي اوردته وكالة الاناضول فان عملية التطهير المطلوبة داخل حزب العدالة والتنمية "ينبغي الا تفسح المجال للشائعات او الاضطرابات داخل الحزب".

وكان غولن المقيم في الولايات المتحدة منذ زمن طويل، والذي ينفي اي ضلوع في محاولة الانقلاب، حليفا لاردوغان قبل القطيعة بين الرجلين في 2013 فيما كان الاخير رئيسا للوزراء.

وأصدرت تركيا بحقه أمس (الخميس) مذكرة توقيف تمهيدا لتقديم طلب رسمي الى الولايات المتحدة لتسليمه.

ورد غولن اليوم (الجمعة) في بيان مقتضب مذكرا بانه "دان مرات عدة محاولة الانقلاب" ونفى "اي ضلوع" في هذه القضية.

وقال "من المؤكد ان النظام القضائي التركي ليس مستقلا، وبالتالي فان مذكرة التوقيف هذه هي مثال جديد على نزعة الرئيس (رجب طيب) اردوغان الى التسلط والابتعاد عن الديموقراطية".

وحذر اردوغان مساء الخميس من ان حملة التطهير الجارية والتي اثارت احتجاجات حادة في الخارج لم تطاول بعد "سوى قليل من كثير وما خفي اعظم".

وذكرت وكالة الاناضول ان 12 من 14 صحافيا من صحيفة زمان التي كانت تابعة لغولن قبل ان تضع السلطات اليد عليها، هم قيد التوقيف الاحتياطي.

عنصرية متشددة

وتبادلت تركيا والنمسا كلاما خرج عن حدود الدبلوماسية الجمعة، مع اتهام انقرة لفيينا بالعنصرية في حين دعتها الاخيرة الى تخفيف لهجتها غداة تبادل انتقادات حادة بينهما بشأن الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وقال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش اوغلو للتلفزيون التركي ان "العنصرية هي عدو حقوق الانسان. الاجدى بالمستشار النمسوي (كريستيان كيرن) ان يهتم بشؤون بلاده. فالنمسا اليوم عاصمة العنصرية المتشددة".

وسرعان ما رد وزير خارجية النمسا سيباستيان كورز على تويتر بقوله "احض وزير الخارجية (التركي) على ضبط النفس وارفض انتقاداته بشدة. على تركيا تخفيف (...) لهجتها وافعالها".

اما اردوغان فشن اعنف هجوم له على الغرب منذ محاولة الانقلاب في تركيا، متهما البلدان الغربية بعدم دعمه فيما لم يزره اي مسؤول غربي كبير اثر ما حصل.

لكن وزير الخارجية الاميركي جون كيري قد يكون المسؤول الغربي الاول الذي يزور تركيا، على الاقل بحسب ما اعلنت انقرة. واكد تشاوش اوغلو ان نظيره الاميركي سياتي في 24 اب/اغسطس بعدما كان اشار اردوغان الى 21 منه. غير ان متحدثا باسم الخارجية الاميركية قال الجمعة بفتور "لا زيارة لنعلنها".

وتأتي الزيارة المرتقبة لكيري في حال تاكدت وسط توتر متزايد في العلاقات التركية الأميركية نتيجة مطالبة انقرة لواشنطن بتسليم غولن.

ودعا كبار المسؤولين الاتراك تكرارا الولايات المتحدة الى تسليم غولن، واحيانا بنبرة حادة. فقد اتهم اردوغان واشنطن ب"ايواء" غولن و"توفير ملاذ له".

والخميس كررت الحكومة الأميركية ان هذه الالية القضائية تستغرق وقتا. وقال المتحدث باسم الخارجية مارك تونر ان وزارة العدل "ما زالت تحاول تحديد ما اذا كانت الوثائق المرفوعة تشكل فعلا طلب تسليم رسمي".

من جهته، تعهد رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف في مؤتمر صحافي مع اردوغان الجمعة ان يطرد الى تركيا اي شخص ينتمي الى شبكة غولن وله "صلات بالارهاب". لكنه لم يصل الى حد الالتزام باغلاق ثلاثين مدرسة كانت انقرة زودته قائمة بها.

ونزارباييف هو اول رئيس اجنبي يزور انقرة بعد ثلاثة اسابيع من محاولة الانقلاب.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1145283.html