صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5156 | الثلثاء 18 أكتوبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

تحديات تواجه الصيادين اقتصاياً والصيد الجائر

صور اللبنانية... شواطئ رملية مشرقة... وبحر خالٍ من السمك

تتميز مدينة صور التي تبعد عن بيروت مايقارب (85 كم)، بجنوب لبنان، بشواطئها الرملية من جهتيها الجنوبية والشمالية، وببحرها المطل عليها، فما أن تشرق الشمس حتى ترى قوارب الصيد تملئ الشواطئ محملين بالأسماك.
ما أن تصل للبحر حتى ترى الصوريون شبابها ورجالها مولعين بحب البحر الذي يستهويهم بجوه ومائه الأزرق، وشمسه الدافئة التي تنعم على الشواطئ الصورية وأعماق البحر المقابل للجزيرة التاريخية موطناً للأسماك المتنوعة لها، ومكاناً لتكاثرها ووضع بيوضها.
بالمقابل شحّ السمك وقلّ  الصيد هي معاناة الصيادين في هذه المدينة الجميلة، فإذا قمت بجولة في سوقها ستجد من كل جانب صيادون، منهم من يبيع ومنهم من يستعد للدخول للبحر ومنهم من يقوم بتفقد قاربه والآخر يقوم بالصيانة، واللّهم واحد هو "شحّ السمك".
رئيس نقابة الصيادين في صور خليل طه، ومن خلال جولة بحرية تحدث عن معاناة الصيادين من شح السمك وقلة الصيد مما جعل منه أن يقوم بنقل السياح بقاربه بدل الصيد في فترات معينة من العام. وقال: "هناك تأثير كبير للصيد البحري، بالسبب تغير المناخ والغزو البحري من بعض الأسماك الذي أثرت على المنتوج البحري بشكل ملحوظ".
ويتابع "لقد لاحظنا هذا التأثير منذ 2004 بعد حصول "التوسنامي" في اندوسيا، إذ قامت أسماك كاسرة بغزو البحار، وقامت بقتل الأسماك والنباتات".
ويضيف "هناك تنسيق ومتابعة مع الاتحاد الدولي للطبيعة - غرب آسيا "IUCN"، الذي بدورهم يقومون بإرشادنا وتطوير المقومات التي نحتاجها كصيادين، كما إن هناك جمعية إنماء القدرات في الريف التي تقوم بتمكين ودعم الصيادين من 2004". وقال "هذه الجمعية تقوم بتوفير القروض الميسرة لشراء "الماكينة" الخاصة بالقارب أو شراء القوارب أو تصليحها وصيانتها عند الحاجة، كما تقوم بتطوير وتدريب للصيادين".
أما عن عدد قوارب الصيد، يقول طه "في مدينة صور يوجد 179 زورقاً للصيد، كما إن آخر الإحصائيات تقول بأن ما بين (340 إلى 360) صياد محترف يمارسون مهنة الصيد البحري"، لافتا بالقول، إن "أغلب الصيادين لديهم بعض الأعمال الأخرى التي تساعدهم على كسب الرزق وذلك بسبب قلة الأسماك. ولدينا 117 صياد عربي 110 منهم فلسطينيون و7 سوريين مولودين في صور".



جمعية إنماء القدرات

مدير عام جمعية إنماء القدرات في الريف علي عز الدين، في حديثه يقول: "تعمل الجمعية (على مدار 16 سنة) على التنمية الريفية وتقوم بمساعدة الصيادين بأعمال عديدة، منها التدريب والتطوير على أعمال بديلة لتكون لهم مدخل رزق آخر لمساعدتهم على التكسب بطريق بديلة".
ويضيف "كما تقوم الجمعية بتوفير القروض الميسرة لهؤلاء الصيادين، إضافة لذلك تقوم الجمعية بالتعاون مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة (IUCN) بتنمية القدرات الذاتية للصيّادين".
وتابع عزالدين "الهدف الأول من الجمعية هو التمكين الاقتصادي للقطاعات المهمشة في الريف، وأكثر قطاع باعتقادي هم الصيادين". وأضاف "نسبة كبيرة في ريف صور يحتوي على نسيج اجتماعي متنوع وثقافة متنوعة يعملون مع بعض ضمن هذا النسيج".

التمكين الإقتصادي

وذكر "لدينا خطط في التنمية المستدامة وهي تطوير هؤلاء الريفيين وخاصة الصيادين لتمكينهم اقتصادياً". ونوّه إلى أن "هناك ثلاثة برامج اقتصادية تعنى بالاقتصاد بجنوب لبنان، وهي الزراعة المستدامة وتطوير هذا القطاع والعاملين فيها خاصة صغار المزارعين، ومساعدتهم لتوفير التقينات الحدثة وتطوير نوعية الانتاج لكي يستطيعوا تخفيف الهجرة من الريف للمدينة، وبالوقت نفسه لمساعدتهم في زيادة الكسب من المال".
وأفاد "هناك أيضاً القروض الميسرة التي نقوم بتوفيرها لهؤلاء المزارعين والصيادين، لان هؤلاء ليس بمقدرتهم الاقتراض من البنوك بسبب المفوائد الكبيرة التي ستترتب عليها، فقمنا بمساعدة من الاتحاد الاوروبي والجمعيات المدنية بلبنان وهم شركاء في تطوير هذه البرنامج من توفير القروض الميسرة لإستدامة وتطوير التقنيات الحديثة لهم".
وأضاف "بالنسبة للقطاع الزراعي فإن لدينا تنسيق مع الاتحاد الدولي لحماية الطبيعة - غرب آسيا (IUCN)، قمنا بعدة دراسات حول التغير المناخي والتأثير الحاصل على الفطاع الزراعي، وكيفية القيام بدراسات ووجود قاعدة معلومات سواء للمزارعين والصيادين لإزالة العوائق التي تدمرها".
وذكر عزالدين إن "البرنامج الثالث التي تقوم به الجمعية هو التدريب المهني، والمقصود به تمكين الشباب ضمن تدريب تقني لخلق والحصول على فرص عمل لهم. وأيضاً خلق فرص عمل للعوائل كالإستفادة من مشاريع السياحة البيئية".

التحديات

وعن التحديات التي تواجه الصيادين والصيد، قال "هناك الممارسات الجائرة من قبل الصيادين في استخدام "الشباك" و"الديناميت" الغير مسموح به والممنوع دولياً، ونتيجة هذا الصيد الجائر الذي يقوم به الصياد بسبب عدم وجود قوانين قادرة على مراقبته ومنعه، يجعله الصيد بوفرة ولكن هذا يضر بالصيد".
أما عن دور الجمعية في مواجهة هذه التحديات، قال "نقوم بتثيف الصيادين وتطوير عملهم وذلك بالتنسيق مع بعض الجمعيات والتعاون مع المعنيين من نقابة الصيادين وذلك لتقليل  الصيد الجائر عن طريق توافر إمكانية للإنتقال من الممارسة الممنوعة إلى ممارسة بشكل أفضل ومسموحة بسياسة ودعم وتعاون من الصيادين نفسهم لكي لا يضطر هؤلاء الصيادين إلى الرجوع للعمل بالصيد الغير مسموح وذلك لتوفير المال الأكثر لهم".
ويضيف "كما إننا كجمعية قمنا بدور ريادي لمساعدة الريفيين، إذ قمنا بإنشاء برنامج "إسكاني" بإنشاء سكن عائلي إلى 80 عائلة للصيادين، بتمويل 60 في المئة من الحكومة الإسبانية و40 في المئة من الجمعية".


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1169398.html