صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5307 | السبت 18 مارس 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

في منتدى جمعية البحرين التطوعي الثاني...

الشرقاوي: بدون شراكة الحكومة و«الخاص» والمجتمع المدني يستحيل تحقيق أهداف التنمية

 

شدد المنسق المقيم لأنشطة الأمم المتحدة والممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أمين الشرقاوي، على أنه «بدون شراكتنا مع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص تصبح عملية تحقيق أهداف التنمية المستدامة أكثر صعوبة، بل وربما مستحيلة».

جاء ذلك في منتدى الجودة في التطوع نحو تحقيق اهداف التنمية المستدامة، وهو المنتدى الثاني لجمعية البحرين للعمل التطوعي، وجائزة محفوظة الزياني لمشاريع العمل التطوعي، الذي عقد في جمعية المهندسين في الجفير، صباح أمس السبت (18 مارس/ آذار2017)، برعاية وزير العمل والتنمية الاجتماعية جميل حميدان، وسيختتم المنتدى اعماله اليوم (الاحد).

وقال الشرقاوي في بداية حديثه خلال المنتدى: «أبدأ حديثي بمقولة لطالما اتذكرها كحافزٍ لتحقيق أهدافنا: «إن أفضل طريقة لعدم الشعور باليأس هي أن تنهض وتفعل شيئا. لا ان تنتظرَ حدوث الأشياء الجيدة لك. إذا تحركت وحققت بعض الأشياء الجيدة سوف تملأ العالم بالأمل، كما ستملأ نفسك بالأمل»، هذا الاقتباس -لباراك أوباما- يؤكد فيه على أهمية القيام بالعمل، وأن لا نلجأ للركود تجاه ما يجري حولنا من أمور».

وأضاف ان العمل التطوعي هو جزء مهم من الثقافة والتقاليد العربية، وأن احد المبادئ الأساسية للإسلام هو مساعدة الجار والمجتمع، وفعل الخير للآخرين، وأنا أشجع كل واحد منكم اليوم لأن يسأل نفسه «ماذا فعلتُ لمساعدة الآخرين؟».

وأردف الشرقاوي «وآمل قبل ختام هذا المنتدى ان يكون كل واحد منا قد تعلم شيئا جديدا، سواء كان ذلك عن أهداف التنمية المستدامة أو عن دور العمل التطوعي في تشكيل مجتمعنا».

وتابع «وقبل الخوض في أهمية العمل التطوعي وأهداف التنمية المستدامة، اسمحوا لي أن أقدم لكم عرضا موجزا لكلا الموضوعين، أهداف التنمية المستدامة، والمعروفة باللغة الإنجليزية بـ SDGs، وضعت في عام 2015، عندما اجتمعت 193 دولة عضو في الأمم المتحدة معا، واتفقوا على تحقيق هذه الأهداف السبعة عشر (17) بحلول عام 2030، ولضيق الوقت، نركز اليوم على 3 أهداف فقط من تلك الأهداف السبعة عشر وهي: الهدف الأول «لا للفقر،» والهدف الثامن «العمل الكريم والنمو الاقتصادي،» والهدف السابع عشر «الشراكة من أجل تحقيق هذه الأهداف».

وأفاد الشرقاوي «أمّا ما نعنيه بالعمل التطوعي، فهناك العديد من التعريفات، ولكن أود هنا أن تفكروا في 3 خصائص رئيسية لهذا المفهوم: 1) هو إجراءات يتم القيام بها بحرية ودون إكراه. 2) ان تحقيق المكاسب المالية ليس هو المبدأ او المحفز الرئيسي. و3) ان هناك مستفيدا آخر غير المتطوع نفسه».

وأكمل «قد تتساءلون: إذا كان هذا هو ما نعنيه، اذا ما هو الدور الذي يلعبه العمل التطوعي في تحقيق أهداف التنمية المستدامة؟ الجواب: هناك دور كبير جداً لتحقيق الاهداف من خلال العمل التطوعي. فعندما لا يكون الناس على استعداد لتكريس جزء من وقتهم وجهدهم لمساعدة الآخرين، لا يمكننا أن نتوقع تقدماً وتحولا حقيقياً ومستداما أو تنمية. الأمر كله يتعلق بعقلية وتفكير الناس. فمساعدتك، أنت، للآخرين في نواح كثيرة، تساعد على تحقيق أهداف التنمية المستدامة».

وواصل «واسمحوا لي أن أقدم لكم مثالا حيا واحدا يبين كيف ساعد العمل التطوعي على إحداث تغيير كبير في حياة الملايين، وهذا مثالٌ واحدٌ فقط ضمن العديد من الأمثلة، ففي عام 2000، وكجزء من مبادرة استئصال شلل الأطفال العالمية، تطوع 10 ملايين شخص لدعم حملة تطعيم 550 مليون طفل، وكانت الغالبية العظمى منهم من المواطنين المحليين المهتمين بالموضوع والذين يقومون بأداء العمل في مجتمعاتهم المحلية، ضحوا بوقتهم لضمان توثيق الأطفال الذين يأتون إلى مراكز التحصين بشكل صحيح وحصولهم على اللقاح الذي كان يعطى عن طريق الفم. وقدرت القيمة الإجمالية للدعم المقدم من قبل متطوعين بـ 10 مليارات دولار، بعيدا جدا عن متناول الحكومات والمنظمات الدولية. واليوم وبفضل تلك الجهود تم وضع شلل الأطفال تحت السيطرة والقضاء عليه عمليا كمشكلة صحية عامة».

وأوضح أنه «عندما يتعلق الأمر بالعمل التطوعي، فإن الشيء المهم هو نوعية العمل الذي ينتج عن الجهود التي يبذلها الناس، هل نتج عن جهودي تغيير من نوعٍ ما؟ هل قمت بمساعدة شخص واحد على الأقل أثناء القيام بذلك العمل؟ هل لاحظت أثر عملك؟ هذه هي الأسئلة التي يتوجب علينا كمتطوعين أن نسألها لأنفسنا، نحن في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وأنا متأكد من أن جميع المنظمات المتواجدة في هذه الغرفة تتفق معي فيما أقول، بجزم بأن العمل التطوعي، أيا يكن نوعه، لن يذهب سدى، فالأثر الذي يحدثه المتطوعون في مجتمعاتهم يصل تأثيره الى العالم، حتى لو كنا لا نرى ذلك في وقته».

وأضاف «وكمثال مبسط على ذلك، فهناك دليل يسمى «دليل الشخص الكسول لإنقاذ العالم،» حيث يرشدك الى كيفية إحداث فرق بدلا من الجلوس على الأريكة. يمكنك توفير الكهرباء عن طريق توصيل الأجهزة بمزود الطاقة، وإطفائها تماما عندما لا تكون قيد الاستعمال، يمكنك التوقف عن استخدام الفواتير الورقية ودفع فواتير الهواتف النقالة والاشتراك في شبكة الإنترنت عن طريق الإنترنت، مثال آخر هو عدم طباعة المعلومات اذا كان بإمكانك الوصول إليها عبر الإنترنت، أو كتابتها على جهاز كمبيوتر محمول، وهذه ليست سوى بعض من الأمثلة على أشياء صغيرة يمكنك القيام بها من منزلك ويمكنها أن تحدث فرقا».

وشدد على أن «احد الأهداف التي سنركز عليها هذا اليوم هو الهدف (17)، والذي يركز على أهمية الشراكة العالمية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، الشراكة بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، فعندما تتحد هذه المؤسسات جنبا إلى جنب برؤية مشتركة وهدف مشترك يصبحون أكثر قوة في تحقيق ما يريدون، هذه الشراكات مطلوبة على المستوى المحلي والوطني والإقليمي، وهنا يجب أن نتكاتف جميعا؛ فبدون شراكتنا مع الحكومة والمجتمع المدني والقطاع الخاص تصبح عملية تحقيق الأهداف أكثر صعوبة، بل وربما مستحيلة».

وواصل «وينسجم جدول أعمال التنمية المستدامة العالمية 2030، والمنصوص عليه في أهداف التنمية المستدامة، بشكلٍ كبير مع رؤية البحرين 2030، فالمبادئ التوجيهية لرؤية البحرين 2030 هي الاستدامة والقدرة التنافسية، والإنصاف. ولتحقيق الاستدامة في البلاد، توضح هذه الرؤية الطريقة التي ينبغي على البحرين اتباعها من أجل استخدام مواردها للاستثمار من أجل المستقبل وتحسين رأس المال البشري من خلال التعليم والتدريب، فروح المبادرة والابتكار هما المفتاح لضمان مستقبل مستدام للبحرين، وهذا بدوره يتماشى مع الأهداف 4، 8، 9، و11، وهي: جودة التعليم، والعمل الكريم والنمو الاقتصادي، والصناعة، والابتكار والبنية التحتية، والمدن والمجتمعات المستدامة».

وأردف «وأود أن أؤكد على أن العمل التطوعي ليس من الضروري أن يكون خيرياً تماما، بطبيعة الحال، مساعدة مؤسسة ما عن طريق التبرع بالمال يمكن أن تكون مفيدة، ولكننا اليوم نتحدث عن ما يمكننا القيام به في مجال التنمية، فالجانب الأكثر أهمية في العمل التطوعي هو القيام بالعمل الاستباقي في مجتمعاتنا وطرح الطرق والأفكار حول كيفية تحسين حياة أولئك الذين يحتاجون إلى نوع من الدعم في مجتمعنا، فجوهر العمل التطوعي هو القيام بدور نشط في مجتمعاتنا وخدمة أولئك الذين هم في حاجة الى المساعدة».

وأكمل «وستقوم ورش العمل التي ستعقد هذا اليوم، ويوم غد، بمساعدتكم في التعرف على الأدوار المختلفة للقطاع الخاص، ووسائل الإعلام، ومتطوعي الأمم المتحدة، ووسائل الاعلام الاجتماعية فيما يتعلق بالعمل التطوعي في البلاد، ستساعدكم ورش العمل هذه على اكتشاف نوعية العمل التطوعي والأخلاق وراء القيام بالعمل التطوعي وغيرها من الموضوعات المفيدة».

وفي كلمة الافتتاح، قال الرئيس الفخري لجمعية البحرين للعمل التطوعي عبدالعزيز السندي «يطيب لي في افتتاح ملتقى البحرين التطوعي الثاني أن أرحّب أولا بالضيوف من خارج البحرين، وأرحب ثانيا بهذا الحضور الكريم من أبناء البحرين الذين يقدمون الدليل تلو الآخر على أهمية العمل التطوعي، لا بحضورهم أو مشاركتهم في الملتقيات والمنتديات، وإنما أيضا بما يقدمونه من عمل تطوعي اجتماعي».

وأضاف السندي «لقد تحوّل العمل التطوعي إلى ثقافة راسخة في المجتمع وبات أغلب أفراده، صغارا وشبابا وكبارا، منخرطين في العمل التطوعي، سواء في منظمة أهلية متخصصة أو مجموعة أهلية في منطقة محددة أو جماعة مهنية أو غير ذلك من المجالات».

وأردف «وإذْ نجتمع اليوم بمناسبة انطلاق أعمال ملتقى البحرين التطوّعيّ الثاني فإننا نؤكد على أهمية الشراكة مع المنظمات والجمعيات المحلية والخليجية والدولية. وما مساهمة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومتطوعي الأمم المتحدة ومكتب الأمم المتحدة للإعلام لدول الخليج العربية معنا اليوم إلا دليل على هذا التعاون المثمر».

سلمان: المجتمع المدني العربي مهيأ للمساهمة بتحقيق أهداف التنمية المستدامة

قال مسئول البرامج التنموية علي سلمان بمكتب برنامج الأمم المتحدة الانمائي علي سلمان، إن «المجتمع المدني في عدد من الدول العربية مستعد ومهيأ للمساهمة الفاعلة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، شريطة ان تتهيأ له البيئة التشريعية والمؤسسية، وتم التعامل مع مختلف المعوقات بشكل جدي ومخلص».

وأضاف في ورقته التي قدمها خلال المنتدي، أن «الدول الاعضاء في الامم المتحدة، ومن ضمنها جميع الدول العربية، تبنّت إعلان الألفية، ضمن رؤية مشتركة للتنمية تقوم على مبادئ الحرية، والمساواة، والتضامن، والتسامح، واحترام الطبيعة، والمسئولية المشتركة».

وأفاد سلمان «اشتقت من الاعلان اهداف تنموية ثمانية للألفية و21 غاية و60 مؤشرا لقياس التقدم المحرز، وهي سلسلة مختارة من الاهداف المحددة بالأرقام والاطر الزمنية الواضحة، للفترة بين (-1990 2015)».

وأكمل «بشكل عام، كان التقدم متفاوتا بحسب المناطق وبحسب الغايات، فقد واصل الفقر العالمي الانخفاض، كما التحق بالمدارس الابتدائية أعداد من الأطفال أكثر من أي وقت مضى، ووفيات الأطفال انخفضت بشكل كبير، وتوسع الحصول على مياه الشرب المأمونة بشكل كبير، والاستثمارات الموجهة لمكافحة الإيدز والسل والملاريا أنقذت حياة الملايين».

وشدد «لقد أحدثت الأهداف الإنمائية فرقا في حياة الناس، ويمكن توسيع هذا التقدم في كافة دول العالم في ظل وجود قيادة قوية ونظام للمساءلة، ولكن القصور الاكثر اهمية حصل في الغايات التالية: الهدف الثامن (الشراكة العالمية: المساعدات، تعديل النظام التجاري، الديون)، والهدف الاول (الفقر والجوع: ما يقال عن تقدم راجع للقياس غير الصحيح – دولار في اليوم، والى تقدم حصل في الصين والهند)، والهدف السابع (الاستدامة البيئية: فشل أكثر المؤتمرات البيئية المتكرر)، والاهداف المتعلقة بالصحة (وخصوصا بما يتجاوز الرعاية الصحية الاولية)، اضافة الى فشل كبير ايضا في احلال السلام والامن (العالميَّين)».

وتساءل «ماذا بعد ؟ كان لابد من الانتقال من إعلان الألفـية إلى خـطة التنمـية المسـتدامة 2030، بعد مداولات مطولة للتوافق حول جدول أعمال ما بعد 2015، قادتها الدول الأعضاء من خلال «مجموعة العمل المفتوحة، و9 مشاورات وطنية عربية، من 82 عالمياً) وعدة مشاورات إقليمية».

وأشار الى أن «حوالي 10 ملايين شخص شاركوا بشكل مباشر في مسح «عالمي الذي أريد»، وانضم للحكومات أصوات الملايين من النساء والأطفال والشباب، ورجال الأعمال وأصحاب المصالح التجارية والصناعية والعمال ونقابات العمال والمزارعين، والسلطات المحلية، والمجتمع العلمي والتكنولوجي والمنظمات غير الحكومية)، واليمن بأكثر من 400 ألف مشارك كانت السادسة عالمياً وتصدرت المشاركات العربية (576.095 مشاركا)

وأوضح «وتتكون اهدف التنمية المستدامة من 17 هدفاً، و169 غاية، و231 مؤشراً عالميا، وقد أصبح للمجتمع المدني وجود مهم في تنمية المجتمعات والاطلاع بأدوار تنموية فاعلة، حيث ان نشطاء المجتمع المدني قوة لا يستهان بها في الدفع قدماً بأجندات تنموية على المستويات المحلية والاقليمية، والدولية».

وذكر أن «بعض منظمات المجتمع المدني شاركت بشكل او بآخر في تنفيذ أهداف التنمية للألفية، الا انها لم تشترك في التخطيط الاستراتيجي لتلك الاهداف، كما ان أهداف التنمية المستدامة اعطت مساحةً للمجتمع المدني على مستوى التخطيط والصياغة، وعليه، يمكن للمجتمع المدني ان يعمل في اطار الادوار المذكورة، وذلك ضمن الابعاد التنموية الثلاثة (الاجتماعية، والاقتصادية، والبيئية)، فمؤسسات المجتمع المدني هي القادرة على تأطير مشاركة الناس في مقاربة الاهداف التنموية على ارض الواقع، نظراً لطبيعة دورها وتواصلها اللصيق بالناس».

وتابع «ويمكن، بالتالي، ان تساهم في صنع السياسات المبنية على الأدلة ووضعها لبعض اطر القياس لمراقبة التقدم المحرز في التنمية المستدامة من خلال أهداف محددة ومؤشرات دقيقة من الناحية التقنية، كما يمكن ان تساهم في صياغة واعداد بعض تقارير أصحاب المصلحة، وبإمكانها، طبقاً للدور التي رسمته لها أجندة التنمية 2030 - ان تقدم الوثائق التي قد تستخدم كمدخلات لعمليات المتابعة والمراجعة الوطنية والاقليمية والعالمية».

بومطيع: إدارة الجودة الشاملة تقدم حلولاً لتحديات العمل التطوعي

ذكر رئيس جمعية الجودة خالد جاسم بومطيع، في ورقته خلال المنتدى والتي جاءت بعنوان «ادارة الجودة الشاملة»، أنه «تنامى في الفترة الأخيرة استخدام مبادئ الجودة الشاملة في جميع القطاعات، وقد وجد القياديون حول العالم في هذه المبادئ حلولا عملية لمواجهة التحديات التي يفرضها التطور المستمر في جميع قطاعات الحياة؛ التكنولوجية، الاقتصادية، والسياسية، بما تفرضه هذه التحديات من مسئولية متعاظمة على المؤسسات».

وأضاف بومطيع «وتهدف هذه الورقة إلى تسليط الضوء على مبادئ إدارة الجودة الشاملة وتطبيقاتها في فن إدارة الآخرين من حيث بدايات نشأتها وبعض المفاهيم الأساسية ثم تتطرق إلى: القيادة وتعريفها، فرق العمل، شروط تكوين فريق العمل، مراحل تكوين فريق العمل، وفن إدارة الآخرين، ونجاح فرق العمل».

وأشار الى أن «مفهوم الجودة الشاملة هو أحد أحدث المفاهيم الاستراتيجية الإدارية التي برزت إلى حيز التطبيق في أغلب قطاعات العمل في العقدين الماضيين، حيث قامت المؤسسات في الدول المتقدمة بتطبيق هذا المفهوم لتطوير جودة خدماتها ومنتجاتها».

وتابع «وقد عرفها (Rhodes,1992) على أنها «استراتيجية إدارية ترتكز على مجموعة من القيم وتستمد طاقة حركتها من المعلومات التي تمكن المؤسسة من توظيف مواهب العاملين فيها واستثمار قدراتهم الفكرية في مختلف المستويات الإدارية على نحو إبداعي لتحقيق التطور المستمر للمؤسسة».

وأفاد بومطيع «قام ديمنج بوضع 14 مبدأ لتطبيق ناجح لإدارة الجودة الشاملة عرفت فيما بعد بمبادئ ديمنج الأربعة عشرة، نذكر بعضا منها: تحديد أهداف المنظمة وفلسفتها، ونشرها على جميع مستويات العمل في المؤسسة مع تطوير غاية مستمرة لتحسين أداء الإنتاج والخدمة، والتوقف عن الاعتماد على التفتيش لتحقيق الجودة، والاعتماد على مبدأ الوقاية، والابتعاد عن التخوف من التغيير، والقضاء على العوائق التنظيمية بين موظفي الأقسام المختلفة، والقضاء على العوائق التي تحرم العاملين من التفاخر بالعمل والبراعة في الأداء، وتطوير برنامج قوي للتعليم وإعادة التدريب والتنمية الذاتية لكل موظف، وجعل موظفي المنظمة يعملون من خلال فريق عمل واحد، وذلك لتحقيق التحول إلى نظام الجودة».

بودبوس: التطوع والجودة والتنمية المستدامة «ثالوث» العمل التطوعي المنتج

بيّن مدير تحرير مجلة «تطوع» سليم مصطفى بودبوس، في ورقته «أثر جودة العمل التطوعيّ في تحقيق أهداف التنمية المستدامة»، أن «التطوع والجودة والتنمية المستدامة، هي اضلاع 3 لازمة لأي عمل تطوعي منتج».

وأوضح أن «مفهوم التطوُّع هو بذلُ الجهدِ الإنساني، بصورةٍ فردية أو جماعيَّةٍ، بما يعودُ بالنَّفعِ على المجتمع دون تكليفٍ محدَّدٍ، ويقومُ بصفةٍ أساسية، على الرَّغبةِ الحرَّةِ، والدَّافع الذَّاتيِّ».

وعن مفهوم إدارة الجودة الشاملة، فقال: «الجودة تعني تلبية حاجيات وتوقعات العميل المعقولة، أما إدارة الجودة الشاملة تعني التطوير المستمر للعمليات الإدارية وذلك بمراجعتها وتحليلها والبحث عن الوسائل الكفيلة لرفع مستوى الأداء وتقليل الوقت لإنجازها بالاستغناء عن جميع المهام عديمة الفائدة». وتابع «أما مفهوم التنمية المستدامة، فهي تنمية تلبي الاحتياجات الراهنة دون انتقاص من قدرة الأجيال المقبلة على تلبية الاحتياجات الخاصة بها».

وأكد بودبوس على أن «العمل التطوعي يجب أن يكون مبنيا على خطط وبرامج موجهة نحو تحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما أن علم الإدارة الحديثة تتبّع أعلى معايير الدقة والجودة في الأعمال الإدارية حرصاً على مكاسب مادية، ينبغي أن نكون نحن في إدارة أعمالنا التطوعية على هذا المستوى من تطوير منظومة العمل التطوعي بالتخطيط والتفكير الاستراتيجي والجودة والإتقان».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1221402.html