صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5299 | الجمعة 10 مارس 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

فترات الحقبة الإسلامية المتوسِّطة في البحرين

تمتد الحقبة المتوسطة ما بين الأعوام 1055 - 1500م، وفي هذه الفترة بدأت تنشأ العديد من القرى في البحرين، بل إن غالبية القرى الموجودة حالياً بدأت بالظهور في تلك الحقبة. وفي البحرين يمكننا أن نقسم هذه الحقبة لعدة فترات فرعية وذلك بحسب القوى السياسية التي سيطرت على البحرين في تلك الحقبة، وقد بدأت تلك الحقبة بسيطرة الدولة العيونية التي أسست لبناء دولة حقيقية في البحرين، وتلاها بعد ذلك السلغريون والأيلخانيون وهرمز التي حكمت البحرين بصورة غير مباشرة. يذكر، أن البحرين، ومنذ الحقبة الإسلامية المبكّرة، كانت تعرف باسم أوال، وأن اسم البحرين كان يشمل في تلك الحقبة كل من أوال وشرق الجزيرة العربية، هذا وقد استمرت البحرين تعرف باسم أوال حتى نهاية الحقبة الإسلامية المتوسطة، وبالتحديد منذ بداية السيطرة البرتغالية تقريباً.

فترة الدولة العيونية (1077 - 1239 م)

بعد القضاء على القرامطة من كامل بلاد البحرين سيطرت الدولة العيونية (1077 - 239م) على السلطة السياسية فيها، وبدأت معها حقبة جديدة في أوال، حيث الاستقرار السياسي والحرية المذهبية والانفتاح التجاري وإعادة بناء البنية التحتية، فبدأت صيانة العيون الطبيعية وقنوات الري التحت أرضية أي نظام الثقب والأفلاج؛ حيث تؤكد الدراسات الآثارية أن نظام الثقب والأفلاج تم إعادة العمل به في هذه الفترة، على رغم أنه لا يعرف بالتحديد متى تم بنائها (Larsen 1983, pp. 87 - 88). وبحسب هذه المعطيات فإن العديد من القرى تم إعمارها أو إعادة إعمارها بدءاً من هذه الفترة.

فترة السلغريون

(1239 – 1286م)

في العام 636 هجرية (1239م) استطاع أتابك فارس أبوبكر بن سعد بن زنكي السلغري الاستيلاء على أوال وقتل آخر الحكام العيونيين وهو محمد بن أبي ماجد (الجنبي 2012، ج5، ص 3017 - 3018). وتؤكد نتائج البعثة الفرنسية حول التنقيب في موقع قلعة البحرين، أن هذه الحقبة كانت حقبة نشاط تجاري كبير، وعلى نطاق واسع (Negre et. al. 2005, pp. 297 - 328).

لا يُعلم بالتحديد متى انتهت سيطرة السلغريين على أوال، فهناك من يرجّح أن آل عصفور سيطروا عليها في العام 1256م، وهناك من يرجّح استمرارية السيطرة السلغرية وخاصة مع اكتشاف عملة في موقع قلعة البحرين مصنوعة من النحاس وهي تحمل اسم أبش خاتون بنت الأتابك سعد بن أبي بكر السلغري (1264م - 1286م) وهي آخر حكام السلغريين (الحميدان 1983)، (Negre 1982).

فترة الأيلخانيين

(1286م - 1330م)

بعد السلغريين، سيطر الأيلخانيون على أوال وحكموها بصورة غير مباشرة، وفي عهد الملك أولجايتو (الشاه محمد خودابندا) (حكم ما بين 1304 - 1316 م)، حكم الأيلخانيون أوال بصورة مباشرة منذ العام 1311م وحتى وفاة أولجايتو في العام 1316م، وربما حتى مطلع السيطرة الهرمزية في العام 1330م (بوشهري 2002).

فترة سيطرة هرمز (1330م - 1521م)

يرجّح عبداللطيف الحميدان أن سيطرة الأيلخانيون على أوال انتهت بسيطرة الهرمزين عليها في العام 1330م (حميدان 1983) إلا أن إدارتهم لأوال لم تكن بصورة مباشرة، هذا وقد كانت هناك ثلاث قيادات أساسية حكمت أوال لصالح هرمز، وهي: بنومعالي، وبنوجروان، وبنوجبر. وقد استمرت السيطرة الهرمزية على أوال حتى مجيء البرتغاليين، وأصبح الهرمزيون يديرون الجزر تحت الحكم البرتغالي.

بنومعالي (1330م - 1368م)

المرجّح أن «بنومعالي» ينتسبون إلى معالي بن الحسن بن علي بن حماد، الذي بنى مسجد الخميس قرابة العام 1124م. ولا نعلم بالتحديد متى تعاظم شأن بنومعالي، والمعروف أنه في ما بين الأعوام 1250م و 1330م تحول جزء من سلالة بني معالي من سلالة شيوخ لسلالة أمراء وتغير لقبها؛ حيث تم حذف لقب «شيخ» من مسماها، ويظهر ذلك من النقوش التي عثر عليها على ساجات قبور بعضهم أو من نقوشات تأسيس أو ترميم المساجد التي تمت بتوجيهات ودعم من بعض أفراد هذه السلالة، وقد استمر حكم بنومعالي لأوال تحت السيطرة الهرمزية قرابة العام 1368م (لمزيد من التفاصيل ينظر كتابنا حول مسجد الخميس).

بنوجروان (1368م - 1487م)

في قرابة العام 1368م، أو بعده بقليل، حكم بنو جروان البحرين القديمة بما فيها أوال، وذلك تحت السيطرة الهرمزية (حميدان 1983)، وانتهى حكم بني جروان في العام 1487م على يد سيف بن زامل الجبري.

بنو جبر (1487م – 1521م)

في العام 1487م أسس سيف بن زامل الجبري حكم بني جبر في البحرين القديمة، ومن بعده تسلم الحكم أخيه أجود بن زامل، ثم خلفه من بعده أبنه محمد بن أجود وتلاه أخوه مقرن بن أجود بن زامل الذي قتل العام 1521م على يد القوات المتحالفة البرتغالية - الهرمزية التي أحكمت سيطرتها على أوال فيما بعد.

الخلاصة

إنه في الحقبة الإسلامية المتوسطة تعاقبت عدة قوى في السيطرة على أوال (البحرين)، والتي عملت على بناء الدولة وتطويرها، والمرجّح أنه بقرابة القرن الثاني عشر الميلادي بدأت أعداد القرى في تزايد ملحوظ، وهكذا، بدت البحرين، في ما بين القرنين الثالث عشر والخامس عشر، مليئة بعشرات القرى المنتشرة فيها من أقصى شمالها حتى أقصى جنوبها. كما أن هناك العديد من الآثار التي تدل على ذلك والتي سنتناولها بالتفصيل في الحلقات المقبلة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1218848.html