صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5336 | الأحد 16 أبريل 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

يونيسف: الصراع يحرم أكثر من 70 في المئة من أطفال اليمن من حق التعليم

هؤلاء الأطفال الذين ما زالوا يذهبون إلى مدرستهم في صنعاء من المحظوظين..فلا يزال لديهم معلمون يُدَرِسون لهم.

فمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) تقول إن ما يزيد على 70 في المئة من أطفال اليمن يُحرمون من التعليم بسبب العجز الشديد في المُعلمين الذين لم يتلقوا رواتبهم منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2016.

وأغلقت كثير من المدارس أبوابها والتي لا تزال تعمل منها تعاني من كثافة كبيرة في عدد التلاميذ ونقص في عدد المُدرسين.

وقالت ميرتشيل ريلانو ممثلة منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في اليمن إن أكثر من 166 ألف مُدرس في اليمن، نحو 73 في المئة من المعلمين، لم يتلقوا أي أجور منذ ستة أشهر الأمر الذي أثر بالسلب على 78 في المئة من المدارس في أنحاء البلاد.

وأضافت ريلانو في مؤتمر صحافي في صنعاء "في الوقت الحالي لدينا أكثر من 166 ألف معلم في البلاد لم يتسلموا رواتبهم منذ أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي. وهذا ربما يزيد أو يقل عن 73 في المئة من إجمالي المعلمين في أنحاء البلاد. وهذا معناه أن 78 في المئة من المدارس في البلاد تأثرت أي أن ما يزيد على 13 ألف مدرسة تأثرت (سلبا). وهذا يعني أن أكثر من أربعة ملايين طفل يتأثرون سلبا بالوضع.  في الواقع ربما 4.5 مليون طفل يتأثرون بالوضع".

وتأثرت نحو 13 محافظة يمنية بأزمة المدارس وهو ما جعل غالبية أطفال اليمن عُرضة لخطر عدم إتمام السنة الدراسية والتخلف عن الدراسة.

وأردفت ريلانو "المدارس في البلاد تُغلق أبوابها قبل الوقت المحدد نظرا لعجز المُدرسين. فالمُدرسون لم يعد بوسعهم الذهاب للمدارس لأنهم لا يملكون المال لدفع أُجرة انتقالهم بل وعليهم عبء تدبير ما يوفر لهم احتياجاتهم هم وأُسرهم لأنهم لم يتلقوا أي رواتب منذ أكتوبر/ تشرين الأول".

ونقص المُدرسين معناه أن أزمة التعليم العام الماضي في اليمن يمكن أن تتكرر وربما تزداد سوءا.

وبدأت الأزمة إلى حد كبير العام الماضي عندما نقلت الحكومة اليمنية المُعترف بها دوليا مقر البنك المركزي إلى عدن من صنعاء التي يسيطر عليها الحوثيون الذين تخوض حربا ضدهم.

وتقول الحكومة إن الحوثيين نهبوا البنك وإنها تحاول تدبير كل الرواتب على الرغم مما تقول إنه عرقلة الحوثيين للتحويلات وهو اتهام ينفيه الحوثيون.

ويقول الموظفون الحكوميون في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في شمال اليمن إن رواتبهم متأخرة منذ سبعة أشهر الأمر الذي يزيد صعوبة توجههم إلى أعمالهم لعدم توفر أُجرة المواصلات لديهم ناهيك عن توفير احتياجاتهم الضرورية هم وذويهم.

وأوضحت ريلانو أن عدم توفر التعليم في بلد يمزقه الحرب مثل اليمن يمثل خطوة كبيرة على الأطفال.

وقالت "أضف إلى ذلك أن الأطفال الذين خارج المدارس يصبحون عُرضة لاحتمال تجنيدهم (في الخدمة العسكرية) كما أن الفتيات يصبحن عُرضة لاحتمال تزويجهن مبكرا. وبالتالي فإن هناك مخاطر عديدة إذا لم ينتظم الأطفال في المدارس لاسيما بالنسبة للأعمار الأكبر نسبيا".

وطالبت الأمم المتحدة مسئولي التعليم بتوفير حل عاجل لدفع رواتب المُدرسين.

وطالبت ريلانو بتعهد غير مشروط من كل أطراف الصراع بدعم المُدرسين اليمنيين وتعليم الأجيال اليمنية القادمة.

ويقول المُدرسون إنهم لا يمكنهم أن يعيشوا بدون المال.

وقالت مُعلمة في مدرسة محلية بصنعاء تدعى هدى الخولاني "أتكلم باسمي وباسم جميع الموظفين والمدرسين إن الرواتب مش موجودة. الراتب معناه فلوس. الفلوس هي عصب الحياة. بدونها أعتقد الجميع ما يعرفوش يعيشوا. حتكون معاناة..بهدلة. إحنا أصبحنا تقريبا بنشحت".

وجددت الأمم المتحدة ما يزيد على 600 مدرسة في اليمن منذ تصاعد القتال في البلاد في 2015 كما تجري حاليا عمليات ترميم وتجديد لعدد 500 مدرسة.

وقدمت الأمم المتحدة أيضا مستلزمات التعليم لأكثر من 600 ألف تلميذ ودربت ألوف المعلمين على تقديم دعم نفسي واجتماعي لتلاميذهم لمساعدة نحو 400 ألف تلميذ في حاجة لذلك.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1231432.html