صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5177 | الثلثاء 08 نوفمبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

ترامب يفوز بالرئاسة الأميركية ويحدث صدمة في العالم... وكلينتون تعرض العمل معه

فاز الملياردير الأميركي الشعبوي دونالد ترامب الذي لا يملك أي خبرة سياسية اليوم الأربعاء (9 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) في الانتخابات الرئاسية، في زلزال سياسي غير مسبوق أغرق الولايات المتحدة والعالم في مرحلة غموض قصوى.

وتعهد ترامب في خطاب القاه بعد فوزه بانه سيكون رئيساً لكل الأميركيين مؤكداً أن الولايات المتحدة تشعر "بالامتنان" لكلينتون على خدماتها. وأكد أن هيلاري كلينتون اتصلت به لتهنئته.

وسجلت الأسواق تراجعاً كبيراً بشكل تدريجي مع توارد المعلومات من وسائل الإعلام الأميركية عن نتائج هذه الأمسية الانتخابية الطويلة الاستثنائية.

وبعد ثماني سنوات على انتخاب باراك أوباما أول رئيس أسود، الذي أثار موجة آمال كبرى في جميع أنحاء البلاد، فاز المرشح الجمهوري الشعبوي (70 عاما) الذي طالته فضائح جنسية ويعبر عن مواقف معادية للأجانب، على الديموقراطية هيلاري كلينتون التي كانت تأمل في ان تصبح أول امرأة تتولى الرئاسة في الولايات المتحدة.

وقام بحملة انتخابية على أساس أنه دخيل على السياسة مصمم على مكافحة فساد النخب السياسية في واشنطن التي "استنزفت البلاد". ووعد بأن يعيد "إلى أميركا عظمتها" شعاره الثابت وحمايتها من الخارج.

وهذا الملياردير الذي لا يمكن توقع سلوكه، كان وعد أمس الأول (الاثنين) بنتيجة "أقوى من بريكست بثلاث مرات" في إشارة إلى المفاجأة التي فجرها تصويت البريطانيين لصالح الخروج من الاتحاد الاوروبي في يونيو/ حزيران الماضي.

وطوال حملته حاول استمالة قاعدة ناخبة متواضعة تشعر بانها مهمشة لمواجهة العولمة والتغيرات الديموغرافية معتبراً أنها ترسم مستقبلاً قاتماً.

وفوزه أحدث صدمة في ختام حملة انتخابية حادة استمرت 18 شهراً وأدت إلى انقسام شديد في الولايات المتحدة وفاجأت العالم بمدى ابتذالها وضرواتها.

ويرى اكثر من 60 في المئة من الأميركيين أن دونالد ترامب لا يتمتع بالطبع المناسب لكي يصبح رئيساً، لكنه نجح في الاستفادة من غضب وقلق قسم من الأميركيين.

وتبقى اقتراحاته غامضة في عدد من الملفات مثل السياسة الخارجية. كما انها تثير القلق في ملفات أخرى مثل الاقتصاد.

وفي وقت مبكر اليوم، اعتبر فريق حملة كلينتون ان النتائج لا تزال غير محسومة. وقال مدير حملتها جون بوديستا أمام آلاف من انصارها بانها لن تلقي كلمة في وقت لاحق. واكد ترامب في كلمته انه سيتعامل مع كل الدول بنزاهة.

وسارع الاتحاد الاوروبي إلى التأكيد أنه سيواصل العمل مع الولايات المتحدة بعد انتخاب ترامب.

وقبل اعلان الفوز، وجهت زعيمة الجبهة الوطنية الفرنسية مارين لوبن التهاني لترامب "والشعب الأميركي الحر".

هزة في الأسواق

وادى احتمال فوز ترامب بالرئاسة الى هزة قوية في الاسواق حيث تراجع الدولار فيما سارع المستثمرون الى اللجوء للذهب وسندات الخزينة التي تعتبر اقل مجازفة.

وسادت حالة من الهلع اسواق المال الاربعاء بينما تراجع سعر الدولار والبيزو المكسيكي حتى قبل اعلان فوز ترامب.

وقال المحلل لدى مجموعة "اواندا" كريغ ايلام "انها مقبرة في الاسواق مع اقتراب ترامب من البيت الابيض".

وطوال الامسية الانتخابية كانت الطريق الى البيت الابيض تضيق امام كلينتون على رغم أنها كانت تعتبر الاوفر حظا بالفوز في استطلاعات الرأي.

وإلى جانب فلوريدا وكارولاينا الشمالية واوهايو، فاز بولايتين حاسمتين اخريين مساء أمس (الثلثاء).

وفي مؤشر إلى أن الثقة في معسكر ترامب كبيرة جدا، وضع قطب العقارات في تغريدة على تويتر صورة له مع مرشحه لمنصب نائب الرئيس نايك بنس وفريقه وعائلته وهم يتابعون النتائج من برج ترامب الكبير في مانهاتن.

البلاد تريد التغيير

وقبل إعلان النتائج، قال بريندون بينا (22 عاما) المؤيد لترامب في فندق في نيويورك سيجري الاحتفال فيه، "كنت واثقا من الفوز واعتقد ان دونالد ترامب رجل ذكي جدا".

من جهته، صرح غلين روتي (54 عاما) "غير معقول! اعتقد أنه سيذهب حتى النهاية". وأضاف أن "البلاد تريد التغيير". في المقابل ساد الذهول والصدمة لدى انصار كلينتون.

وقالت انابيل ايفورا (51 عاما) قبل إعلان النتيجة "أنه أمر لا يصدق فعلاً". واضافت "أصلي مع انني لست مؤمنة، نحتاج إلى معجزة"، مؤكدة أنها "حزينة وتشعر برغبة في البكاء".

وكان انتخاب اوباما في العام 2008 اثار آمالا ببلاد متحدة اكثر، لكن حملة العام 2016 احدثت انقساماً شديداً.

وينبغي أن يتجاوز المرشح عتبة الـ 270 من المندوبين الكبار لينتخب رئيساً لأكبر قوة في العالم. وحتى الآن حصل ترامب على أصوات 245 من أصوات كبار الناخبين مقابل 215 لكلينتون بحسب إحصاء لوكالة "فرانس برس".

وكانت كلينتون تراهن على الاقليات وشريحة الشباب والناخبين البيض الحائزين شهادات جامعية والنساء اللواتي يشكلن غالبية قاعدتها الناخبة (نحو 52 في المئة خلال انتخابات رئاسية سابقة).

وكلينتون التي كانت سيدة أولى سابقا وعضوا في مجلس الشيوخ ثم وزيرة للخارجية الأميركية كانت متواجدة على الساحة السياسية لفترة طويلة، لكنها شخصيتها لا تثير حماسة كبرى.

وكانت الحملة اتسمت بعنف غير مسبوق وشهدت تبادل هجمات شخصية، اثارت شعورا بالمرارة في بلد منقسم أكثر من أي وقت مضى، وعززت فقدان ثقة الأميركيين في طبقتهم السياسية.

وافادت وسائل اعلام أميركية ان الجمهوريين احتفظوا بالغالبية في مجلس الشيوخ ويسيطرون على كل الكونغرس.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1178288.html