صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5297 | الأربعاء 08 مارس 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

عجبي على المرأة في يومها!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

لا نعجب ولا نتعجّب على المرأة الكادحة العاملة أو المربّية الأم التي تترك أثراً لدى أحد، ولكنّنا نعجب على المرأة التي تدس السم في العسل وتزيد الشر بين الّنّاس وتترك نشر الخير.. وما دمنا نحتفل بيوم المرأة العالمي، فيا عجبي على من لا تريد حقوقها ولا تطمح في مساواتها مع أقرانها!

أتكلم اليوم مع المرأة البحرينية بالذّات، تلك المرأة التي نستذكر ماضيها المُشرّف، ماضيها العظيم، فلقد كانت تحرص على أن تكون سبّاقةً في دخول التاريخ البحريني، فوجدنا المرأة المربّية والمرأة الطبيبة والمرأة المهندسة.

أمّا اليوم فللأسف الشديد نجد بعض النّساء لا يعرفن عن الحقوق شيئاً، ولا يهتممن بصناعة الخير والأمل لدى الجميع، بل نجد أنيابها تتطاول على الضعيف وتترك القوي، ولا ندري لماذا حقيقة، أهو خوف من القوي أم تقوٍّ على الفقيرة.

كلّ سنة نكتب فيها عن المرأة في يومها نكتب عن حقوقها، كحقّها في العمل وحقّها في الحياة وحقّها في التعبير، ولكن اخترنا أن نغيّر هذه السنة، فلقد وجدنا المرأة الخبيثة والمرأة العنيفة والمرأة الغاضبة والمرأة الملولة والمتطلّبة، وما أخطر المرأة الخبيثة بالذّات على المجتمع.

أتصدّقون بأنّ هناك امرأةً في المجتمع لا تريد التعايش ولا التوافق مع الآخرين؟ هل تصدّقون بأنّ هناك امرأةً ترفض الحوار مع الأطراف المتخاصمة؟ الله من فوق سابع سماء ينتظر منّا أبسط الأشياء الطيّبة حتى يسامحنا على خطأ كبير اقترفناه، أمّا هي فلا تريد أي حوار و لا تؤمن بأي توافق أو مصالحة بين أبناء الوطن. الحوار والتوافق والتعايش مدعاة إلى استقرار المجتمع في كل المجالات، وخاصة الاقتصادية وتحسين مستوى حياة الناس!

لا أدري من أي فكر تتخرّج المرأة التي لا تريد حقوقاً ولا تريد تعايشاً مع أبناء الوطن الآخرين؟ هل تخرج من فكر القبلية والتعصّب، أم من فكر التطرّف الإسلامي الراديكالي؟ سمّوه ما شئتم، القصد هو وعي المرأة بخطورة المرأة الكاذبة الخبيثة.

في يوم المرأة أتمنى أن تصل ابنة وطني إلى أعلى المحافل، وأتمنّى أن أجدها في المقدّمة دائماً، وأتمنى أن تنقشع عينها عن المرأة الخبيثة التي وصفتها آنفاً، كما أتمنّى أن تبتعد عن الأمور التي لن تفيدها، وأن تُركّز على الأمور التي ستفيدها وتفيد وطنها، بل أُكبّر الأمنيات، فأتمنّى أن يكون مع كل 6 وزراء رجال 6 وزراء نساء (اللّهم آمين).

ابنة وطني... في هذا اليوم الذي نحتفل بكِ، تذكّري أولئك النساء المُعنّفات في بيوتهن، وتذكّري النساء اللاتي ظُلمن بسبب جنسهن، وتذكّري بأنّكِ أنتِ من يفرض احترامه على الآخرين، وتذكّري بأنّكِ أنتِ من يُغيّر التاريخ ولا أحد غيركِ، فالطريق ليست سالكةً والمسير طويل، فاجعلي بصمتكِ بصمة خير، فهذه البصمة لن تُنسى أبداً.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1218339.html