صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5233 | الثلثاء 03 يناير 2017م الموافق 18 رمضان 1445هـ

روبوك لـ "الوسط": علاقات أميركا بالبحرين استراتيجية وتلتزم بالمصالح والقيم

أكد السفيرالأميركي في المنامة ويليام روبوك عمق العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة الأميركية ومملكة البحرين، وقال: «إن التغيير في الإدارات لن يؤثر على أساس العلاقات الوثيقة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة».

كما تحدث روبوك في لقاء مع «الوسط» عن عدد من القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان والديمقراطية وقانون «جاستا» والموقف تجاه القضايا الإقليمية الساخنة.

يأتي هذا اللقاء بعد ان استفاق العالم في نهاية الانتخابات الرئاسية الأميركية التي جرت في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 2016 بفوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بعد حملة انتخابية قاسية شهدت تصريحات تسقيطية متبادلة.

منطقة الشرق الأوسط الغارقة في حروب وصراعات وأزمات عليها الآن أن تتعامل مع واقع جديد ومثير للقلق. فالرئيس المنتخب تعهد بتغيير جذري في السياسة الأميركية في المنطقة، وأدلى بتصريحات مرعبة حول ما ينبغي أن تكون عليه سياسة أميركا في دول المنطقة. ولكن ترامب لم يكن جزءاً من الحكومة أو الكونغرس، وبالتالي فإنه يمثل لغزاً كبيراً، ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول اليه الأمور في عهده. فلقد اكتسح الانتخابات لوحده، ومن دون مساعدة وسائل الإعلام ولا حتى حزبه، ولجأ إلى وسائل التواصل الاجتماعي مستخدماً خطاباً يمينيّاً وصف بالشعبوية، وأحدث زلزالاً سياسيّاً، وفزعاً لدى من كان يترقب استمرار النهج المتعارف عليه في السياسة الأميركية.

وجهت «الوسط» أسئلتها إلى السفير الأميركي في المنامة ويليام روبوك، وسعت من خلال ذلك إلى تسليط الضوء على الخيارات المحتملة لإدارة ترامب المرتقبة بعد تسلمه البيت الأبيض في 20 يناير/ كانون الثاني 2017، وكان هذا نص الحوار:

في ضوء فوز دونالد ترامب في الانتخابات الأميركية، هناك الكثير من التكهنات بشأن تغير محتمل في السياسة الأميركية في الشرق الأوسط... ما هي خصائص سياسته الجديدة؟

- أنا لا أملك كرة بلورية في مكتبي، لذلك لا أستطيع أن أصف لك سياسة الإدارة القادمة. وحتى لو كانت هذه التكهنات ممكنة، فإنه سيكون من غير المناسب بالنسبة لي الخروج والتحدث عنها قبل الرئيس المنتخب وهو رئيسي المستقبلي.

ما أستطيع أن أقوله هو انه تقليديا هناك الكثير من الاستمرارية في مجال السياسة الخارجية من ادارة الى ادارة أخرى قادمة. بينما يقود الرئيس السلطة التنفيذية في الحكومة، وهو القائد الأعلى للقوات المسلحة، فان العمل والتأثير الذي لدينا في السياسة الخارجية ليس ناتجاً عن عمل الرئيس فقط، وانما هو نتيجة لتفاعلات وترتيبات وعلاقات لا تحصى بين دبلوماسيينا ودبلوماسيين آخرين وممثلينا للتجارة وممثلين آخرين للتجارة وقواتنا العسكرية وقوات أخرى والعاملين في مجال التنمية مع المجتمع المحلي. كل إدارة تأتي لديها بعض السياسات ونقاط التركيز المختلفة ولكن بشكل عام فان أهداف سياستنا الخارجية مثلما هي مصالحنا وقيمنا تتميز بالاستمرارية من ادارة لأخرى.

هل يجب علينا القلق على المجتمع المسلم في الولايات المتحدة بعد تصريحات ترامب، الذي كان وقتها مرشحا، بشأن الحاجة الى تسجيل بياناتهم عند السلطات؟

- لقد كان الرئيس أوباما ووزيره كيري واضحين عندما تحدثا عن أن القانون ولوائح الهجرة في الولايات المتحدة لا تميز ضد مجموعات معينة. هناك تقليد منذ زمن طويل يحظى باحترام كبير في الولايات المتحدة لضمان ان هذه القوانين ليست تمييزية. وأنا واثق أن هذا التقليد سوف يستمر.

فيما يتعلق بأجزاء من خطاب الحملة الانتخابية التي أشارت الى المسلمين، أشار الوزير كيري قائلا: «عدم التمييز والمساواة في المعاملة هي ركيزة أساسية ليست فقط في قيمنا الأميركية و إنما أيضا في سياسات الهجرة و الدخول للبلاد. تستمر وزارة الخارجية بالتزامها تماما بالتعامل مع جميع الأديان باحترام ودون تمييز». هذه هي القيم الأساسية التي بُنيت عليها الولايات المتحدة، وأستطيع أن أؤكد لكم أن القيم الأساسية التي لدينا لن تتغير.

مواضيع حقوق الإنسان والديمقراطية

هل سيكون هناك تغير بالنسبة للاهتمام بمواضيع حقوق الإنسان والديمقراطية؟

- ان حقوق الإنسان والديمقراطية هما جوهر القيم الأميركية التي لن تتغير مع تغيير الإدارة. إذا رجعت الى ما قاله الرؤساء الأميركيون السابقون منذ وودرو ويلسون، في أوائل القرن العشرين، وحتى قبل ذلك، سوف ترى أن السياسة الخارجية الأميركية، بما في ذلك البيانات العامة، تشمل مفاهيم تقرير المصير وحقوق الإنسان وحرية التعبير عن الرأي والمسيرات وفوائد الحكم الديمقراطي. السياسة الخارجية للولايات المتحدة تعتمد على هذه القيم ومصالحنا الحيوية. إن السياسة الخارجية الجيدة تجسد تواضعاً معيناً، واعترافاً بأن جميع المجتمعات، بما فيها الولايات المتحدة، هي مجتمعات في تطور مستمر، حيث أن هذه العناصر الأساسية - القيم والمصالح - كانت دائما موجودة في صلب قراراتنا السياسية الخارجية.

ماذا عن برامج الحكومة الأميركية التي طُرحت في الإدارات السابقة مثل مبادرة منتدى المستقبل التي كانت قد طرحت منذ عهد الرئيس جورج دبليو بوش... فما هو مصير هذه البرامج؟

- سيقرر الرئيس المنتخب بعد توليه الرئاسة أي من البرامج سوف يستمر وأيها لن يستمر. في الماضي كانت هناك بعض البرامج التي لم يعد العمل بها، مثل «منتدى المستقبل»، الذي بدأه الرئيس جورج دبليو بوش في 2004. ولكن هناك برامج أخرى - على سبيل المثال، برنامج التبادل الأكاديمي فولبرايت – الذي يتواجد منذ عشرات السنين ويستمر في النمو. لقد دعم الكونغرس عدداً من هذه البرامج وهذا الدعم من الكونغرس يساعد أيضا في تحديد اي البرامج التي ستختارها الإدارة الجديدة للاستمرار.

الموقف تجاه سورية والعراق واليمن وليبيا

ما هو موقف الادارة القادمة تجاه الوضع في سورية، العراق، اليمن وليبيا؟

- كما أشرت سابقا، التكهن حول قرارات السياسة الخارجية للإدارة القادمة سيكون من غير المناسب. بالنظر للدرجة الكبيرة التي تميل فيها السياسة الخارجية للبقاء متسقة عبر الإدارات المتتالية، أتوقع أن تكون هناك استمرارية كبيرة في سياساتنا. اما بالنسبة للدول المحددة التي ذكرتها، أود أن أقدم تعليقا على كل واحدة منها. الوضع في سورية مأساوي، لقد شاهدنا التدمير الكامل للجزء الشرقي من حلب والقصف الوحشي بالاضافة الى قصف المرافق الطبية، والاعتداءات الوحشية على المدنيين الأبرياء واجلاء عشرات الآلاف من المدنيين من مساكنهم. ويبقى الوضع في كامل البلد شديد القلق. اذاً أنه من الضروري أن نجد حلاً سياسياً لهذه الحرب التي دامت ما يقارب الست سنوات. الولايات المتحدة الأميركية ستستمر مع حلفائها في العمل اتجاه وقف إطلاق النار، وتوصيل المساعدات الانسانية لكل من يحتاجها، وعملية سياسية تملكها وتقودها سورية والتي يمكن أن تسفر عن سورية أكثر سلاماً وتوحداً. في كل من العراق وسورية، نحن مستمرون في العمل مع قوات التحالف الدولي التي بنيناها، بما في ذلك البحرين، لمهاجمة «داعش» في جوهرها، وتفكيكها، والتمويل، وشبكات التجنيد، ووقف العمليات الخارجية، ومواجهة الجماعات التابعة لها. تتعرض «داعش» حاليا للهزيمة والطرد من منطقة الموصل. كما اننا ننتهج الآن استراتيجية مع شركائنا لطرد «داعش» من الرقة في سورية. و يجب علينا مضاعفة الجهود لتلبية الاحتياجات الإنسانية في مناطق الصراع هذه، خاصة وأن الأعمال العدائية تكثفت في الوقت الذي نسعى فيه لتحرير الموصل.

أما في اليمن، نحن نعمل بجد لرؤية وقف فعلي للأعمال العدائية واستمرارية في وقفها حتى نتمكن من الوصول إلى نتيجة سياسية وحتى يمكن وصول المساعدات الإنسانية. ان التوصل الى توقف مستدام للأعمال العدائية، هو أمر لا يزال وزير الخارجية (جون كيري) يعمل من أجله، سيخلق ظروفاً أفضل للتوصل إلى حل سياسي في اليمن.

وفي ليبيا، نعمل مع حكومة الوفاق الوطني (GNA) التي يقودها رئيس الوزراء السراج في الوقت الذي تواصل فيه الحكومة العمل الحيوي لمعالجة الوضع السياسي والأمني والاقتصادي والتحديات الإنسانية. ولتحقيق الاستقرار في البلاد وابعاد المتطرفين العنيفين على المدى الطويل، فإن ليبيا بحاجة إلى بناء قوة أمن وطنية شاملة تحت قيادة سلطة حكومة الوفاق الوطني.

بعد التصريحات اثناء الحملة الانتخابية تجاه العراق، كان هناك اتصال بين رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي والرئيس المنتخب، قالت التقارير انه تم خلالها تأكيد ترامب على دعمه للعراق ودعوة العبادي لزيارة واشنطن، فكيف نفهم هذا التناقض؟

- تعتبر الولايات المتحدة العراق دولة مهمة في المنطقة ونقطة محورية لعدد من السياسات الإقليمية لدينا. وستبقى محاربة «داعش» في العراق، بمعية القوات العراقية وقوات التحالف، نقطة تركيز حاسمة بالنسبة لنا.

الملف النووي الإيراني

هل سيوثر تغيير الإدارة على موضوع اتفاق الملف النووي مع إيران؟

- في الوقت الحاضر، فإن التركيز الرئيسي هو الاستمرار في التركيز على تنفيذ الخطة الشاملة للعمل المشترك (JCPOA). أيضا، لن أتكهن بشأن ما قد تفعله الإدارة الجديدة. ومع ذلك، يمكنني أن أقتبس مما قاله الرئيس أوباما: «ان التقليد المتبع مع هذه الاتفاقيات الدولية هو انك تأخذها معك عبر الإدارات المتغيرة، لاسيما انه بمجرد تجربتها في الواقع، يتبين لنا أنها مفيدة وملزمة للدول الأخرى لأنها تجعلهم يتبعون سلوكاً يساعدنا». وكما قال الوزير كيري، ان وجود إيران من دون قدرات تسلح نووي يساعد في الحد من المشاكل الأخرى المتعلقة بإيران التي يتعين علينا التعامل معها في المنطقة. و هي مشاكل لم تنتهِ». و كما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا «ان نشاط ايران المسبب لزعزعة الاستقرار لا يزال مصدر قلق كبير بالنسبة لنا».

العلاقات الأميركية مع دول الخليج العربي

هل ستنتهج الإدارة الجديدة طرحاً معيناً اتجاه دول الخليج العربي؟

- كما أشار الرئيس أوباما بأنه في محادثته مع الرئيس المنتخب ترامب، أبدى الرئيس المنتخب اهتماماً كبيراً بالحفاظ على العلاقات الاستراتيجية الأساسية الخاصة بنا. لقد ظلت سياسات الولايات المتحدة في منطقة الخليج ثابتة نسبياً على الرغم من التغيرات السابقة في الإدارات، و من غير المرجح أن تتغير السياسة الخارجية الأميركية بشكل كبير مع هذه الانتخابات.

تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بأمن واستقرار منطقة الخليج. وقد أكد الرئيس أوباما هذه الرسالة في القمة بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي في شهر أبريل/ نيسان 2016، وخلال القمة السابقة في كامب ديفيد في العام 2015. وعلى مدى عقود، أثبتنا هذا الالتزام من خلال الجهود المستمرة لتعزيز علاقاتنا الدبلوماسية وبناء القدرات الدفاعية في المنطقة. وأعتقد أن رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أصابت كبد الحقيقة عندما قالت أثناء زيارتها للبحرين:«ان أمن الخليج هو أمننا».

ماذا يمكنك أن تقول لي عن التأثير الذي سيتركه تطبيق قانون «جاستا» على السياسة الخارجية الأميركية؟

- أنا مُدرك أن هناك الكثير من القلق في منطقة الخليج حول هذا القانون، والتأثير السلبي المحتمل على مفهوم الحصانة السيادية. وأنا أعلم أن كبار المسئولين الأميركيين قد بدأوا في التفكير في طرق لإعادة النظر في هذا القانون، وربما إجراء بعض التعديلات المحدودة عليه بطريقة تحترم وتكرم احتياجات وحقوق ضحايا 11 سبتمبر، ولكن في نفس الوقت لا تعرض القوات الأميركية والشركاء الأميركيين والأفراد الأميركيين الذين قد تكون لهم علاقة في بلد آخر من المحتمل ان يواجه دعوى قضائية متعلقة بتلك الأنشطة. الحصانة السيادية هي معيار ثابت منذ فترة طويلة في القانون، وأنا أعلم أن الوزير كيري وآخرون أعربوا عن قلقهم إزاء تأثير JASTA على احترام الحصانة السيادية.

عرف عن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب انتقاداته اللاذعة لعدد من دول المنطقة، فهل سينفذ فعلاً ما توعد به خلال حملته الانتخابية؟

- الخطاب السياسي أمر طبيعي أثناء الحملة الانتخابية. من خلال وسائل إعلام حرة ومجتمع مدني قوي، ناقش الأميركيون القضايا التي شعروا انها كانت الأكثر أهمية في مجتمعنا اليوم. ان قضايا الهجرة وحقوق المرأة، والعلاقات العرقية كانت تاريخيا ولا تزال في مقدمة العديد من الانتخابات الأميركية. وكما هو في الماضي، فإن الأميركيين يستغلون الانتخابات للاعتراف بوجود قضايا عميقة وأحيانا حتى تقسيمية في المجتمع الأميركي، وكثيراً ما جاءت الحملات الانتخابية بوجهات نظر مختلفة تماماً.

العلاقات الأميركية مع البحرين

وكيف سينعكس أسلوب الإدارة الجديدة على العلاقات الاستراتيجية التي تربط البحرين والولايات المتحدة؟

- إن التغيير في الإدارات لن تؤثر على أساس العلاقات الوثيقة بين مملكة البحرين والولايات المتحدة. يبقى أمن واستقرار البحرين إحدى المصالح الرئيسية في السياسة الخارجية للولايات المتحدة. ان الشراكة الاستراتيجية بين مملكة البحرين والولايات المتحدة - والتي تشمل أيضا جوانب متعددة مثل التعاون الوثيق لضمان أمن الخليج العربي ومكافحة «داعش» واتفاقية التجارة الحرة التي ضاعفت التجارة بين البحرين والولايات المتحدة في السنوات العشر الأخيرة، وأكثر من 100 عام من التعاون والصداقة، مستمرة في النمو أقوى مع مرور كل عام. ومن الجدير بالذكر أن مستشفى الإرسالية الأمريكية، الذي تأسس قبل 120 عاما، ساعد على إطلاق هذا التعاون منذ فترة طويلة. أنا على ثقة بأن هذا التعاون الدائم والمثمر للغاية سيستمر في النمو مع الإدارة المقبلة.

ونحن نفهم التهديدات الحقيقية التي تواجه البحرين. ولهذا السبب لدينا تعاون أمني ثنائي وطيد وقائم منذ زمن طويل جداً. ان الحرص على شريك وحليف وثيق هو السبب لوجود اي نقد بناء قد نقدمه. كوننا شركاء وثيقين منذ زمن طويل يسمح لنا بإجراء محادثات صريحة حتى في الحالات التي نختلف فيها.

ندرك أنه على مدى أكثر من عقد ونصف، الذي يعود تاريخه الى الوقت الذي دعم فيه جلالة الملك ميثاق العمل الوطني في العام 2001، حققت البحرين تقدماً كبيراً في دعم الإصلاحات المهمة والحماية، بما في ذلك السماح بتكوين الأحزاب السياسية التي تعمل عمل المعارضة والسماح بالتغطية الصحافية والتعليقات الناقدة في الصحف المحلية، بما في ذلك في صحيفتكم. هذه الإصلاحات التي بدأها ودعمها جلالة الملك شجعت التسامح والحوار وتعزيز دور المرأة، والإصلاحات الاقتصادية الرئيسية، والتي وضعت البحرين في الطليعة في منطقة الخليج. لقد تم إنجاز الكثير، ويجب الاعتراف بذلك.

لنأخذ مثالا آخر وهو إنشاء الأمانة العامة للتظلمات ووحدة التحقيق الخاصة، فضلا عن المؤسسة الوطنية لحقوق الإنسان، هذه المؤسسات تلعب دوراً هاماً في تشجيع احترام حقوق الإنسان وزيادة مساءلة الحكومة والشفافية والتجاوب مع اهتمامات المواطنين. إلا أنها تظل منظمات جديدة نسبياً وتحتاج إلى مزيد من الدعم والمرونة حتى تنجز أهدافها بالكامل.

وعلى الرغم من هذا التقدم الذي تحدثت عنه، لا يزال هناك عمل كبير يتعين القيام به، وأن قوة دعم جميع هذه الإصلاحات - بما في ذلك الجهود السابقة لتعزيز حماية حقوق الإنسان - تحتاج الى دفعة اخرى في هذه المرحلة. إن اعتقاد الولايات المتحدة في حماية حقوق الإنسان وتعزيز الأمن يسيران جنباً إلى جنب. فهما يعززان بعضهما بعضا وعند السعي لتحقيقهما معا، فإن ذلك يؤدي الى إضعاف النزعات الراديكالية في المجتمع والتي يمكن أن تؤثر سلباً على الأمن. لهذا السبب تعتقد الولايات المتحدة أن جهود الاصلاح والحوار والمشاركة في الانتخابات ينبغي أن تكون العنصر الأساسي لاستراتيجية البحرين الأمنية.

هل يمكنك أن تحدثنا قليلاً عن خططكم القادمة في البحرين؟

- من الصعب تصديق أنني قد أتممت بالفعل سنتين تقريبا في البحرين. لقد كانت سنتين رائعتين، وأنا أتطلع لمعرفة المزيد عن المجتمع البحريني خلال العام المقبل. في موقعي كسفير سوف تكون مسئوليتي الأولى دائماً أن أمثل حكومة بلدي لزملائي في حكومة البحرين، والحقيقة ان المسئولين في حكومة البحرين خير زملاء لي على مدى العامين الماضيين. لقد استمتعت أيضا بالتعرف على أعضاء مجلس النواب ومجلس الشورى، وقيادتهما، وتعلمت المزيد عن العمل التشريعي والرقابي المهم الذي يقومون به.

وبما اننا نحتاج لانتخابات حرة، نقر بأهمية هذه المؤسسات والدور الذي تلعبه في المجتمع البحريني. لكنني أيضاً أتطلع إلى تمضية المزيد من الوقت في التفاعل مع البحرينيين خارج النطاق الرسمي في المجتمعات في جميع أنحاء البلاد، وتعزيز العلاقات العميقة التي تربط الشعبين في مملكة البحرين والولايات المتحدة. كما وأتطلع للبحث عن سبل تتمكن من خلالها سفارة الولايات المتحدة الأميركية من دعم جهود البحرينيين من أجل تحسين حياتهم وحياة أطفالهم ومجتمعهم. وفي جهودي لمعرفة المزيد عن البحرين والبحرينيين - وتعزيز مهاراتي في اللغة العربية - ليس هناك ما هو أفضل من قراءة الصحف المحلية العربية كل يوم بما فيها صحيفة «الوسط». ولكني أعتزم أيضا مواصلة جهودي للتفاعل مباشرة مع شعب البحرين الكريم المضياف والمذهل.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1197111.html