صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5185 | الأربعاء 16 نوفمبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

وزير الخارجية: الميليشيات الانقلابية في اليمن أضحت أداة معادية للعرب والمسلمين

شارك وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي بشأن إطلاق الميليشيات الانقلابية في الجمهورية اليمنية صاروخاً باليستياً باتجاه مكة المكرمة، والذي عقد اليوم الخميس (17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016) بمدينة مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية.

وأعرب وزير الخارجية عن سعادته بالتواجد في مكة المكرمة، والمشاركة في هذا الاجتماع المهم الذي يعكس استشعاراً عميقاً بجسامة الحدث، ويجسد موقفاً إسلامياً موحداً وواجباً على الدول والشعوب الإسلامية أن تردع كل من ينتهك حرمة الأراضي المقدسة، قائلاً: "إننا أمام تطور خطير، وسابقة غير مقبولة من ميليشيات إجرامية لم تراعِ حرمة لأقدس مكان للمسلمين، ولم تقم وزناً لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، فلا يمكن أن نثق فيها أو نأمن مكرها ومكر من وراءها، فمن لم يراعِ حرمة مكة المكرمة، فإنه لن يراعي حرمة لأية دولة، وإن قيامها بهذا العمل الإرهابي الآثم بالصواريخ الباليستية هو دليل بارز على إمعان هذه الميليشيات في تجاوزاتها ورفضها المستمر للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وسعيها الدائم لإفشال المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية".

وأكد الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن الاعتداء الإرهابي والاستهداف المشين لبيت الله الحرام هو انتهاك لكل المبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية، وأن الله تعالى قد هيأ قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي الباسلة فدمرته قبل أن يصيب هدفه ويحقق أغراضه الخبيثة، قائلاً: "إن كل مسلم يشعر بعظيم الفخر والاعتزاز بما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود من دور عظيم في حماية الأراضي المقدسة بجنود أشداء في خدمة الدين والوطن، وما تقوم به من عمل جليل في خدمة الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن، الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير الأمن والرعاية والسكينة والطمأنينة، وهي الجهود التي لا يمكن لأحد إنكارها أو الإساءة إليها أو التشكيك فيها".

وجدد وزير الخارجية تضامن مملكة البحرين ووقوفها صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة جميع أشكال الإرهاب وضد كل من يحاول أن يمس أمنها أو يستهدف المقدسات الدينية فيها، وتأييدنا لها في كل الخطوات والإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكداً أن المساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن العالم الإسلامي أجمع.

وأوضح الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة أن الميليشيات الانقلابية في اليمن أضحت أداة معادية للعرب والمسلمين ومهددة لأمنهم واستقرارهم ووسيلة لزرع الفتنة الطائفية ونشر الإرهاب، وأن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سيواصل دوره وبكل قوة، لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة الرئيس عبدربه منصور هادي من القيام بكل مهماتها لبسط الأمن وإعادة السلم للجمهورية اليمنية، وللتوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015).

وقال وزير الخارجية: "إننا لسنا ضد أي طرف يمني يعمل من أجل وطنه، وسنظل نقف وبكل قوة مع الشعب اليمني الشقيق بجميع مكوناته الوطنية لصد كل من يريد الإضرار به أو يسعى إلى إطالة أمد معاناة أبنائه".

وصدر عن الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية للدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي قرار اعتمد البيان الصادر عن اجتماع اللجنة التنفيذية على المستوى الوزاري الذي عقد في مقر منظمة التعاون الإسلامي في مدينة جدة في 5 نوفمبر الجاري والذي طالب الدول الأعضاء بوقفة جماعية ضد الاعتداء الآثم من قبل ميليشيات الحوثي ـ صالح باتجاه المسجد الحرام في مكة المكرمة ومن يقف وراءه ويدعم مرتكبيه بالسلاح باعتباره شريكاً ثابتاً في الاعتداء على مقدسات العالم الإسلامي وطرفاً واضحاً في زرع الفتنة الطائفية ودعماً أساسياً للإرهاب، كما أكد القرار على تشكيل فريق عمل من الدول الأعضاء في اللجنة التنفيذية للنظر في اتخاذ خطوات عملية على وجه السرعة تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة، وتقديم شكوى من اللجنة التنفيذية باسم الدول الأعضاء في المنظمة إلى الأمم المتحدة لاتخاذ الإجراءات الدولية اللازمة التي تكفل عدم تكرار مثل هذه الاعتداءات الآثمة على مكة المكرمة وبقية الأراضي الإسلامية المقدسة، ودعوة أمين عام المنظمة لتنفيذ هذا القرار والرفع لمجلس وزراء الخارجية بما يتم التوصل إليه في أقرب وقت ممكن.

هذا، وتمت الموافقة على تعيين يوسف أحمد العثيمين، أميناً عاماً لمنظمة التعاون الإسلامي، معربين عن خالص تقديرهم للجهود الطيبة التي بذلها الأمين العام السابق للمنظمة إياد أمين مدني في تطوير التعاون بين الدول الإسلامية.

 

وفيما يلي نص الكلمة:

يطيب لي في البداية أن أعرب عن سعادتي  بالتواجد في مكة المكرمة، أشرف بقعة على وجه الأرض وأحب الأماكن الى الله عز وجل واعظمها فضلا وشرفاً، والمشاركة في هذا الاجتماع المهم الذي يعكس استشعارًا عميقًا بجسامة الحدث الذي نحن بصدد بحثه  وعقدنا اجتماعنا من أجله، ويجسد موقفًا إسلاميًا موحدًا وواجبًا علينا كدول وشعوب إسلامية أن نردع كل من ينتهك حرمة الأراضي المقدسة، حيث إننا أمام تطور خطير، وسابقة غير مقبولة من ميليشيات إجرامية لم تراع حرمة لأقدس مكان للمسلمين، ولم تقم وزنًا لمشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم، فلا يمكن أن نثق فيها أو نأمن مكرها ومكر من ورائها والذي يوفر لها المال والسلاح لإراقة دماء المسلمين ، فمن لم يراع حرمة مكة المكرمة، فإنه لن يراعي حرمة لأي دولة، وإن قيامها بهذا العمل الإرهابي الآثم بالصواريخ الباليستية هو دليل بارز على امعان هذه الميليشيات في تجاوزاتها ورفضها المستمر للانصياع لإرادة المجتمع الدولي وقراراته، وسعيها الدائم لإفشال المساعي الرامية للتوصل إلى حل سياسي للأزمة اليمنية. 

لقد فجعنا جميعا من هذا الاعتداء الإرهابي وهذا الاستهداف المشين لبيت الله الحرام الذي انتهك كل المبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية، إلا أن الله تعالى قد هيأ قوات الدفاع الجوي الملكي السعودي الباسلة فدمرته قبل أن يصيب هدفه ويحقق أغراضه الخبيثة.

إن كل مسلم يشعر بعظيم الفخر والاعتزاز بما تقوم به المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ال سعود حفظه الله  من دور عظيم في حماية الاراضي المقدسة بجنود أشداء في خدمة الدين والوطن، وما تقوم به من عمل جليل في خدمة الأعداد الكبيرة من ضيوف الرحمن، الحجاج والمعتمرين والزوار، وتوفير الأمن والرعاية والسكينة والطمأنينة، وهي الجهود التي لا يمكن لأحد إنكارها أو الإساءة إليها أو التشكيك فيها.

وإنني هنا أجدد تضامن مملكة البحرين ووقوفها صفاً واحداً إلى جانب المملكة العربية السعودية في مواجهة جميع اشكال الإرهاب وضد كل من يحاول أن يمس أمنها أو يستهدف المقدسات الدينية فيها، وتأييدنا لها في كل الخطوات والإجراءات التي تتخذها للحفاظ على أمنها واستقرارها، مؤكدًا أن المساس بأمن المملكة العربية السعودية هو مساس بأمن العالم الإسلامي أجمع.

لقد بات واضحًا للجميع ، أن الميلشيات الانقلابية في اليمن أضحت أداة معادية للعرب والمسلمين ومهددة لأمنهم واستقرارهم ووسيلة لزرع الفتنة الطائفية ونشر الإرهاب، ومن هنا فإن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن سيواصل دوره  وبكل قوة، لتمكين الحكومة اليمنية الشرعية بقيادة فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي من القيام بكافة مهامها لبسط الأمن وإعادة السلم للجمهورية اليمنية، وللتوصل إلى حل سلمي يرتكز إلى المرجعيات المتفق عليها والمتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، مؤكدين في الوقت ذاته بأننا لسنا ضد أي طرف يمني يعمل من أجل وطنه، وسنظل نقف وبكل قوة مع الشعب اليمني الشقيق بجميع مكوناته الوطنية لصد كل من يريد الإضرار به أو يسعى إلى إطالة امد معاناة أبنائه.

وإننا نتطلع إلى أن يخرج هذا الاجتماع بقرارات حاسمة  ورادعة لكل من تسول له نفسه المس بالمقدسات الدينية  أو القيام باعمال ارهابية أو التحريض عليها ودعمها . 

إن مملكة البحرين تؤيد وتدعم ترشيح المملكة العربية السعودية الشقيقة للدكتور يوسف بن أحمد العثيمين ، لمنصب الأمين العام الجديد لمنظمة التعاون الإسلامي نظرًا لما يتمتع من خبرة طويلة ودراية في القضايا الدولية ، متمنيا له النجاح والتوفيق ، كما نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لمعالي السيد اياد مدني الأمين العام السابق للمنظمة على جهوده الطيبة في دعم المنظمة وإبراز أنشطتها في كافة المجالات . 

وفي الختام، أسال الله تعالى أن يوفقنا جميعا ويسدد خطانا بالخروج بكل ما يحفظ مقدساتنا ويدعم أمن أمتنا ويعزز مصالحنا ويسهم في تنمية ورفاهية شعوبنا.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1181211.html