صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5320 | الجمعة 31 مارس 2017م الموافق 18 رمضان 1445هـ

 التكرار في حياتنا

الكاتب: رملة عبد الحميد - comments@alwasatnews.com

نشر أحدهم على صفحته في الـ «فيس بوك» سؤالاً عاماً لمتابعيه جاء فيه: لو فرضنا أن حياتك فيلم، وأنك المخرج، وقررت في أحد الأيام التخلص من الهوامش والتكرار في الفيلم، فماذا ستختار؟ ونتساءل هنا وماذا سيتبقى لنا وكل حياتنا تكرار؟

نعيش حياة رتيبة، فيومياً نقوم بنفس الممارسات، ونلتقي بنفس الوجوه، ونمر بنفس المواقف، ونرد بنفس السلوك، وربما كانت كلماتنا هي لم تتغير منذ زمن، فضاق معها قاموسنا، وضاق الأفق بنا، وأصبحت معه حياتنا مكررة، كالحلقة التي نستدير حولها.

التكرار تعني الإعادة، والإتيان بالشيء ذاته مراراً، وهناك تكرار فعلي وهناك تكرار لفظي، والأخير يأتي أحياناً على وجه التأكيد، والمبتغى منه حفظه في الذاكرة لاستدعائه حين الحاجة إليه، وهو أمر مطلوب كأن يكون الإنسان مؤدياً لعبادة أو حالة كونه طالب علم. لكن الأمر مغاير حين يكون التكرار سلوكاً فعلياً يصبغ حياتنا ليصبح هو رغيفنا اليومي الذي لا نعرف غيره، لتكون النمطية هي المسيطرة والخروج عنها أمراً مستحيلاً.

التكرار هي عملية بحد ذاتها رسائل إلى عقل الإنسان في اللاوعي، بأن هذه حياته وهذا ما ينبغي السير عليه، فيصبح التكرار حينئذ فرض بحكم العمل المعيشي والحياة الاجتماعية، وينتقل هذا التكرار إلى الأجيال، يرثه جيل عن جيل، فيتكرر التكرار من عمودي إلى أفقي، ومعه يتكرر الأشخاص، ويستنسخ البشر، فالصيادون يسيرون غالبيتهم بنفس الوتيرة، والأمهات كذلك لا تختلف في الأمر وظيفة اقتصادية أو اجتماعية، ويصبح تغيير هذا النمط نوع من المغامرة، والجرأة محفوفة بالمخاطرة، وثقافة ليست سائدة وهي خروج عن المألوف.

ما ينقصنا هو إرادة لتغير أنماط تفكيرنا فيما نقوم به، وتغيير توجهنا نحو الحياة، وكيف لا نكرر ذاتنا ولو كررنا العمل ذاته؟ لأننا في ذلك نخلق طرقاً واختلافاً نوعياً؛ لكن لم لا نبتعد عن التكرار والرتابة؟ لأننا نخشى من الفشل ونرفض التجربة، لذا نتجنبها من الأساس، فلا أحد منا يرتضي لنفسه أن يخطأ؛ بل يكرر الخطأ مرة ومرات، علماء التنمية البشرية وضعوا لنا ثمان قواعد أساسية لتجنب تكرار الأخطاء في حياتنا، وهي:

- تجنب التقليد الأعمى، وعدم القيام بأي عمل دون الإلمام بكل جوانبه وعواقبه.

- لا تلق بالاً إلى التعليقات السلبية من حولك، ولا تهتم لآراء من يسعون إلى نشر الإحباط

- الابتعاد عن مقاربة من لا هدف لهم في الحياة ولا يسعون إلى التغيير.

- إقناع النفس بأنها تستطيع أن تغير؛ بل تمتلك القدرة على إحداث ما لا يمكن توقعه، وأن عزيمة الإنسان تتجدد ولا تقف.

- التقرب من الأفراد الإيجابيين والمتفائلين.

- الابتعاد عن كل ما يذكرنا بالماضي الفاشل والخطأ.

- تحديد أهدافنا بقدر إمكاناتنا وطاقاتنا، وتوقع كل الاحتمالات وتجنب العودة إلى نقاط الفشل.

-التركيز على العمل وعدم التراجع والاستمرار ومواجهة الصعاب.

هي حياتك، تعيشها مرة واحدة، فلا تلد وتموت في نفس الصفحة.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1225883.html