صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5205 | الثلثاء 06 ديسمبر 2016م الموافق 19 رمضان 1445هـ

مرحباً بملوك الخليج وشيوخها

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

انعقدت القمّة الخليجية السابعة والثلاثون على أرض مملكة البحرين، وضيفة الشرف كانت تيريزا ماي رئيسة وزراء بريطانيا. وقد بحث جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة معها شئون التعاون المستمر بين البحرين وبريطانيا، وخاصة من الناحية التجارية والاقتصادية والأمنية.

ليس بغريب التعاون بيننا وبين بريطانيا، وأيضا ليس بغريب حضور الاخوة من دول الخليج العربي لهذه القمّة، ولكن ماذا نحن -كشعوب للمنطقة- نطمح من هذه القمّة؟ هل نطمح الى الاتّحاد الخليجي أم ماذا؟

ممّا لا شكّ فيه بأنّ الاتّحاد الخليجي سيكون له ثقله إقليميا إن لم يكن عالميا، ونحن لسنا بمستشارين اقتصاديين ولا سياسيين، ولكننا نعلم بأنّ هناك من لا يرغب بالاتحاد ولا يريده، ويسعى الى عرقلته حتّى لا يتحقّق، نتمنّى أن يكون موضوع الاتّحاد على رأس أعمال القمّة.

أيضا ما تريده شعوب المنطقة ببساطة هو الاستقرار والأمن، والاستقرار هنا هو الاستقرار السياسي والاقتصادي، فمن لا يريد الاستقرار من أجل التنمية والتقدّم، ومن لا يريد الاستقرار من أجل التطوير؟ الجميع يتفق على موضوع الاستقرار.

ما تريده شعوب الخليج العربي حقيقة هو تحسين المعيشة والاهتمام بالتعليم والبعثات، فتحسين المعيشة ما هو إلاّ زيادة خير للوطن قبل المواطن، فمن هو مرتاح يعطي أكثر ممّن قلبه مشحون وحزين، نظرية بسيطة يعرفها الجميع، والمرتاح يؤدّي عمله من دون عقبات، أما الغاضب والحزين يؤدّي عمله بثقل وهم، أليس كذلك؟ أمّا الاهتمام بالتعليم والبعثات والمعلّم بالدرجة الأولى فهو قضيّة حضارة، ويكفينا ما صنعته سنغافورة من اهتمام بالمعلّم قبل الطالب من أجل العلم والتعليم، وما تصنعه اليابان في تحسين وضع المعلّمين، وكذلك سويسرا وفنلندا، فإذا أردنا لدول مجلس التعاون أن تتقدّم لابد من آلية توحّد تحسين وضع المعلّم، وآلية تعمل على تحسين وضع التعليم، والبحرين لها تجربة بأن تكون الأولى في مادة الرياضيات، ونستطيع نقل التجربة الى دول الخليج، وأمّا قطر فتجربتها في راتب المعلّمين، ونستطيع الاستفادة من دور الرواتب عندها حتى نعدّل وضع المعلّمين في الخليج العربي كافّة.

شئون النفط هي أولوية في القمّة الخليجية، وننتظر أن تقوم دول الخليج ما دامت مجتمعة، بدراسة الوضع الحالي وكيفية رفع سعر النفط أكثر. نعم، هي رفعته قليلا من خلال خفض الإنتاج، ولكنّها تحتاج الى آلية أخرى سريعة من أجل رفع سعر برميل النفط مرّة أخرى.

أيضا لا ننسى أن نطلب من قادة مجلس التعاون التحدّث بإسهاب عن المستقبل، وعن بدائل النفط في التنمية الاقتصادية، فنحن بحاجة الى بدائل كما صنع الشيخ محمّد بن راشد آل مكتوم، حتّى لا يعتمد على النفط فقط كمصدر دخل، فنحن نستطيع السير على نهج السياحة، وخاصة أن لدينا الظروف الملائمة والمناخ المناسب لذلك، فيا ليتنا نعجّل من القطار الذي سيصل الخليج بعضه بعضا، ويا ليتنا نفكّر في السياحة المائية قليلا، وأيضا هناك الكثير من الخيرات ومنها المعادن التي نستطيع الاستفادة منها من أجل تنويع الدخل، فهل هناك من يستجيب؟

ان شاء الله ستكون هذه القمّة مختلفة عن سابقاتها، وأن تنتهي بتوصيات وأعمال تفيد شعوب الخليج والخليج بأكمله، وما نقول إلاّ مرحبا بملوك دول الخليج وشيوخها في أرضهم البحرين، حللتم أهلا ونزلتم سهلا.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1187983.html