صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5307 | السبت 18 مارس 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

سوق واقف يسبح في مستنقعات المجاري

32 عاماً هو عمر سوق واقف بمدينة حمد. سوق تتنامى محلاته وعمالته، فيما بنيته التحتية «محلك سر».

زارته «الوسط» بمعية العضو البلدي محمد أبوالشوك، لتعاين استمرار مشكلة تردي البنية التحتية، وفشلها في استيعاب احتياجات آلاف العمال الآسيويين العاملين في محلاته والقاطنين في شققه، حتى بات السوق كمن يسبح في مستنقع من مياه الصرف الصحي، في واحدة من جملة شكاوى متعددة.

تصل الجولة إلى الجهة الغربية للسوق، تحديداً في طريق محلات بيع السيراميك. المشهد بات شبه دائم، مستنقع كبير من مياه الصرف الصحي تهيمن على المساحة الأكبر من الطريق، فيما سيارات المرتادين وأصحاب المحلات، تشكو أضرار «الحفر العميقة»، وإرباكاً مروريّاً حادّاً.


آلاف الآسيويين تخدمهم بنية تحتية «عتيقة»

سوق واقف ينام على مستنقعات الصرف الصحي...ويد «الأشغال» مغلولة

مدينة حمد - محمد العلوي

32 عاماً هو عمر سوق واقف بمدينة حمد. سوق تتنامى محلاته وعمالته، فيما بنيته التحتية «محلك سر».

زارتها «الوسط» بمعية العضو البلدي محمد أبوالشوك، لتعاين استمرار مشكلة تردي البنية التحتية، وفشلها في استيعاب احتياجات آلاف العمال الآسيويين العاملين في محلاته والقاطنين في شققه، حتى بات السوق كمن ينام على مستنقع من مياه الصرف الصحي، في واحدة من جملة شكاوٍ متعددة.

تصل الجولة إلى الجهة الغربية للسوق، تحديداً في طريق محلات بيع السيراميك. المشهد بات شبه دائم، مستنقع كبير من مياه الصرف الصحي تهيمن على المساحة الأكبر من الطريق، فيما سيارات المرتادين وأصحاب المحلات، تشكو أضرار «الحفر العميقة»، وإرباك مروري حاد.

العاملون هناك وأصحاب المحلات من البحرينيين والآسيويين، وجدوا في «الوسط»، فرصة لـ «الفضفضة»، وبث شكواهم ومعاناتهم.

يقول المواطن داوود سلمان يوسف، لحظة محاولة عبوره للمستنقع: «هذه الحفرة العميقة تسببت لأكثر من مرة في الإضرار بالسيارات العابرة للطريق»، مضيفاً «أعمل في إحدى الشركات الموجودة هنا على نفس الشارع، أتردد كل يوم عليه بالسيارة، وأشاهد كيف توقع الحفرة بالسيارات، إلى جانب ما ينتج عن المستنقع من أوساخ ورائحة كريهة وحشرات، تضر بنا كثيراً في ظل تسببها في نفور الزبون».

وخاطب المواطن داوود سلمان وزارة الأشغال على وجه التحديد: «نأمل من الوزارة أن تعمل على إصلاح الشارع، وفي الحد الأدنى يتم ردم هذه الحفرة التي أسقطت ذات مرة سيارة من نوع (بيك آب) ما أدى لإضرارها بمستوى بالغ».

مواطن آخر، علق على منظر المستنقع معبراً عن استيائه: «لا يفترض أن يكون هذا المنظر في البحرين، وخصوصاً أننا نتحدث عن سوق حيوي»، مطالباً في الوقت ذاته وزارة الأشغال بالعمل على إصلاح البنية التحتية عبر إيجاد شبكة حديثة لتصريف مياه الصرف الصحي.

ووفقاً لتصريحات العضو البلدي محمد أبوالشوك، فإن اجتماعات سابقة، جمعت مجلس بلدي الشمالية بوزارة الأشغال وشئون البلديات والتخطيط العمراني، وبإدارة سوق واقف، دون أن يثمر عن ذلك كله، حلول تذكر.

وينوه أبوالشوك إلى تقديم المجلس خلال الاجتماع، ضروريات واحتياجات السوق وفقاً لما يطرحه الأهالي إلى جانب ما يشوه منظر السوق ويعيق حركة زبائنه، واصفاً بنية السوق التحتية بالقديمة والتي لا تتناسب مع السوق، وعقب «لم تشهد أي تجديد على مدى 3 عقود رغم الزيادة المستمرة في أعداد القاطنين والعاملين».

وأمام مشهد المستنقعات المنتشرة في عدد من شوارع السوق، كان أبوالشوك يتساءل «هل يعقل هذا المنظر وهذه الرائحة التي لا تطاق؟ هل يعقل ذلك ووزارة الأشغال لديها أجهزتها وصهاريجها لشفط مياه الأمطار؟ ألا توجد خطة لدى الوزارة للتعامل مع هذا المشهد والذي يتضاعف مع سقوط الأمطار سنوياً؟ أين هي الوزارة وأين هي إدارة سوق واقف؟»، مشدداً على أهمية وجود حالة توافق واتفاق بين الطرفين لتعديل البنية التحتية، وأضاف «نعلم أن السوق عبارة عن ملك خاص، لكننا نقول ما نقول حرصاً منا على سمعة البحرين وعلى جاذبية السوق ورغبة في تعزيز مركزيته على مستوى البلد».

الشكاوى ليست حكراً على البحرينيين، فللآسيويين حضورهم ونصيبهم. تقترب الجولة من أحد المحلات فيما الآسيوي العامل في أحد محلات السوق لتركيب الألمنيوم (محمد مصطفى) يعلق على مشهد نهر من المستنقعات تتدفق مياؤه دون توقف «هني واجد مشكل، 5 سنوات وكل يوم جدي،. على طول ماي على طول ريحة، وكستمر ما يجي، وحكومة بعد ما يجي»، في إشارة منه لغياب الوزارة المعنية.

تعدد الشاكون والمعاناة واحدة. لا يقف ذلك عند حد فيضانات مياه الصرف الصحي. يعدد المزيد، أبوالشوك بالقول «يفتقر السوق إلى مواقف للسيارات قادرة على استيعاب الأعداد الكبيرة من رواده. يحدث ذلك رغم وجود أراض يمكن استثمارها من أجل ذلك، بما يسهم في تحويل السوق لوجهة سياحية وتجارية على نطاق أوسع».

واستدرك «الأرض المحاذية لسوق السمك تحولت عوضاً عن ذلك، لمكب نفايات وقاذورات بل وقضاء للحاجات، في صورة مغايرة تماماً لما نسعى له في المجلس البلدي والذي عمل مع الجهة المعنية في وقت سابق على تنظيف المنطقة»، وتابع «هذا يدفعنا للإشارة كذلك لحاجة السوق لمرافق صحية، في مطلب قديم جديد».

ومع حلول المساء، تتضاعف معاناة مرتادي السوق مع مشهد الازدحامات الخانقة، وهو ما يرجعه أبوالشوك إلى «عشوائية تخطيط شوارع السوق، وإلى انسحاب شرطة المجتمع من تنظيم حركة المرور بعد شكاوى قدمها عدد من أصحاب المحلات لإدارة السوق تذرعوا فيها بمنع أفراد الشرطة زبائنهم من إيقاف سياراتهم بالقرب من محلاتهم»، مضيفاً «هي شكاوى تعيدنا إلى التأكيد على افتقار السوق لتخصيص مساحات لمواقف السيارات، ليعزز من ذلك حالة من العشوائية استغلها آسيويون لتتضاعف المشكلة مع استمرار البناء دون الالتزام بتوفير مواقف للسيارات».

معاناة لا تنتهي، ففي المنطقة التي تنتشر فيها ورش النجارة، كان أبوالشوك يدق ناقوس خطر «انتشرت الورش هنا كانتشار النار في الهشيم، محلات تتكدس في منطقة محدودة المساحة، والخطر الذي نحذر منه هو غياب أية اشتراطات للسلامة، الأمر الذي يهدد المنطقة والعاملين فيها بأخطار محدقة لا قدر الله».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1221380.html