صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5227 | الأربعاء 28 ديسمبر 2016م الموافق 18 رمضان 1445هـ

الرنة رمز الميلاد النذير

يطرب الغربيون لرؤيته لارتباطه في أذهانهم بأعياد الميلاد، لأن «رودولف» - حيوان الرنة الخيالي الذي تُصوّره القصص بأنف أحمر متوهج - يقود زلاجة بابا نويل خلال رحلاته المفترضة في أعياد الميلاد مُحملةً بالبطاقات والهدايا، ومحفوفة بالتراتيل والأناشيد. وترمز حيوانات الرنة للشطر الشمالي من العالم، وقدرتها على التكيف الكامل مع حياة ذات ظروف شديدة القسوة والتطرف.

رمز الميلاد والفرح والسعادة اتخذ منه باحثون نذيراً لخطر يتهدد كوكبنا، فرأوا أن الاحتباس الحراري أثر على الحياة البرية في القطب الشمالي الذي ترتفع فيه الحرارة بشكل أسرع من بقية المناطق في العالم.

هزال وتقزم

وقال باحثون من بريطانيا والنرويج أن أعداد حيوان الرنة بدأت في الانقراض جراء الآثار الجانبية لتغير المناخ، الذي يؤدي إلى قلة الغذاء في فصل الشتاء للحيوانات. وانخفض متوسط وزن الرنة البالغة في أرخبيل سفالبارد، وهو سلسلة من الجزر شمال النرويج، إلى 48 كغم (106 رطل) من 55 كلغ (121 رطلًا) في 1990 كجزء من التغييرات الجذرية في الحياة على القطب الشمالي، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة.

وساهم تغير درجات الحرارة في جعل الثلج قاسياً لأنه يتساقط على شكل أمطار تؤدي إلى تجمد أوراق النباتات، مما يجعل من الصعب على الحيوانات العاشبة الوصول إلى المواد الغذائية النباتية. ولا يستطيع حيوان الرنة نبش واستخراج طعامه، بعد أن كان أشبه بالسكر الناعم الذي يستخلص منه الرنة طعامه في الشتاء القارس والطويل، بحسب ما أوضح البروفيسور ستيف البون، الذي قاد الدراسة.

التغيرات التي عصفت بالحياة البرية في القطب الشمالي امتدت قسوتها لبقية الفصول فأصبحت إناث الرنة القادرة على الإنجاب تنجب صغاراً تعاني من التقزم.

وكان القطيع البري الذي قام البحث بدراسته تمدد إلى حوالي 1400 حيوان من 800 منذ 1990.

وأضاف أستاذ البون، قائلًا «وحتى الآن لدينا عدد كبير من الحيوانات ولكن أصغر حجمًا، حيث تبعد حيوانات الرنة في سفالبارد، نحو 800 ميل من القطب الشمالي. ويعني تزايد أعدادها إلى مزيد من التنافس على الغذاء النادر في فصل الشتاء. وحيث ترتفع درجات الحرارة في القطب الشمالي بمعدل أسرع من المعدل العالمي، وسط تراكم الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي.

ويؤكد العلماء والباحثون ومنهم نيكولاس تَيلر، الباحث بمركز دراسات «اللغة السامية»، بجامعة ترومسو النرويجية على أن غزلان الرنة تحظى بآليات تساعدها على التكيف بشكل فريد للغاية مع الظروف التي تسود فصل الشتاء المظلم قارس البرودة في القطب الشمالي، بقدر يجعل من المرجح أن ترتفع درجة حرارة أجسادها كثيرا فلا تتجمد.

ومن اللافت أن معظم الدراسات التي أجريت في سفالبارد ركزت على الدببة القطبية التي بدأت في الانقراض نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري.

الدببة تتناقص

ناقوس الخطر الذي دقه الباحثون الأوروبيون، تجاوب معه باحثون جامعيون وحكوميون في إطار أعمال لجنة نقاش بشأن التأثيرات المناخية على الحياة البرية أثناء اجتماع للاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي في سان فرانسيسكو.

وقال اندري بيتروف رئيس مركز القطب الشمالي في جامعة نورثرن أيوا خلال الندوة إنه يعتقد أن ارتفاع درجات الحرارة هو السبب الرئيسي في الانخفاض السريع في أعداد حيوانات الرنة وأقاربها من الوعول البرية.

وأظهرت الدراسة التي أجراها بيتروف على حيوانات الرنة في تايمير في شمال روسيا أن تعداد القطيع انخفض إلى نحو 600 ألف من مليون في عام 2000.

وقال علماء إن ارتفاع درجات الحرارة الذي أدى لذوبان الثلوج في القطب الشمالي سيخفض على الأرجح أعداد الدببة القطبية بمقدار الثلث خلال العقود القليلة المقبلة كما توقعوا أن يؤدي إلى مزيد من التراجع في أعداد حيوانات الرنة.

والبحث الخاص بالدببة القطبية يستند إلى بيانات جديدة تم جمعها عن طريق الأقمار الصناعية توثق ذوبان ثلوج القطب الشمالي وهو الموطن الرئيسي لهذه الحيوانات خلال الفترة ما بين 1979 و2015. كما تشكل هذه البيانات أساس التوقعات بمزيد من الانخفاض في كميات الثلوج وأعداد الدببة خلال العقدين المقبلين.

ويبلغ عدد الدببة القطبية حاليا نحو 26 ألفا لكن العلماء قالوا إن العدد سينخفض بنحو 8600 خلال 35 إلى 40 عاما المقبلة.

وعندما أعلنت الدببة القطبية سلالة مهددة في عام 2008 توقعت دراسة أنها قد تختفي من ثلثي بيئتها الطبيعية بحلول منتصف القرن.

وقالت كريستين لايدر عالمة الثدييات البحرية في مركز العلوم القطبية بجامعة واشنطن «هناك احتمال بانخفاض كبير في عدد الدببة القطبية في العالم خلال الأجيال الثلاثة المقبلة إذا استمر ذوبان ثلوج البحار بالمعدل الذي نراه.»

والدببة القطبية التي يصل طولها إلى 3.35 متر ووزنها إلى 635 كيلوجراما تستخدم ثلوج البحار كمكان لكل شيء من التزاوج إلى تدريب صغارها على صيد فرائسها المفضلة من حيوانات الفقمة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1195383.html