صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5263 | الخميس 02 فبراير 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

لعنة الاستقالات وصلت إلى «الغرفة»!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

قدّم عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين عثمان شريف استقالته من مجلس إدارة «الغرفة»، وحذّر من أن تصبح الغرفة أشبه بملكية خاصة يديرها عدد قليل من أعضاء المكتب التنفيذي، وفق بيان أصدره في تاريخ (1 فبراير/ شباط 2017م).

نعتقد أنّ لعنة الاستقالات وصلت إلى «الغرفة»، بعد موجة الاستقالات التي بدأت في وزارات الحكومة وغيرها، وإن كان هناك فرق بين سبب الاستقالات الجماعية التي حدثت في الوزارات، وبين سبب الاستقالات التي تحدث في غرفة تجارة وصناعة البحرين.

الأخ عثمان شريف صرّح بتصريح خطير جدّا، يعاني منه موظّفو الدولة! فلقد حذّر شريف من أن تصبح الغرفة أشبه بملكية خاصّة، وكثير من موظّفي الدولة يشتكون من شعورهم بعدم الرضا والأمان بسبب هذا الموضوع بالذّات!

إذا سألتمونا كيف تُصبح وزارة مَّا ذات ملكية خاصّة، سنجيب عليكم بأنّها تُصبح هكذا عندما لا تتم مراقبة من يُراقب ومن يُوظّف، وكذلك عدم مراقبة أكبر مسئول في الوزارة، فعلى سبيل المثال القضيّة التي أُثيرت في مجلس النوّاب في شهر (يوليو/ تموز 2016م)، وهي لم تكن قضيّة بل كانت فضيحة كبيرة لا تُنسى، عندما قام بعض النوّاب (ممثّلو الشعب) بانتداب زوجاتهم وأقاربهم في مكاتبهم النيابية، وأيضاً بعض الكيانات السياسية التي وظّفت من هو محسوب عليها، ولكأنّ مجلس النوّاب أصبح ملكاً خاصّاً وليس هو البيت الرئيسي لصوت المواطن! ماذا نقول عن التلاعب والمحسوبية اللذّين يجعلان المواطن يشعر بأنّه من الدرجة الثانية إذا لم تكن لديه (واسطة) أو أهل أو أقارب في وزارة أو مؤسّسة مَّا!

نعتقد أنّ «الملكية الخاصّة» في الوزارات هي سبب تخلّف العمل، فأنت كموظّف بسيط لا تستطيع أن تأمر أخ الوزير أو ابن عمّه وتحاسبه على التقصير؛ لأنّه سيقلّب عليك المواجع، وستكون أنت المُخطئ مهما حاولت تبرير أفعالك، فأنت إمّا حاقد عليه وعلى الوزير، أم أنت تتفلسف وتظن أنّ منصبك كبير/ أكبر من الوزير، ويا ويلك إذا فتحت فمك وأمرت أو عدّلت أو حاسبت!

للأسف هذا ما يُرجعنا الى النقطة الرئيسية التي نكتب عنها دوماً، نقطة «التدوير»، التدوير هو وسيلة ناجحة من أجل نجاح العمل، فلا أحد يبقى في مكانه خالدًا سرمديّاً، التدوير يجعل من في قلبه مرض، ومن يظن أنّ أجهزة الدولة مُلك له يتغيّر ويخاف، ويجعله يحاسب نفسه قبل وضع أي أحد في منصب لا يستحقّه، فالوزارات ليست مُلكاً للوزراء.

التدوير والتنوّع والتنافس على المناصب على أساس الكفاءة والخبرة، هي التي تُبعدنا عن لعنة الاستقالات، وتزيد من الشعور بالأمن والأمان، وتجعل الموظّف يستشعر العدالة الاجتماعية التي تجعل الموظّف يُعطي بضمير. وجمعة مُباركة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1206773.html