صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5182 | الأحد 13 نوفمبر 2016م الموافق 18 رمضان 1445هـ

الخطة «دال»... للتعامل مع ترامب!

الكاتب: قاسم حسين - Kassim.Hussain@alwasatnews.com

تساءلت أمس: ماذا سنفعل الآن مع ترامب؟ واليوم أود مشاركتكم في التفكير بصوت مسموع، لمواجهة هذه النائبة، فما جرى في الولايات المتحدة فجر الأربعاء الماضي انقلاب أبيض خطير، يدعو إلى الاستنفار لإنقاذ الكرة الأرضية من هذا الغول!

الاستنفار ينبغي أن يكون على مستوى العالم أجمع، وليس فقط على مستوى دول الخليج التي يهدّدها بمصادرة مدخراتها والسيطرة على ما تبقى من ثرواتها، ولذلك لابد من مشاركة جميع دول العالم العربي والأمم المتحدة ودول عدم الانحياز. وإذا استطعنا أن نضم معنا الاتحاد الأوروبي ودول البريكس فذلك سيكون أفضل!

ليس المطلوب طبعاً إعلان الحرب مباشرةً على أميركا من اليوم الأول لتنصيب ترامب، إذ لابد من التروّي وأخذ الأمور خطوةً خطوةً، وأن تكون الخطوة الأولى بالطرق الدبلوماسية الهادئة، والتفاوض ومحاولة الإقناع، قبل أن نفكّر بإعلان الخطة (دال)!

ثم إنه لابد من إعطاء ترامب فرصةً، لنرى ما سيقوم به، فترامب بعد الانتخابات هو غير ترامب ما قبل الانتخابات، فقد تغيّر الرجل بمعدل 180 درجة، وغيّر من خطابه الصدامي، حتّى الذين تظاهروا ضدَّه، وصفهم بأنهم وطنيون ويحبّون أميركا ولم يصفهم بالمخربين والعملاء!

والرأي إذاً أن نعطيه فرصةً زمنيةً محددةً لاختباره، إما ستة أشهر كما حصل مع صدام حسين، فلما عاند وأصرّ على سياساته العدوانية تمّ تشكيل تحالف دولي لطرده من الكويت بالقوة. وأما الخيار الثاني فأن نمنحه فترة سنةٍ واحدةٍ، مثلما حدث مع محمد مرسي، حيث تم إسقاطه من الحكم في مصر بطريقة فنية ذكية. وأعتقد أن فترة سنةٍ واحدةٍ كافيةٌ تماماً لكشف خفايا ترامب ومعرفته على حقيقته، وإلى أي مدى سيركب رأسه ويصر على سياساته وتهديداته التي أطلقها ضدنا في الشهور الستة الماضية!

طبعاً علينا أن نستخدم الوسائل الدبلوماسية أولاً، مع العمل التدريجي، ومحاولة إقناعه بالتي هي أحسن، لتغيير سياساته الصِدَامية المتهوّرة، خصوصاً أننا لا نحبّذ دخول الحروب، لكن عندما تُفرض علينا فسندخلها وننتصر على أعدائنا حتى لو كان الجيش الأميركي نفسه!

نحن إذاً في مرحلة الإعداد، لمواجهة كافة الاحتمالات، بما فيها الصدام المسلح، وهذا ما يستدعي أن نوحّد كلمتنا، ونجمع قواتنا الفكرية والعسكرية، لمواجهة هذه التحديات. وفي سبيل ذلك لابد من أن نسرّع الخطى من أجل تحقيق وحدة اندماجية وبدون تأخير، أو تشكيل اتحاد فيدرالي بين دولنا العربية، فإذا لم نتمكّن من ذلك فعلينا أن نختار شكلاً من أشكال الاتحاد الكونفدرالي على الأقل. فالأوروبيون ليسوا أفضل منا، فقد نجحوا في إقامة الاتحاد الأوروبي والسوق المشتركة و «الناتو»، ويمكننا أن نحقق ذلك عبر تفعيل دور الجامعة العربية في هذه المرحلة التاريخية الحرجة من تاريخنا. كما أنه ليس شرطاً أن يضم اتحادنا جميع الدول العربية غصباً، خصوصاً التي لا تحب الاتحاد معنا.

إننا سنحتاج أيضاً في هذه المعركة للإطاحة بترامب، إلى استغلال جميع إمكاناتنا الإعلامية وكوادرنا الصحافية، من أجل توعية الشعب الأميركي بخطورة سياسات هذا الرجل الذي وصل خلسةً إلى الحكم. وذلك يتطلب تحويل جزء من فضائياتنا العربية الـ900، لتكون ناطقةً باللغة الإنجليزية، لإيصال رسالتنا وشرح سياساتنا للشعب هناك. وكلنا ثقة باستجابة الشعب الأميركي لدعواتنا بنزوله للشوارع من أجل المطالبة سلمياً برحيل ترامب!

إن أفضل طريقةٍ للدفاع هي الهجوم، كما أثبتت وقائع التاريخ، ولذلك لابد أن نعدّ العدة لأسوأ الاحتمالات، فعندما تفشل كل المساعي الدبلوماسية والحلول السياسية ومحاولات التغيير السلمية، لننتقل بعدها إلى الخطة (دال)، فآخر الدواء... التدخل العسكري للإطاحة بترامب!


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1179860.html