صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5249 | الخميس 19 يناير 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

أُستاذ...!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

ما أجمل هذه المرتبة من العلم، وما أحلى أن يتّصف بها المرء، كلمة راقية تخرج من النّاس تجاه من تزوّد بالعلم وارتقى، أستاذ...، هي دليل على منزلة وعلى احترام المحيطين بك.

هل كل من حصل على الأستاذية أصبح أستاذًا؟ هل نطلق هذا اللّقب على الجميع؟ أم نطلقه على من تحمّل المسئولية، وأخذ على عاتقه حب العلم وتعليمه؟ بالطّبع نحن نضع منزلة «الأستاذ» الذي تعلّم ويُعلّم بشكل مختلف عن الباقين، فهو إنسان غير عادي، ويتصرّف بشكل غير عادي، ولا يريد أن يكون عادياً أصلاً، بل يريد أن يضع تلك البصمة للآخرين حتّى لا ينسوا علمه الذي علّمهم في يوم من الأيام.

ما زال أهل البحرين على سبيل المثال يتذكّرون معلّمهم الأوّل «الأستاذ» يعقوب القوز، وأيضاً يتذكّرون الشاعر «الأستاذ» إبراهيم العريّض، ومازالوا يتذكّرون كذلك «الأستاذ» كتمتو رحمهم الله، وأيضاً عندما نتذكّر الوالد الفاضل محمّد العيد، فإنّنا لا يمكننا إلاّ أن نضع صفة «الأستاذ» بجانبه، لما لديه من العلم والخبرة في مجال التربية والتعليم، حفظه الله من كل شر.

«أستاذ»! تمعّنوها جيّداً واحفظوا أسرارها، فهي كلمة عميقة تُطلق على الأشخاص، فتُغيّر حياتهم من وإلى، وتجعلهم نجوماً في فضائنا، كما تحمّلهم المسئولية من أجل تعليم أبناء المستقبل.

تعليم أبناء المستقبل لا يأتي سهلاً مهلاً، بل هو ثمرة شقاء ومعاناة وعمل وجهد، فأنت عندما تريد تغيير الفكر هل تتوجّه إلى الطبيب أو المهندس أم تتوجّه الى المربّي (الأستاذ)؟ نعم نتوجّه إلى المربّي الأستاذ الذي يغرس فينا الفكر الإيجابي والثقافة الطيّبة والمسئولية وغيرها من الأمور.

أيضا «أستاذ» هي كلمة في غير محلّها عندما نلصقها بالإمّعة الذين ليس لهم أهداف في الدنيا، أو عندما نُضيفها إلى المربّي الذي لا يعطي العلم ولا يُثمر، فشتّان بين من يوصل المعلومة ويبدأها بنفسه حتّى يعلّم الآخرين، وبين من يعلّم الآخرين من أجل الأجر فقط، وهو لا يعي أهمّية كلمة «أستاذ» بجانب اسمه.

عندما تخرج حروف كلمة «أستاذ» من الوالدين قبل أي أحد إلى ابنهما، فإنّها وسام شرف لنا، وعندما تُضاف إلى أسمائنا فهي دليل احترام، وعندما نفقدها بالمعنى فهي لا تُسمن ولا تُغني من جوع، فلينتبه من عنده هذه الصفة من أن يكون عالما يُعلّم، لا خروفاً يمشي من دون علم ولا عمل! وجمعة مباركة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1202196.html