صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5113 | الإثنين 05 سبتمبر 2016م الموافق 18 رمضان 1445هـ

أصحاب أعمال يحلمون أن يستعيد السوق أمجاده

بالفيديو... مشوار إحياء سوق المنامة القديم يبدأ بعد طول انتظار

بدأت لجان تنسيقية اجتماعاتها من أجل وضع اللمسات الأولى على ملامح مشروع توسعة سوق المنامة القديم، وهو المشروع الذي طال انتظاره، ويعول عليه إعادة إحياء أحد أقدم الأسواق التاريخية في المنطقة.

ووقعت هيئة البحرين للسياحة والمعارض وغرفة تجارة وصناعة البحرين مع شركة HANK DITTMAR البريطانية اتفاقاً، لتجري به الأخيرة دراسة من أجل تطوير سوق المنامة القديم، لتشكل بذلك أولى خطوات تنفيذ المشروع الذي يهدف لإعادة إحيائه.

ولخص أصحاب أعمال بحرينيون أهم احتياجات السوق، ومن بينها توفير مواقف السيارات، إلى جانب المرافق الخدمية مثل الحمامات والاستراحات.

فيما ذهب آخرون إلى أهمية أن يعطى صاحب العمل البحريني دعم من قبل الجهات الرسمية من حيث الدعم المالي والتمويل الميسر، في ظل عزوف معظم التجار المحليين، وسيطرة الوافدين من جنسيات آسيوية على التجارة في هذا السوق العريق.

ومن المؤمل أن يقوم مستشار بريطاني مع فريق عمل الشركة، بإجراء دراسات حول المشروع تشمل دراسة المواصلات إلى المشروع وتخصيص شوارع للمشاة فقط والمرافق التي ستخدم السوق بحيث يتم الحفاظ على هوية السوق.

وشهدت سوق المنامة قبل سنوات تطوير جزء من شارع باب البحرين، والذي أثبت أن سوق المنامة يمكن أن يستعيد زخمه التاريخي، ويكون مقصداً للمقيمين والسياح.

وذكر صاحب الأعمال نبيل أجور، أن الاجتماعات التنسيقية قد بدأت من أجل تطوير سوق المنامة القديم.

وقال أجور، الذي يشارك في الاجتماعات التنسيقية، أن خطة الإحياء تشمل أجزاء سوق المنامة القديم والتي تضم سوق الطواويش، سوق الأقمشة (البز)، سوق «الماجلة» (الأطعمة)، سوق الحلوى، سكة اليهود وسوق العطارة.

وبين أن التوسعة ستبدأ من باب البحرين وشارع الخليفة، إلى بناية المباركية، وتقاطع شارع التجار قبل أن ينتهي إلى سوق الأربعاء أو سوق (الخضار)، كما سيشمل شارع الشيخ عبدالله إلى سوق الحدادة، إلى جانب شارع المتنبي (الذي يضم سكة اليهود) والشوارع الثانوية غرب باب البحرين والتي يقع قربها سوق الحمير (والذي كان يقصده المتسوقون في قديم الزمن من أجل استئجار عربة لنقل المشتريات).

كما تشمل خطة التطوير سوق النورة وسوق سكة العجم الذي كان يضم تجار عائلة كازروني وبوشهري وبلجيك، التي كانت تختص في البهارات وتجارة الرز والمواد الغذائية، ولفت أجور إلى أن هذا السوق يتفرع من شارع الحضرمي أمام جامع جمعان.

الحاج مهدي العرادي والذي يمارس مهنته في بيع مختلف أنواع الأقمشة في السوق القديم منذ نحو 50 عاماً، يشير إلى أن الكثير من الزبائن مازالوا يفضلون التسوق في سوق المنامة القديم على رغم ظهور المجمعات التجارية.

وأكد العرادي أن مشروع التطوير الأول والذي استفادت منه منطقة باب البحرين لم يصل تأثيره إلى باقي أجزاء السوق.

ونوه العرادي إلى أن مشكلة مواقف السيارات تعتبر المشكلة الجوهرية التي يعاني منها سوق المنامة القديم وتجعل الزبائن يعزفون عنه.

سوق المنامة مازال له زبائنه

ويشير العرادي بثقة إلى قدرة سوق المنامة على استقطاب الزبائن رغم وجود المجمعات التجارية، معتبراً أن نطاق عمل المجمعات يختلف عن السوق القديم «على رغم توافر الملابس الجاهزة في المجمعات التجارية فإن الكثير من الزبائن الذين يبحثون عن الأقمشة يجدون مبتغاهم في السوق، الكثير يفضلون سوق المنامة على المجمعات التجارية وخصوصاً مع توافر أنواع أكثر وأسعار أفضل».

المرافق الصحية والمواقف

لكن العرادي عاد ليقول «هناك الكثير من الزبائن الذين يرغبون في التسوق ولكن حين يأتون يبحثون عن مواقف السيارات وعندما لا يجدون موقفاً للسيارة يغادرون السوق».

ولا يبدو أن العرادي مطلع تماماً على الخطوات الأخيرة لتطوير السوق، لكنه يشير إلى أن هذا الحديث يسمعه باستمرار، في إشارة إلى عدم وجود تحرك على الأرض.

ويرى العرادي أن سوق المنامة يشكل تجربة مختلفة عن المجمعات التجارية «بالعكس هناك شوق إلى السوق القديم (...) الكثير تشبع من المجمعات التجارية».

وتحدث عن مشكلة الحمامات، التي تخلق للرواد مشكلات كثيرة نتيجة عدم توافر المرافق الصحية.

أما إسماعيل ميرزا والذي بدت عليه الحسرة حين يتحدث عن وضع السوق والتجار البحرينيين في سوق المنامة القديم وفي الوقت الراهن «المشروع الجديد فكرة جيدة أتمنى أن تكون عملية وليست حبراً على ورق (...) في السابق ترمى إبرة على رأس ألف لا تسقط (في كناية عن كثرة الزبائن) ولكن الآن تجلس من الصبح إلى المساء قد تجد زبوناً أو زبونين».

ويتفق ميرزا والذي يدير أحد المحلات على شارع أبو العلاء الحضرمي، مع ما انتهى إليه العرادي، لافتاً إلى أن الكثير من المواقف المحرجة التي يتعرض لها زبائن السوق مع عدم وجود حمامات ومرافق صحية في السوق وخصوصاً بالنسبة للأطفال. وحتى المساجد التي تغلق خارج أوقات الصلاة لا تكون في المتناول، مما لا يدع مجالاً لتدارك هذا الوضع «نحتاج إلى مصليات وخصوصاً للنساء».

وأكد ميرزا على أن المواقف تعد مشكلة رئيسية في السوق، في ظل زيادة المخالفات المرورية لرواد السوق بسبب عدم توفر مواقف السيارات «الزبائن مستعدون لدفع رسوم على المواقف إذا توافرت».

الترويج للتسوق في السوق

وتحدث ميرزا عن أن محلات سوق المنامة القديم تحتاج إلى جهود ترويجية من اجل استقطاب الزبائن، مستشهداً بتجربة باب البحرين والذي شهد حملة ترويجية مكثفة وفعاليات مختلفة. واعتبر أن «سوق المنامة هو العمدة لكن هناك الكثير من المتطلبات».

وأشار إلى أن أصحاب المحلات لا يريدون منطقة فقط تستقطب المطاعم دون أن تكون منطقة للتسوق.

واستدرك بالقول «هناك مظهر للسوق وهناك جوهر، في ظل نقص السيولة والتمويل لا يستطيع صاحب المحل البحريني جلب البضاعة ومنافسة الآسيويين (...) نريد أن يكون التاجر عزيزاً وأن يحصل على التمويل والسيولة في كل مكان».

انتشار الأجانب

أما محمود العصفور فيرى أن الأحوال انقلبت في سوق المنامة وأصبح أصحاب المحلات البحرينيون قلائل في وسط انتشار الآسيويين ليسيطروا على حركة التجارة في السوق.

ويرى أن سوق المنامة فقدت تراثها مع اختفاء البحرينيين منها «انظر إلى أسواق دبي القديمة لقد حافظت على تراثها».

ومضى بالقول «سوق المنامة القديم من المفترض أن يحضره السياح من مختلف الدول، ويجب أن يكون واجهة ثقافية وحضارية».

وعود قديمة

أما عبدالله الحلواجي الذي يدير محلاً لبيع منتجات الأكياس البلاستيكية وغيرها في أحد أزقة شوارع سوق المنامة القديم ويعمل في السوق منذ نحو 50 عاماً، فيشير إلى أن الحديث عن تطوير سوق المنامة القديم طال الحديث عنه دون أن يرى النور.

ويقول الحلواجي إنه شارك في لقاءات عقدت في لجنة السوق القديم في غرفة تجارة وصناعة البحرين وتم الحديث عن جميع المشكلات، لكن المشروع يتم الحديث عنه دون أن يكون تحرك على الأرض.

ورأى الحلواجي أن مشكلة مواقف السيارات هي أبرز المشكلات التي يعاني منها سوق المنامة القديم والتي تخلق الكثير من المشكلات وخصوصاً فيما يتعلق بمخالفات المرور، مع قلة عدادات مواقف السيارات في شوارع سوق المنامة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1156619.html