صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5162 | الإثنين 24 أكتوبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

وإذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنوا

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

يكثر لدينا سوء الظن والتدخّل في نيّات النّاس، ولذلك تجد الكثير من الناس يخسرون علاقاتهم بسبب سوء الظن، فلان قال ويقصد، فلانة قالت وتقصد، وندخل في دوّامة لا نهاية لها، ونقطع العلاقات.

لكي نوقف سوء الظن ووسواس الشيطان لابد من قراءة الآية القرآنية التالية: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ» (الآية 6 - سورة الحجرات). تبيّنوا! تأكّدوا! لا تستعجلوا من دون دليل! عندها فقط ستحكمون على الأمور من جانب صحيح!

كيف نتبيّن إذا رفض أحدهم الإفصاح عن اسمه؟! كيف نتبيّن ونحن نعلم بأنّ هناك من سيخسر؟! هل هو اعتلال في القلوب أم اعتلال في العقول أم ماذا يا تُرى؟! لابد أن تكون هناك مواجهة من أجل إيضاح الأمر، حتى لا تبقى النفوس ثقيلة على بعضها البعض.

هناك من يسيء الظن ويخسر العلاقات، وإما أن يكون سوء الظن لسانياً أو يكون نفسياً، وسوء الظن اللساني هو الذي يتجسّد في أفعال الشخص وكلماته التي تجرح، أما النفسي فهو الذي لا يظهر أمام النّاس، بل هو داخل النفس ولا يخرج ولا يوضح أمام النّاس.

سوء الظن قد يكون في البيت وبين الأهل والأصحاب، وقد يكون بين الموظّف ومسئوله في الأشغال، وبين الموظّف وصاحبه في المكتب، وبين أنّاس لا نعرفهم، فقط نراهم في التلفاز ونُسيء الظن فيهم، ولا نعلم آثار هذه الخصلة السيّئة على النّاس.

حتى نتخلّص من سوء الظن لابد أن نبدله بحسن الظن دوماً لنسعى ألَّا نحكم على الآخرين من جانب أسود مظلم، بل نبحث عن أفضل شيء فيهم، ووضع الأسباب لتصرّفاتهم، حتى لا نقع في سوء الظن.

حسن الظن يُعطينا راحة في النفوس، ويجعلنا أهدأ لا نظن في الآخرين إلَّا الخير، ويريح ضمائرنا من التشعّب في أمور أخرى، ونشغل أنفسنا بالخير عن الشر، لأنّ النفس البشرية من طبعها الشك وسوء الظن، ولكن تعويدها وترويضها على حسن الظن أمر بلا شك يؤدّي إلى الراحة والخير.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1172544.html