صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5148 | الإثنين 10 أكتوبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

بالفيديو... في حضرة الشيخ أحمد مال الله... «الوسط» تعيد حكاية «خطيب مصلح»... خالط الناس و«صَفَّرَ» قضاياهم

هي بصمة الشيخ أحمد مال الله (1939 - 2006)، «الخطيب الحسيني الذي خالط الناس مخالطة، ومنها كان بحثه العملي لقضاياهم التي طرح حلولها عبر المنبر، وتمكن من إصلاح العديد منها»، يقول ذلك، ابنه الأكبر الشيخ عبدالأمير مال الله، وأحد الشهود الرئيسيين على تجربة والده.

ومع «الوسط»، كان الشيخ عبدالأمير مال الله، يتجشم عناء اللقاء، أمس الاثنين (10 أكتوبر/ تشرين الأول 2016)، وهو الخطيب الحسيني المزدحم جدوله اليومي، ما بين إمامة الصلاة واعتلاء المنبر على نهج والده.

يقول الشيخ عبدالأمير، معدداً بعضاً من بصمات والده، والذي يصفه بـ «أنموذج الخطيب الاجتماعي والمصلح»، «قضى على جملة مشاكل اجتماعية، من بينها (شراكة الأبدان) و (نزاعات المآتم)، كما تمكن من تكريس صورة الخطيب الذي لم يقتصر دوره على ارتقاء المنبر وحسب، بل كان يتواجد حيث يتواجد الناس، فيتنقل من مزرعة إلى مجلس، ومن محل إلى مؤسسة، وكان إذا دخل قرية للخطابة في مآتمها، يجالس أهلها، ويدخل مجالسهم وبيوتهم، وعبر أحاديث تغلب عليها الطرفة و «القشمرة»، كان يتعرف على معاناتهم، فيعرضها عبر منبره، ويعالجها».

هو الملا عطية الجمري، الحاضر في كل تقرير من تقارير «الوسط» العشرة، والتي انطلقت مع انطلاقة عاشوراء 1438 هجرية، وشملت إلى جانب ملا عطية الجمري، كلاً من ملا عبدالحسين العرادي، الخطيب العدناني، ملا أحمد بن رمل، ملا علي بن رضي، ملا علي بن فايز، الشيخ حسن زين، الشيخ محمد علي الناصري، الشيخ أحمد مال الله (اليوم)، وأخيراً الشيخ أحمد العصفور (غداً).

وملا عطية، هو الأستاذ الذي تتلمذ على يديه الشيخ أحمد مال الله، و «تصنع».

عن ذلك، يتحدث الشيخ عبدالأمير مال الله، فيقول: «لاشك في أن كل خطيب بما في ذلك الخطباء المتميزون والكبار، يعتمد في بداية مشواره الخطابي على مدرسة سابقة»، مضيفاً «في السابق وحتى اليوم وإن كانت تتقلص تدريجياً، فإن مسألة (التصنع) والتي يبدأ فيها الخطيب خطابته بالسير مع أحد الخطباء الكبار، فيتأثر به بوصفه (الخطيب الأستاذ)، وفي ذلك فإن التلميذ أو الصانع لا يتلقى الأبيات أو الإلحان فقط بل السيرة كاملة، فـ «يمشي» مع أستاذه ويتخلق بأخلاقه، كيف يجلس وكيف يتعامل مع المجتمع... الخ، وهي مسألة في طور التقلص حالياً».

وبالنسبة لوالده، قال: «تأثر والدي كثيراً بملا عطية الجمري وهو أستاذه، ومع ذلك فإن الوالد تمكن من إنتاج مدرسة لوحده، ويعود ذلك لتميزه في هذا الجانب، وهو وإن كان قد أخذ طريقة وأطوار ملا عطية، لكنه تمكن أيضاً من إدخال بعض التحسينات عليها، فتميز بها».

وأضاف «بالنسبة للخطباء من أصحاب المدارس الخاصة، ففي السابق وخلال مرحلة التصنع والتعلم، يأخذ التلميذ من مدرسة أستاذه، ثم إما أن يسير على هذه المدرسة أو ينشئ مدرسة جديدة، والوالد مع أنه أخذ مدرسة سابقة إلا أنه تميز كذلك بمدرسة عرفت في أوساط المجتمع بـ (مدرسة الشيخ أحمد مال الله)، وحتى (صناعه) بمجرد أن يصعد الواحد منهم على المنبر ويبدأ في القراءة، يقول (المستمعة) هذا تلميذ الشيخ أحمد مال الله، فأصبحت بذلك بصمة الوالد متميزة».

تمكنت «مدرسة الشيخ أحمد مال الله» من البقاء حتى بعد رحيله في العام 2006، في حكاية استرعت توضيحاً من قبل الشيخ عبدالأمير مال الله، والذي قال: «البقاء والخلود سر غيبي، وتدخل فيه قضية الإخلاص والنية»، مضيفاً «قد نجد شخصاً ما لديه الكثير من الإلمام والكثير من القصائد والموضوعات، لكنه لا يوفق للحصول على الشهرة ذاتها التي قد يتحصل عليها شخص قد تكون لديه أشياء محدودة، ولكن لإخلاصه قد يتفوق في ذلك».

وأضاف أن «لدينا مخلصين برزوا على الساحة مثل الشيخ أحمد العصفور رحمة الله عليه، والشيخ حسن زين، والشيخ حسن الباقري وغيرهم، وكل هؤلاء تميزوا بإخلاصهم في المنبر»، وتابع أن «الإخلاص ضروري جداً، فإذا ما أخلص الإنسان فإن الله سبحانه وتعالى سيهيئ له التوفيق، فعلى المرء أن يسعى لإصلاح شأنه وليس عليه أن يكون موفقاً فالتوفيق بيد الله، وبالنسبة للوالد وبحسب معايشتنا له، فقد لمسنا إخلاصه لقضية خدمة الإمام الحسين (ع) وهذا ما وفقه إليه الله سبحانه وتعالى».

وتركيزاً على ملامح مدرسة الشيخ أحمد مال الله، قال ابنه الشيخ عبدالأمير: «يعتبر الوالد من المخضرمين، حيث أدرك فترتين، الأولى تلك التي كانت تعتمد الدخول في القصيدة والأبيات ثم الرواية بعد ذلك، وقلما تجد في ذلك الوقت خطيباً يخرج عن الرواية أو يعلق على الرواية، بل كان يكتفي بنصها».

وأضاف أن «الوالد وبسبب سفره للنجف الأشرف للدراسة، فقد أدرك الفترة الأولى وكان يحدثنا في بعض الأحيان، ويقول: (إن الخطيب إذا قرأ، فإن الأبيات والقصيدة لا تتجاوز 10 دقائق، لكنها في ذلك الوقت تأخذ نصف ساعة وأحياناً 45 دقيقة، بحيث يقرأ 60 بيتاً، ثم يأتي للرواية فيقرأها)».

واستدرك «غير أن الوالد اعتمد شيئاً آخر، فبدأ يخرج من قضية النص، إلى معالجة بعض القضايا الاجتماعية، وأبعد من ذلك، حيث اقتصر على أبيات قليلة من القصيدة، وبعد ذلك نحا بعض الخطباء هذا المنحى، بحيث يتم الاكتفاء بعدد من الأبيات ثم يسترسل في الموضوع، ويتحدث ثم يعود أيضاً وهذا فن من الفنون»، وتابع «لعله (أخذ) هذا الأسلوب الذي لم يكن سائداً آنذاك ولم يبتكره، فكان يخرج بهذه الكيفية أو الصورة «.

أسلوب الشيخ أحمد مال الله، تطلب منه القراءة والقراءة والقراءة، وهذا ما دعاه لعلاقة بدت حميمية مع الكتاب.

يقول الشيخ عبدالأمير: «بالفعل، كان الأسلوب هذا يتطلب المطالعة، والوالد وفقاً لما أتذكر وبحسب مشاهداتي المباشرة في طفولتي، لم يكن يفارق الكتاب»، مسترجعاً ذكرياته «أتذكر ونحن صغار لحظة عودتنا من المدارس لمنزلنا، كيف كان الوالد لا يفارق الكتاب والكتاب لا يفارقه. كان يحضر للبيت ونحن أطفال، وبمجرد جلوسه يتسلم الكتاب ويقرأه، ويبقى على هذا الحال طوال جلوسه والكتاب في يده، وإذا انشغل بعمل أو قراءة، يخرج وحين يعود، يمسك بكتابه من جديد، وبفضل ذلك، أصبحت لديه حصيلة وافرة من المعلومات».

يجيب عن ذلك، ابنه «أكثر ما كان يقرأ من مجال ويحثنا عليه دائماً، هو التفسير، وكتاب «حياة الحيوان» باعتباره كتاباً تاريخياً، فكان يشدنا لقراءة التاريخ، وسيرة أهل البيت (ع) التي كان دائم التأكيد عليها، كما كان يردف ذلك بالنصح بعدم الاقتصار على سيرة أهل البيت في مناسباتهم، انطلاقاً من أن سيرة وقضايا أهل البيت لا تقتصر على فترة، بل مطلوب حضورها في جميع المجالس وفي جميع الفترات».

وعلى رغم ولعه بالقراءة، افتقر الشيخ أحمد مال لله لشغف الكتابة، يتحدث عن ذلك ابنه «لم يكن لدى الوالد شغف الكتابة، ففي بداية دراسته كانت لديه بعض الكتابات وما لبث أن تركها واعتمد على الفهم، وهنا أشير إلى ما امتاز به من ذكاء حاد وقدرة على الحفظ، فكان عبر قرأته يستخلص الأفكار والقضايا».

يقول الرسول (ص)، «اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد»، في وصية «تلقفها الشيخ أحمد مال الله، وترجمها عملياً»، يقول ابنه الشيخ عبدالأمير.

ويضيف «امتاز الوالد بالإصرار والطموح، فالبعض منا قد يصل لفترة يرى فيها أن لا حاجة له للمزيد من التعلم والحفظ، أما الوالد فكان نقيض ذلك، وما أتذكره هنا أن آخر اتصال منه لي، تم قبل وفاته بشهر تقريباً، لحظتها اتصل بي طالباً حضوري، وحين وصلت له كان يفتح كتاب «رياض المدح والرثاء»، وهو يخاطبني (انظر لهذه القصيدة، احفظها)، مضيفاً (أنا «قاعد» أحفظها)».

مشهد استعاده الابن، وهو يعلق «لاحظ أننا نتحدث عن آخر أيام الوالد، وعلى رغم ذلك كان يشتغل على حفظ القصيدة»، مضيفاً «تصور، لآخر العمر وهو أستاذ في ذلك الوقت، لا يحتاج لإضافة الجديد، ومع ذلك كان يحفظ ويبحث عن الجديد. كان لديه هذا الطموح ولهذه الدرجة».

وتابع «كان الوالد يمتاز بهذا الحس، وكان يحثنا على فعل ذلك أيضاً، فما إن يعثر على قصيدة يتصل، ويقول (احفظ هذه القصيدة... شوف هذه القصيدة)، كما كان لا يقتصر في ذلك على أبنائه بل يشمل أيضاً تلامذته».

بعد 10 سنوات على الرحيل، لاتزال تفاصيل بروز الخطيب الحسيني الشيخ أحمد مال الله، متوارية.

بعض من ذلك هو ما يعرف حديثاً باسم «قانون الوفرة»، وهو ما يكشفه الشيخ عبدالأمير بالقول: «لم يكن يبخل بما لديه، فالبعض قد يحتفظ بما عنده من أمور خاصة تميزه عن الآخرين، لكن الوالد كان يعطي ما عنده، وكان كريماً بعلمه. يجلس مع تلامذته ويمنحهم كل جديد، ولم يختزن جديده لوحده وإنما كان يعطيه لغيره».

وأضاف «كانت كلمته التي يكررها: (أنا ما أريد من اللي علمتهم و «صنعتهم» فلوس، أريد فقط باجر يترحمون عليّ، وهذا يكفيني، إذا شافوا واحد تلميذ وقالوا رحم الله أستاذه)».

من ذلك، يعود الشيخ عبدالأمير للحديث عن مفردة «الإخلاص»، وما إذا كانت الساحة البحرينية على مستوى الخطابة الحسينية بحاجة إليها، فيضيف «على كل حال، هنالك كلمة لطيفة للإمام علي (ع) يقول فيها: (الخلاص في الإخلاص)، بمعنى أن الإنسان ولكي يتخلص من الشوائب عليه أن يحرص على الإخلاص».

وأضاف، وهو يعرج على مسألة ذات صلة ممثلة في (أجور الخطباء)، «صحيح أن الخطيب قد يطلب أجرة مادية، لكنه وفي الواقع ليس هذا هدفه الأساسي، فالمادة أمر يحتاجه الإنسان لقضاء شئون حياته، لكن حين يصعد المنبر ويبدأ، فإن هدفه هو إحياء الذكرى، وهنا يكمن الإخلاص، وتتضح الأولويات».

وتابع «حتى مع طلب الخطيب لمبلغ محدد، فإن ذلك لا يخدش في إخلاصه»، مستدركاً «نعم، إذا كان (ذاك البعيد) هدفه الأساسي هي المادة، فهنا تكمن المشكلة، وهذا ما قد يخدش في إخلاصه».

الخطيب الحسيني، ليس موظفاً، يحضر في ساعة دوامه، يتقاضى راتبه ويغادر.

نقيض ذلك، كان الشيخ أحمد مال الله. هذا ما يؤكده ابنه الشيخ عبدالأمير، ويضيف «ما هيأ لوالدي الوصول لما وصل اليه من مرتبة، أمر قد يفتقده البعض، وهو أنه كان يعيش حالة الأبوة في المجتمع ولا يكتفي بدوره كخطيب، وهذا ما لمسناه في الوالد، بحيث إذا كان يأتي لقرية لا يدخلها كخطيب (يقرأ ويمشي)، بل كان يعتبر نفسه أباً ومربياً، ولذلك يدخل معهم في بيوتهم ويجالسهم ويخالطهم».

وتابع «لذا، فإنك إذا دخلت قرية، ستجد افتقاد أهلها إليه، وما إن تسألهم حتى يقولون (الله يرحم شيخ أحمد، كان يدش بيوتنا ويقعد ويانا)».

وأردف أن «هذا ما يحتاجه الخطيب، يحتاج أن يكون اجتماعياً، وهنا فائدة «التصنع»، بحيث لا يكتفي الخطيب بارتقاء المنبر والمغادرة فور الانتهاء، بل يعيش مع الناس ويتعرف على مشاكلهم وقضاياهم، ولذا كان الوالد يركز على مشاكل لمسها بيده مع المجتمع، حين يجلس معهم و «يسولف» معهم، فكان يحادثهم من باب الطرافة و «القشمرة»، ويستخلص ما لديهم من مشاكل اجتماعية واحتياجات، فيعمل بعد ذلك على معالجتها على المنبر»، وواصل «هنا كان ميدان بحثه العملي، إلى جانب بحثه النظري عبر الكتاب، وهذا ما تميز به الوالد وتميز به كثير من الخطباء أيضاً».

عطفاً على ذلك، عاد الشيخ عبدالأمير للحديث عن أهمية مرحلة «التصنع» للخطيب، فقال: «هو بداية بلوغ هذه المرحلة المتقدمة، فمن من دون «التصنع» سيعتمد الخطيب على الكتاب وعلى الأشرطة، لكنه سيفتقد جانب كيفية التعامل مع الآخرين».

في سياق الحديث عن «ذكاء الشيخ أحمد مال الله الاجتماعي»، يصل ابنه الشيخ عبدالأمير بحديثه لحكاية عنوانها، «شيخ أبوقوة»، أما التفاصيل فيسردها على النحو التالي. يقول: «أذكر هنا حكاية نقلها لي أحد الخطباء، وهو الشيخ حميد الشملان الذي هو أحد صناع الوالد، يقول: (حين بدأ الوالد يقرأ عندنا في أبوقوة، وقد قرأ هناك قرابة 18 سنة، فكان في بدايته للتو قادم من النجف وآنذاك كانت بداية خطابته، وحين أراد الأهالي في أبوقوة استقدامه عارضهم أحد كبار السن بسبب رغبته في التعاقد مع خطيب آخر، ومع وصول الشيخ أحمد مال الله، «تضايق» هذا الشخص، وقال (أنا مانا حاضر ولانا جاي أتسمع)».

وأضاف «هنا، لننظر فيما فعله الوالد، فالكثيرون قد لا يكترثون في مثل هذه الحالة، لكنه فعل العكس، كان يخرج عصراً فيتجه للشخص نفسه في مزرعته، ويجلس معه و «يسولف ويتقشمر»، وفي اليوم الثاني يفعل الأمر ذاته وهكذا ظل معه إلى أن تعلق هذا الرجل المسن بالوالد، فبدأ يحضر المأتم، وحين رأوه الأهالي سألوه هل نستبدل الشيخ أحمد؟، فأجاب (لا لا، إلا الشيخ أحمد)». ومن نهاية الحكاية، يعود الشيخ عبدالأمير لسرد بعض من ذكرياته مع والده «أتذكر أسلوبه هذا، وأنا أراه «يفتر». يطلع من الصبح، ونحن صغار فكان يأخذنا معه، لينتقل بنا من مزرعة إلى مجلس إلى دكان إلى مؤسسة، ومن هناك يخالط الناس ويتعرف على قضايا الناس»، مضيفاً أن «هذا الأمر ضروري، وللأسف يفتقده البعض من الخطباء».

وفقاً لتوثيق ابنه، فقد تمكن الخطيب الحسيني وعبر منبره، من حلحلة قضايا مجتمعية، هي اليوم صفر.

من بين ذلك، يقول الشيخ عبدالأمير: «على سبيل المثال، فقد كانت موجودة في بعض المناطق، سلوكيات المحرمة، مثل «شراكة الأبدان» وعبرها كانت تعمل بعض الأسر الكبيرة، على جعل الأمور بتفاصيلها المالية في يد الجد أو كبير العائلة، حيث يعمل الأولاد وهم متزوجون، فيجمع منهم الرواتب نهاية كل شهر وهو من يتولى الصرف على شئون العائلة واحتياجاتها، وهو ما يعرف بـ «شراكة الأبدان» وهي محرمة إذا لم يكن أحد من أفراد العائلة راضاً بذلك».

وأضاف «كانت موجودة، والوالد عاشاها و «شافها»، وتطرق لها وعالجها، ولذلك انتهت بالمرة». وتابع «كذلك، فقد كان يقرأ في بعض المناطق، وحصل نزاع في بعض المآتم، وظل الحال على ذلك فترة من الزمن، وحين كان الوالد يقرأ في مأتم من المآتم، يطلب من الأهالي هناك حضور رئيس المأتم المعني، فلا يستجيب، فيباشر هو الذهاب إليه، و «يشتغل» على الأمر إلى أن تصافت النفوس». ومن وحي دور الشيخ أحمد مال الله، يستلهم ابنه الدرس فيقول: «ونحن نتحدث عن أبوعبدالأمير، نؤكد ضرورة أن يكون الخطيب اجتماعياً ومصلحاً، مع الناس وحتى مع القريبين منه، فقد كان الوالد في تعامله مع «صناعه» لا ينتظر مجيئهم إليه للبيت، بل كان هو من يذهب لهم ويجالسهم ويسافر معهم، ويعيش معهم كأب، حتى قال الشيخ عمار تيسير (أحد صناعه): شعرت أني أصبحت يتيماً بعد الشيخ أحمد مال الله».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1167765.html