صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5202 | السبت 03 ديسمبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

بمشاركة 34 مزارعاً و3 شركات وفعاليات نوعية مصاحبة

بالفيديو:انطلاق «سوق المزارعين» بنسخته الخامسة... وأيَّام تفصل الجرافات عن ضرب مزارع بالكامل

أطلقت وكالة الزراعة والثروة البحرية بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني أمس السبت (3 ديسمبر/ كانون الأول 2016)، سوق المزراعيين البحرينيين في نسخته الخامسة على التوالي بحديقة البديع الزراعية.

وتقرر استمرار تنظيم السوق لمدة 22 أسبوعاً برعاية «جيبك»، أي حتى (29 إبريل/ نيسان 2017)، بمشاركة 34 مزارعاً بحرينيّاً، و3 شركات زراعية (مزارع الجزيرة، مزارع تسنيم، الحدائق المعلقة).

وفي المقابل، لم تغب خيبة الأمل والإحباط من عيون وكلمات المزارعين المشاركين في السوق، ففي الوقت الذي أبدوا لـ «الوسط» دعمهم لمثل هذه الأفكار كمبادرات لدعم المزارعين وتشجيعهم، فإنهم أسهبوا في الحديث عما يواجهونه من أعباء «مصيرية» كما وصفوها، منها أن عدداً كبيراً من المزارع تم جرفها بالكامل نهائيّاً خلال العامين 2015 و2016 وتحديداً بمناطق مختلفة من البحرين، وأخرى بمساحات شاسعة تنتظر الجرافات موعداً لضربها بالكامل خلال أيام أو أسابيع على الأكثر، رغم أنها خضراء معمورة.

وعلى سبيل المثال، قال المزراع حسين جعفر لـ «الوسط»: «جميل جدّاً أن نعيش فرحة أنفسنا وكذلك الجمهور في شراء ما يرغبون من محصول محلي، وبجودة عالية في سوق المزارعين، وبأصناف مختلفة قد لا تتوافر حتى في الأسواق التجارية الكبرى، لكن ما الفائدة ونحن كمزارعين مهددون من كل حدب وصوب، فأنا مزارع أعمل في الزراعة أباً عن جد، والأرض التي أشتغل فيها بالإيجار ستضرب بالجرافات بالكامل في شهر (فبراير/ شباط 2017)، فالمالك قرر أن يستثمر الأرض كقسائم سكنية أو استثمارية وغيرها ولا حكم لنا عليه، وأنا شخصياً لا أملك البديل حاليّاً وسأتوقف عن الزراعة نهائيّاً».

وبيَّن جعفر: «الأرض هي أهم مقوم لاستمرار الزراعة، وعنصر الأمان هو الأول، ومع غياب هذا العنصر أو عدم إحساس المزراع بالاطمئنان بشأنه لن تكون لديه روح المبادرة والاستمرار بعدها، وهذا هو الحال بالنسبة إلى عدد كبير من المزارعين المشاركين في السوق أيضاً»، مشيراً إلى أنّ «مرزعتي بمساحة تزيد على 200 في 300 متر مربع، وكذلك الحال بالنسبة إلى مزرعة أخرى مجاورة من المقرر أن تدخلها الجرافات بعد نحو أسبوع، وسبق أن جرفت أرض بالكامل مطلع العام في الناحية المقابلة لنا والجميع يتفرج أو يتأسف فقط».

وتحدث مزارعون آخرون عن توقف الدعم الذي يقدمه صندوق العمل (تمكين) منذ فترة طويلة، ما أثر سلباً على الكثير من المزارعين وحدَّ من نشاطهم، بالإضافة إلى تكرار انقطاعات المياه ومحدودية الدعم المقدم من شئون الزراعة، ثم المشكلة الرئيسية وهي تغيير تصنيفات الأراضي الزراعية وسحب أخرى معمرة لأغراض التوسع العمراني والاستثماري.

وأشار المزارعون إلى أن «الجوائز والمبادرات التي تعنى بالقطاع الزراعي لن يكون منها نفع أبداً طالما لم تعد هناك أراض زراعية أصلاً، تُحمى بتشريع وقانون أو على الأقل قرار حكومي، والجميع اليوم بات يعيش الإحباط بمن فيهم المسئولون في شئون الزراعة والمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي؛ لأن الحلول للإبقاء على الأراضي الزراعية شبه معدومة، بلا تشريع ولا قرار يحول دون ذلك».

هذا، وقد صاحب السوق الذي ينظم سنويّاً ضمن مبادرة لدعم وتنمية القطاع الزراعي في البحرين في ظل ما يواجهه من تحديات تتعلق بشح الأراضي ومحدودية الدعم والتغير المناخي، عدد من الفعاليات، مثل المطاعم التي تقدم وجبات الإفطار الخفيفة، وأركان للحيوانات الأليفة والحرف التقليدية والرسامين والخطاطين.

وشهدت السوق في يومها الأول أمس، حضوراً لافتاً من قبل المواطنين والمقيمين، فيما وفر المزارعون المشاركون أنواعاً وأصنافاً مختلفة من الخضراوات المنتجة محليّاً فقط، وشملت الورقيات، والقرنابيط، والخيار، والملفوف، والخس، والطماطم، والبصل، والفلفل، وغيرها، فضلاً عن أصناف من الخضراوات استأنف مزارعون زراعتها محليّاً في وقت لم تكن رائجة فيه في السنوات الماضية.

وتعول وكالة الزراعة والثروة البحرية على أن يكون هذا السوق كقاعدة أو أساس لتسويق المنتوجات المحلية فقط، وهو يأتي ضمن استراتيجية الوزارة لدعم القطاع الزراعي والمزارع، والهدف من السوق تقديم عرض ودعم للمزارع البحريني من أجل تسويق منتجه بمقابل نظيره المستورد من دول خليجية وأخرى عربية، فالوزارة لا تستفيد من أي إيرادات أو رسوم لقاء تنظيم السوق.

ورأت وكالة الزراعة والثروة البحرية أن الدافع والهدف من تنظيم هذا السوق يأتي لخفض حجم الاستيراد والتعويل على المنتوجات الخارجية ولاسيما بالنسبة إلى الخضراوات، فالمزارع البحريني تنقصه السوق المخصصة له، بعيداً عن المنتج المستورد، وكذلك التسويق المناسب لأن يوصل محصوله إلى من يرغب في شرائه، ولذلك جاءت فكرة سوق المزارعين البحرينيين في حديقة البديع، وقد حققت نجاحاً على مستويين رئيسيين، الأول رغبة عدد كبير من المزارعين وإصرارهم على المشاركة، والثاني الإقبال الجماهيري الكبير من مواطنين ومقيمين على السوق.

وشارك في السوق نادي روتاري السلمانية، وقالت رئيسته أميرة إسماعيل: إن «مشاركتنا في السوق تأتي ضمن الفعاليات والبرامج التي نقوم بها في سبيل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة وإدماجهم في المجتمع، وفيما يتعلق بالمشاركة في سوق المزارعين البحرينيين قمنا بالتعاون مع جمعية المتلازمة داون، وجمعية الصداقة للمكفوفين، ومركز الرحمة، في تمكين ذوي الاحتياجات الخاصة من الزراعة بأنفسهم قبل أشهر من انعقاد السوق، ومع ظهور المحصول وجني ثماره قمنا بقطفه وتوفيره في السوق لبيعه، على أن يكون ريع هذا المشروع لصالح ذوي الاحتياجات الخاصة أيضاً أو جمعياتهم».

وبينت إسماعيل: «نحن ندعم مركز عالية للتدخل المبكر من خلال شراء بعض المعدات والحاجيات لتطوير البيوت المحمية هناك، والرابط بين الزراعة وذوي الاحتياجات الخاصة هو ثبات أن الزراعة من ضمن الأساليب التي تدمج هؤلاء في المجتمع وتبعث فيهم الأمل دائماً وتعطيهم نسبة عالية من القدرة»، مبينة «نحن نقوم أيضاً بدعم الأيتام بالشنط المدرسية بكامل مستلزماتها، ولدينا مشروع بالتنسيق مع أحد المحلات التجارية لتوفير الاحتياجات الرئيسية من ملابس وأحذية وغيرها للأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة».

وأوضحت رئيسة النادي: «لا نركز على الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة فقط، وسننظم يوماً توعويّاً للمشي والفحص قريباً في منتزه خليفة بالحد بالتعاون مع مركز الخليج للسكري، وهذه الفعالية تُعنى بتغطية 1000 شخص لقياس قراءة نسبة السكر في الجسم لديهم، وتوعيتهم بأهمية هذا النوع من القراءة للوقاية والعلاج».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1186836.html