صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5089 | الجمعة 12 أغسطس 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

وسط مطالبات بالتطوير وتكييف «المحطات»

بالفيديو... الحافلات الحمراء... البعض ينقل قصصه عبرها...والآخر يجدها فرصة للمغامرة

مكانٌ واحد ووسيلة واحدة تضم مجموعة من أفراد قصدوا محطات الانتظار لكي يصلوا إلى وجهاتهم المتعددة، تنطلق حافلات النقل العام التي تزدحم بالمقيمين وقلة من المواطنين من محطات مختلفة. وفي كل صباح يتكرر هذا المشهد، وبين هـذا وذاك نجدهم يحملون قصصهم ومغامراتهم في كل رحلة.

 

 

 

«الوسط» رصدت عددا قليلا من المواطنين الذين يستخدمون وسيلة النقل العام، ليتحدثوا عن تجاربهم معها.

وبمشية متثاقلة، خطت أم محمد خطواتها إلى إحدى محطات النقل العام في المحرق، وتحدثت لـ»الوسط» عن تجربتها مع الحافلة الحمراء، لتقول: «اعتدت استخدام هذه الوسيلة التي تغنيني عن اللجوء إلى الآخرين منذ أعوام، لاسيما وأني امرأة مطلقة ولا أجد من يتحمل مسئولية تنقلاتي اليومية، إذ أستعين بالنقل العام لمتابعة مواعيدي الدورية في مجمع السلمانية الطبي، كما أعتمد عليه في زياراتي للعائلة في مناطق مختلفة في البحرين».

وأضافت «أشعر بالسعادة حين استخدم هذه الوسيلة فهي تساعدني على الهروب من همّ الحياة، وفيها أتشارك مع الآخرين قصصنا، وأكون صداقات مع أشخاص من جنسيات متعددة، وهي وسيلة لتعرفني على ثقافاتهم كما أعرف منهم آخر الأخبار».

أما الشابة زينب ترابي (23 عاما) فتصف دافعها لاستخدام النقل العام بالقول «لطالما نتوق نحن الشباب للسفر والمغامرات، وأنا أستخدم النقل العام لأعيش الجو ذاته في بلدي قاصدةً وجهات استكشافية ومعالم معينة بين الفترة والأخرى، كما أنه يغنيني عن التعرض للازدحام في معظم الشوارع والطرقات».

على الرغم من التطوير والتجديد الذي أجرته شركة البحرين للنقل العام على نظام النقل الجماعي من أجل توفير خدمة آمنة ومريحة، إلا أن حافلات النقل العام ماتزال لا تلقى إقبالا كبيرا من المواطنين.

وبحسب الشركة، فإنها صممت قبل أشهر الخدمة الجديدة للارتقاء بشكل كبير بتجربة نقل الركاب وتلبية جميع احتياجات فئات المجتمع.

وعن هذه التحديثات التي طرأت على الحافلات الجديدة للنقل العام، يقول عيسى البنعلي، وهو متقاعد من إحدى الشركات: «تربطني بالمواصلات الحكومية سنوات طويلة بدأت فيها باستخدام (كارس) في السابق، والنقل العام حالياً. إذ أشتري تذكرة ليومٍ واحد بسعر مناسب لا يتجاوز الـ600 فلس، أقضي فيها الساعات في التنقل بين كل من محطات المحرق والمنامة والحد قاصداً أحد المقاهي».

وتابع «لا أشعر بالتعب أو المشقة في تنقلاتي هذه، فهي أكثر راحة، ومكيفات التبريد في الحافلات باردة تنسيني درجات حرارة الصيف».

أما أم محمد فأشادت بالتغيرات الجديدة على حافلات النقل العام، قائلة: «في السابق كنا ننتظر في الشمس ونشعر بالتعب، أما الآن فتوجد لدينا محطة انتظار مكيفة، كما أن عدد الحافلات كان محدودا حينها، وغير مريحة، ولكن مع التغييرات الجديدة أصبحت أكثر راحة، ومجهزة لذوي الاحتياجات الخاصة».

فيما أثنت ترابي على انخفاض أسعار التذاكر، وعلى مواكبة النقل العام الحالي للتطورات، إذ تتوافر فيه خدمة الانترنت اللاسلكي (WIFI) المجانية، مؤكدة أنها ستجرب عما قريب بطاقة «GO» الجديدة، وهي بمثابة تذكرة إلكترونية يتم شحنها شهريًا بما لا يتجاوز 14 دينارا.

واعتبرت زينب عبدالله (23 عاماً) النقل العام وسيلة لكسر الروتين والاستكشاف، ولعيش اللحظة الحقيقية للمغامرة، وكذلك الشعور بمعاناة الآخرين من خلال ساعات الانتظار والوصول إلى محطات النقل العام».

ودعت هيئة البحرين للثقافة والآثار للتعاون مع شركة البحرين للنقل العام، لتخصيص يوم واحد في كل شهر من أجل تنظيم فعاليات استكشافية للبحرين لتشجيع الشباب على استخدام حافلات النقل العام، وهو ما يسهم في التخفيف من الازدحامات المرورية.

أما أم محمد فاقترحت منح أسعار خاصة للمطلقات والأرامل، وذلك مراعاة لظروفهن الصعبة.

ودعت ترابي لزيادة عدد المحطات الرئيسية وإنشاء محطات انتظار مكيفة إسوة بمحطة النقل العام بالمحرق لتتناسب مع تقلبات الجو في البحرين.

يُذكر أن شركة البحرين للنقل العام هي شركة خاصة مساهمة تتكون من ائتلاف شركة وهي شركة بريطانية عالمية رائدة في قطاع النقل التي تملك خبرة عالمية امتدت أكثر من 20 عاماً، وشركة أحمد منصور العالي، (AMA) وستكون مدة هذه الاتفاقية 10 سنوات.

وفي العام 2016 أطلقت شركة البحرين 114 حافلة مطورة على 32 خطًّا جديدًا، تصل وجهات جديدة، وهو ما سيمكن الشبكة من تغطية 77 في المئة من مناطق البحرين المأهولة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1148057.html