صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5166 | الجمعة 28 أكتوبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

30 % زيادة في الحالات المصاحبة لآثار حمل الحقيبة المدرسية

بالفيديو... الاستشاري هاني مهدي: يجب أن تكون هناك تمارين رياضية لتفادي أمراض الظهر والرقبة

مازالت مسألة الحقيبة المدرسية تؤرق الكثير من أولياء الأمور التي أصبحت خطراً محدقاً بأطفال المدارس مما يهدد مستقبلهم الصحي، وينذر بعواقب صحية وخيمة قد تؤثر على العمود الفقري للأطفال لتمتد من الرقبة إلى الأطراف السفلية، بسبب ثقلها الذي غالباً ما يزيد على وزن حاملها، بينما لا يجب أن يحمل الطفل أكثر من 15 في المئة من وزنه.

استشاري العلاج الطبيعي هاني مهدي حسن، قال وفي حديثه لـ «الوسط» عن المشاكل الصحية التي تصيب الأطفال من حمل الحقيبة المدرسية: «إن الآلام والأمراض المصاحبة لحمل الحقيبة المدرسية الثقيلة في زيادة في الفترة الأخيرة بنسبة 30 في المئة».

وأضاف «في السنوات الثلاث السابقة استقبلنا حالات كثيرة جداً، حيث اعتبرت هذه الزيادة مرتفعة من سن 10 إلى سن البالغين 15 سنة. وأكثر المصابين من النساء، وذلك راجع لسبب أن أجسامهن تمتاز بالليونة، ولأن تركيبتها الهرمونية في سرعة البلوغ، وهذا يؤثر على الإناث أكثر من الذكور.

وحسب إحصائية قمت بها بالتنسيق مع وزارة التربية والتعليم للمدارس، بأن الحالات التي اكتشفناها من خلال برنامج «حملة وتوعية» خلال 6 سنوات هي 350 حالة أي 16 في المئة سنوياً، واعتبر هذه الزيادة بنسبة 30 في المئة».

أسباب الأنحناء

ولمعرفة أسباب انحناء العمود الفقري، قال: «إن 90 في المئة من تشوهات وانحناء العمود الفقري غير معروفة الأسباب، لكن هناك أسباباً تساهم في هذا الانحناء منها حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة أو الجلوس الخاطئ وهذا يزيد في حالة تشوه العمود الفقري إذا كان موجوداً بالأساس».

وتابع «أما إذا لم يوجد هذا الإنحناء، فالحقيبة المدرسية الثقيلة تعمل على شد عضلي مما تساعد على تشوهات العمود الفقري مسببةً مشاكل أخرى».

ولفت إلى أنه «عندما يكون هناك تشوه خلقي أو التهاب يؤدي إلى آلام مزمنة للعمود الفقري وصداع وآلام في الأكتاف، وهذا يعرضه لعدم المقدرة على الجلوس طويلاً، وأيضاً يزيد من ذلك التأثير على التنفس والأداء الرياضي».

ولتفادي هذه آلام والوقوف على حل، يقول الاستشاري هاني مهدي «يجب علينا أن نتعلم كيفية الجلوس بالطريقة الصحيحة، وهذا طبعاً ليس للطالب فقط بل على الجميع أن يتعلم الوضعية الصحية للجلوس وكيف يتعامل مع الوضعيات الأخرى في الحياة اليومية في الوقوف أو حمل الأوزان».

أما بالنسبة للحقيبة المدرسية، يذكر «لابد أن نختار الحقيبة الصحية أولاً، وأن تكون خفيفة الوزن، وأن يتم توزيع محتوياتها من كتب وغيرها بطريقة متوازنة».

وأضاف «يجب أن تقوم الجهات المعنية سواء بوزارة التربية والتعليم او المدارس بوضع خطة لأن تبقي بعض الكتب في المدرسة لكي لا تكون الحقائب ثقيلة. كما أن الصفوف التي في الأدوار العليا تؤثر على الطلبة من حملهم للحقائب، وهي ثقيلة وهذا يؤثر أساساً على مشاكل عديدة وليس فقط على العمود الفقري، لأن الطلبة مضطرون لحمل الحقائب، مما يتسبب لهم بمشاكل صحية في الرقبة والأكتاف».

وتابع «بشكل عام يجب أن تكون محتويات الحقيبة متساوية، وهي التي تكون على حجم الظهر بالضبط، والحزام يكون عريضاً ومبطناً بالأسفنج وهذا سيخفف من آلام الرقبة والبطن والظهر، وأيضاً هناك قطعة اسفنجية خلف الظهر لكي لا تؤثر على الظهر بشكل مباشر».

الحقائب الغير صحية

وتحدث عن وجود هذه الحقائب وهي غير صحية، فقال مهدي: «تباع هذه الحقائب بالأماكن التجارية لأن شكلها جميل وأيضاً تكون ذات حجم كبير لاحتوائها على رسومات مزينة، وللأسف هناك اعتقاد شائع بأن كل ما تكون الحقائب أكبر تكون أرخص وأفضل و(استايلها) جميلاً».

وعن مواصفات الحقيبة الصحية، قال «لابد أن تكون صغيرة مناسبة لحملها على الظهر ويفترض لا تزيد على 10- 15 كغم من وزن الطالب. فمثلاً لو أن طالباً وزنه 40 كغم فالمفترض لا يتجاوز وزن الحقيبة 4 إلى 5 كيلوغرامات، لكي يستطيع أن يكون الطالب في الوزن المثالي».

وتابع «هناك مشكلة فرض الكتب الكثيرة. هذه الحقيبة التي تحتوي على أوزان عالية تعمل على انحناء الظهر للأمام، والطالب يقوم بمعاكسة الحقيبة بأن يكون للخلف هذا يزيد من انحناء العمود الفقري أكثر، وعند خلع الحقيبة المدرسية يظل العمود الفقري منحنياً وهذا أكبر وضعية سيئة للظهر بسبب الوضعية للانحناء لفترة طويلة».

وعن الآثار التي تسببها الحقيبة المدرسية، قال استشاري العلاج الطبيعي هاني مهدي حسن: «هناك آثار مادية ونفسية، وبالنسبة للنفسية فهي تؤثر على التركيز وتشوه الجسم. فعندما يصاب الطلاب بتشوه في العمود الفقري ويكون الانحناء للأمام أو طالبة جسمها يكون معاقاً للأمام هذا يؤثر نفسياً عليهم». وأضاف»هناك كثير من الطلبة يصابون بصداع، وعند الكشف عليهم نلاحظ السبب ليس هو الإرهاق وإنما حمل الحقيبة المدرسية نفسها».

الحلول

ونوه إلى أن «من ضمن الحلول لتفادي الآلام التي تسببها الحقيبة المدرسية، أن يكون هناك تقوية للجسم من خلال التمارين الرياضية المناسبة لكل مرحلة من مراحل الطلاب، وتكون هناك تمارين خاصة لتقوية العمود الفقري يمكن أن تساعد على تقوية العضلات وبالتالي تتحمل بعض الأوزان الزائدة».

وأضاف «يفترض أن تقوم وزارة التربية والتعليم بالتسيق مع الأطباء والاختصاصيين أن يقوموا بإعطاء محاضرات للطلبة والمعنيين من المدرسين لكي يقوموا بتدريب الطلبة على تمارين لتقوية العمود الفقري وبالتالي تساعدهم على تحمل هذه الأوزان الثقيلة».

وزاد «هناك أعراض يتعرض لها الأطفال من جراء حمل الحقيبة المدرسية الثقيلة مثل، الانحناء في العمود الفقري والتهاب في الفقرات وآلام الرقبة أو التأثير على الكتف».

وتابع «هذه الآلام تصاحبها أمراض صداع، وآلام في منطقة أسفل الظهر، وظهور ميلان في العمود الفقري إلى الأمام أو إلى الجانب مع تغير مستوى الكتف أو الحوض ليصبح أحدهما أعلى من الآخر».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1173972.html