صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5286 | السبت 25 فبراير 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

قراءة في الخطاب السياسي العام

الكاتب: جميل المحاري - jameel.almahari@alwasatnews.com

الأسبوع الماضي أصدرت جمعيات التيار الوطني الديمقراطي بياناً بمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية الذي أقرّته الأمم المتحدة والمصادف للعشرين من فبراير/ شباط من كل عام.

البيان الذي لم تتحمل أي وسيلة إعلامية «بخلاف الوسط» نشره أو حتى الإشارة إليه، جاء في معظمه عاماً وشاملاً، أي أنه لم يركّز على قضية بعينها، كما أنه كان معتدلاً في طرحه للقضايا التي تمر بها البلاد في المرحلة الراهنة.

ويمكن الإشارة إلى أهم ما جاء في البيان، وإلى الفقرة التي تشدّد فيها الجمعيات الديمقراطية على أنها «ستستمر في النضال والمطالبة الدؤوبة نحو تحقيق مبادئ العدالة الاجتماعية، باعتبارها مطالب وطنية عادلة ومشروعة، لطالما ارتبطت بجملة من المطالب السياسية والاجتماعية والمعيشية التي ناضل ويناضل من أجلها شعبنا بكافة فئاته وشرائحة، خاصةً أن ظروف وتداعيات الأزمة السياسية الراهنة في البحرين تفرض على الدولة سرعة مباشرة مسئولياتها الدستورية لتحقيق العدالة ضمن مشروع وطني متكامل للإنصاف والمصالحة الوطنية، بعيداً عن عوامل الكراهية والأحقاد».

وفي السياق نفسه، وضمن مستوى الخطاب ذاته – وإن كانت بسقف أعلى قليلاً - جاءت خطبة الجمعة لرجل الدين السيد عبدالله الغريفي أمس الأول، داعيةً إلى ضرورة اعتماد خيارات الحوار السياسي بدلاً من الخيارات الأمنية القاسية وإنهاء كل المؤزّمات وإيقاف خطابات التأزيم الرسمية والشعبية.

ودعا في خطبته إلى عدم تغييب الرموز السياسية الراشدة والقوى السياسية الفاعلة... وترويج الخطب والكلمات والمعلومات التي تسهم في المحبة والتسامح والتقارب والتآلف، وإلى العدل والإنصاف والإصلاح والرفق والإعتدال.

ومن الواضح هنا أن الخطاب السياسي المحسوب على القوى المعارضة المعتدلة قد خفف كثيراً مقارنة بالسنوات الماضية، ولم يعد يشير إلى قضايا محددة بعينها أو تجاوزات يتحدّث عنها الشارع البحريني بشكل مباشر، وكل ذلك يمكن أن يكون مؤشراً على مستوى الشفافية والسقف المسموح به لطرح القضايا، ومرآةً للوضع السياسي والأمني الذي تمر به البلاد في المرحلة الراهنة.

في الجهة المعاكسة ومن المفترض أن ينحى الخطاب هو أيضاً منحى الاعتدال والتسامح، فقد وصل الأمر عند عددٍ من الكتّاب إلى حد التحريض على كبت أي صوت ينادي بالإصلاح والمصالحة مهما كان هذا الصوت معتدلاً وخافتاً.

هنالك من لا يريد أن يسمع الناس إلا صوته هو، وأن لا يترك في الوطن أي أثر أو همسة تصدر من أي إنسان مخالف لآرائه وأفكاره، ولذلك فهو يشنّ الآن حملة إعلامية مسعورة ضد القوى الوطنية الديمقراطية، رأينا مثلها في السابق ضد قوى وشخصيات وطنية كانت نتيجتها متوقعة مسبقاً... فهل نتوقع في قادم الأيام خطوات مشابهة...؟ الله يستر.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1214690.html