صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5316 | الإثنين 27 مارس 2017م الموافق 18 رمضان 1445هـ

المسئول والكلمة الطيّبة!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

هل الكلمة الطيّبة دليل على الضعف من قبل بعض المسئولين؟ هل هذا يعني استخدام الجفوة والألفاظ الجارحة لنثبت بأنّنا مسئولون؟ أم إنّ شعرة معاوية مهمّة بين الشدّة واللّين؟

«شعرة معاوية» مهمّة جداً جداً، فكثير من المسئولين يشحّون على موظّفيهم بالابتسامة والكلمة الطيّبة، ظنّاً منهم بأنّ هذا دليل على شخصيّتهم القوية، وهم لا يعرفون بأنّ الشخصية القوية لا تعني الصراخ واللّغط وعقد الحاجبين، بل هي خبرة ومهارة في الأخذ والعطاء والقيادة الصحيحة.

عمل الموظّف قد يقف على قدم وساق في بعض الأحيان بسبب كلمة جارحة، وقد يُقدّم الموظّف كل ما لديه بسبب كلمة طيّبة قالها مسئوله عنه، فلماذا يبخل البعض على موظّفيهم بالكلمة الطيّبة في المواقف التي تستدعي الكلمة الطيّبة؟

إن أخطأ الموظّف هناك قنوات لتعديل خطأه، ولكن إن نجح في أمر ما أو قام بواجبه بأفضل ما أمكنه، فكلمة طيّبة ستعطيه دعماً معنوياً كبيراً، وسنجد بأنّ إنتاجيّته ستزيد، ولكن كثر الإحباط والتصيّد وعدم قيام المسئول بواجبه القيادي الصحيح يجعل الميزان غير صحيح.

كم موظّفاً يريد الخروج من المؤسسة التي يعمل بها؟ كُثر! كم موظّفاً غير راضٍ عن عمله أو مكان عمله؟ كُثر! كم موظّفاً يشعر بأنّ هذا العمل هو بيته الثاني وأنّه سعيدٌ وراضٍ عمّا يقوم به؟ قلّة للأسف الشديد.

إن كنّا نريد الإنتاجية فطريقها ليس بالضّغط على الموظّف وإحباطه، بل بقول كلمة طيّبة بسيطة ستؤدّي إلى زيادة العمل، ورفع معنويّاته التي ستزيد من ساعات العمل، إذ لن يُحاسبك الموظّف على الدقيقة، بل ستكون هديّة منه إلى المؤسسة التي يعمل بها.

سمعنا قصصاً وحكايات بشأن علاقة المسئول بالموظّف، وكثير منهم غير راضين عن طريقة التعامل، ولا أحد منهم يتكلّم عن العمل عندما تسأله أن يصف مسئوله، والمسئول الذكي هو الذي يوازن المعادلة، بحيث يدعم الموظّف، وفي الوقت نفسه يُحاسبه على ما يقوم به ويراجع من بعده.

ليس عيباً أن نراجع بعد موظّفينا، وليس مُنكراً أن نتأكّد من إنجازهم كلّ يوم، فنحن أيضاً مطالبون بمستوى الإنجاز، ولكن من العيب والمشين تنزيل القدر وعدم إعطاء كل ذي حقّ حقّه، ولو بالكلمة الطيّبة عندما يقوم بأمر بسيط.

هذا الأمر البسيط الذي مدحت موظّفك فيه سيتدرّج إلى أمر كبير، فالعلاقة الطيّبة بين المسئول والموظّف مدعاةٌ إلى زيادة الإنتاجية والحرص على نجاح المؤسسة، وأيضاً الولاء سيكون للمؤسّسة أكثر من الطموح للخروج منها.

عامل النّاس كما تُحب أن تُعامَل، ومعاملتك للموظّف بين الإيجابية والسلبية هي التي ستزيد أو تُقلّل من نسبة العمل، فلا تظن بأنّ الكلمة الطيّبة تُقلّل من شأنك، فأنت وحدك تعرف متى تتكلّم وماذا تقول عند التقصير، وأنت من يجب أن تعرف ماذا أيضاً يجب أن يُقال عند المدح، فلا شيء يدوم.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1224508.html