صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5 | الثلثاء 10 سبتمبر 2002م الموافق 19 رمضان 1445هـ

اشتكوا من سوء ترتيب الوزارة ... والوزارة مستغربة!

«عبدالرحمن الناصر» ساحة للفوضى ... واحتاجت إلى ناصر

تجمهر أمس عدد من أهالي طلبة مدرسة عبدالرحمن الناصر الإعدادية للبنين بالمحرق مع الأساتذة وباقي الطلبة في ساحة المدرسة معترضين على ما أسموه بـ «سوء تنظيم وزارة التربية»، في الوقت الذي استقبل فيه طلبة مدارس البحرين أول أيام العام الدراسي الجديد.

وفي ساحة المدرسة اختلط الحابل بالنابل، حابل الطلبة ونابل الأهالي. فقد اعتصم أولياء الأمور - ومعظمهم من النساء - داخل مبنى المدرسة رافضين المغادرة وترك أبنائهم الصغار في هذه المدرسة الإعدادية. في مقابل جموع غفيرة من الطلبة الصغار والكبار الذين كانوا يخرجون ويدخلون من بوابة المدرسة دون رقيب، متجهين للمحلات والكافيتيريات المواجهة للمدرسة لشراء الوجبات الخفيفة.

المسألة تدور حول نقل طلبة مدرسة ابتدائية إلى مدرسة إعدادية من دون الاستعداد المسبق. فقد تم نقل طلبة مدرسة خديجة الكبرى الإعدادية للبنات والواقعة في منطقة المحرق إلى مدرسة الشيخ محمد بن عيسى الابتدائية للبنين، بسبب أعمال الترميم التي تجري في المدرسة الأولى. و نقل طلبة ومدرّسي المدرسة الثانية (الابتدائية) إلى مدرسة عبدالرحمن الناصر الإعدادية للبنين. والأدهى من ذلك أن المدرسة - في أول يوم دراسي - لم تكن مهيأة لاستقبالهم، مما أثار سخط أولياء الأمور ودعاهم إلى التجمهر في ساحة المدرسة.

فقد خصصت للصفوف الستة أو السبعة - التي تضم 168 طالبا في المرحلة الابتدائية من الصف الرابع إلى الصف السادس الابتدائي - مبنى صغيرا داخل مبنى المدرسة كان يستخدم مخزنا للأدوات. وظل العمال - صبيحة أول يوم دراسي - ينقلون الأثاث إلى الغرف الدراسية غير المكيفة، ويكوّمون الطاولات والأدوات المدرسية في غرفتين صغيرتين للمعلمين من دون أي نظام. وما كان من الطلبة ومعلميهم إلا أن اعتصموا في الخارج معترضين على هذا الإجراء الذي نقلهم من مدرستهم الأصلية و«سرق» منهم الفرحة بأول يوم دراسي.

وقد كان لأولياء الأمور الذين التقيناهم وجهة نظر خاصة في اعتراضهم على هذا الإجراء، فـ «أم أمير» تقول: إنها لا تستطيع مغادرة المدرسة وترك ابنها الصغير وسط هذه الفوضى، فالبوابة مفتوحة وهناك شارع رئيسي قريب من المدرسة والأطفال يركضون من دون نظام وقد يحدث أي شيء لابنها خاصة مع وجود عدد كبير من العمال، «فلا نظام في هذه المدرسة ولا ضبط».

فيما تضيف «أمّ محمد» نقطة مهمة أجمع عليها كل أولياء الأمور الحاضرين وهي أنهم يرفضون خلط أبنائهم الصغار (طلبة المرحلة الابتدائية) مع الطلبة الكبار في المرحلة الإعدادية في هذه المدرسة. لأنهم قد يكتسبون عادات سيئة من المنحرفين منهم أو يتعرضون لأي اعتداء!

تعود «أم أمير» لتؤكد: «ان بعض طلبة هذه المدرسة الإعدادية مشهورون بسوء السلوك، كالتدخين والكلام البذيء والممارسات غير الأخلاقية التي يقومون بها بشكل فاضح مما قد تؤدي مخالطتهم للطلبة الصغار إلى إكسابهم هذه العادات السيئة والتأثير سلبا على تربيتهم وأخلاقهم».

وقد أجمع أولياء الأمور على مطالبتهم بإنشاء سور يفصل بين منطقتي المدرسة الابتدائية والإعدادية أو تغيير مواعيد الفسحة والطابور الصباحي بينهما، هذا إلى جانب فصل دورات المياه الخاصة بطلبة المرحلتين، ولن يقبلوا بهذه الإجراءات أكثر من فصل واحد كما وعدتهم الوزارة. وتضيف «أم علي حسن» بغضب: «نترك أولادنا في البيت دون تعليم أفضل من إفساد أخلاقهم في هذه المدرسة».

وفي زاوية أخرى، جلس مدرسو المدرسة المنقولة متعرضين لأشعة الشمس، غير قادرين على القيام بأي تصرف. لا يعرفون إلى أية إدارة يتبعون، فقد تم نقل مديرهم السابق، وتفاجأوا بقرار النقل لهذه المدرسة منذ أسبوع في وسائل الإعلام، وطلبتهم يجوبون الساحة من دون نظام، وليس بيدهم حيلة.

المشرف الإداري عبدالله بوعسلي تسلّم زمام الأمور في هذه الفوضى العارمة، لكنه لم يستطع فعل شيء. ويعلق بأن «هذا الوضع غير مقبول تماما، وتحتاج هذه المشكلة من أسبوع إلى عشرة أيام لكي يتم حلها... فترتيب الصفوف والطلبة وتركيب المكيفات قد يأخذ وقتا».

المشرف الاجتماعي عبدالعزيز الساعاتي قال: إن الطلبة الذين كان يجب أن ينقلوا إلى المدرسة عددهم هو 220 طالبا موزعين على الصفوف الابتدائية العليا، إلا أنهم علموا هذا اليوم (أمس) أن 36 طالبا منهم نجحوا في الانتقال إلى مدارس أخرى وأحضروا رسائل الموافقة على النقل.

المدرس يحيى غلوم قال معلقا على ذلك: إنه تعلّم في هذه المدرسة وتخرّج منها، وكانت دائما محط إقبال الجميع وتقديرهم، وجاء الوقت الذي يتمنى الطلبة الانتقال منها، فقط بسبب المبنى!!

وقال أحد المعلمين إنه كانت لديهم فرصة 3 أشهر في الإجازة للانتهاء من ترميم المدارس، أو تجهيز مكان مناسب للانتقال، فالأمر لم يكن طارئا كما يدّعون.

مدير مدرسة عبدالرحمن الناصر الإعدادية سلمان مطر رفض التعليق لـ 'الوسط' على الموضوع وقال: «اتجهوا إلى وزارة التربية».

وسط تلك المشادات كان الطلبة يتراكضون بمرح في ساحة المدرسة ويصدرون بين الحين والآخر تعليقات ساخرة مثل «ارتحنا من الدراسة اليوم». بينما علّق الصغير حسن محمد علي: «لا نريد هذه المدرسة، أرجعونا إلى مدرستنا القديمة». ليرد محمد يوسف المرزوقي طالب الصف الثاني الإعدادي أنه يريد الصغار معهم في المدرسة، لأنهم «يونسونهم».

واستتباعا للحادث الذي وقع، صرّح الوكيل المساعد للتعليم العام والفني بوزارة التربية والتعليم ابراهيم جناحي بأن الوزارة لجأت إلى نقل طالبات الصفين الأول والثاني الإعدادي من هذه المدرسة إلى مدرسة الشيخ محمد بن عيسى الابتدائية للبنين الواقعة في المنطقة نفسها، ونقل طالبات الصف الثالث الإعدادي إلى مدرسة المحرق الإعدادية الثانوية للبنات بصورة مؤقتة حتى استكمال أعمال الصيانة والإنشاءات بمدرسة خديجة الكبرى.

كما تم نقل طلبة مدرسة الشيخ محمد بن عيسى الابتدائية للبنين إلى مدرسة عبدالرحمن الناصر الإعدادية للبنين كإجراء مؤقت لحين الانتهاء من عمليات الصيانة والإنشاء التي من المتوقع الانتهاء منها خلال 3 أشهر. وأكد جناحي أن هدف الوزارة من هذا الإجراء المؤقت هو توفير الفصول الدراسية لاستيعاب جميع الطلبة منذ بداية العام الدراسي.

كما أن الوزارة عملت على توفير جميع مستلزمات استقبال الطلبة المنقولين إلى مدرسة عبدالرحمن الناصر وعددهم سبعة فصول دراسية من خلال توجيه الإدارة المدرسية إلى فصل دورات المياه للمرحلتين الابتدائية والإعدادية، وتوفير المواصلات لطلبة المرحلة الابتدائية، وجعل انصراف طلبة المرحلة الابتدائية قبل طلبة المرحلة الإعدادية. إلى جانب جعل المبنى الأكاديمي والإداري لطلبة المرحلة الابتدائية منفصلا عن المرحلة الإعدادية، بما في ذلك الإشراف الإداري والاجتماعي.

وأشار جناحي أن الوزارة تبدي «استغرابها» مما صدر عن بعض أولياء الأمور ووصف ما شاهدوه بـ «ظاهرة غير متوقعة». كما أضاف أن المدارس الحكومية للمملكة تضم 28 مدرسة ابتدائية إعدادية للبنين و9 مدارس ابتدائية إعدادية للبنات وهو بالتالي أمر معتاد وطبيعي يرتبط بخطط الوزارة وإمكاناتها. لذلك فإن الوزارة في حاجة إلى تعاون أولياء الأمور وتفهمهم لما فيه مصلحة الجميع.

وهكذا أسدل الستار على أهم أحداث اليوم الأول من العام الدراسي الجديد


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/116233.html