صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5349 | السبت 29 أبريل 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

(وحّدوووووه)!

الكاتب: مريم الشروقي - maryam.alsherooqi@alwasatnews.com

بحريني إبن بحريني إبن بحريني إبن بحريني إبن بحريني، وزوجته بحرينية بنت بحرينية بنت بحرينية بنت بحرينية بنت بحرينية وبنت بحريني أباً عن جد، هو مهندس ميكانيكي، خرّيج الجامعة الأم (البحرين)، وهي طبيبة، خرّيجة جامعة الخليج العربي الضاربة عروقها سنوات وسنوات في الوطن... (وحّدوووووه)!

هذا البحريني «المُهندس» الذي شقى والده وربّته أمه وتعبت من أجل علو شأنه وحصوله على العمل، هو قابع اليوم في البيت من دون عمل، وقد عمل فترة من الزمن في إحدى الدول الخليجية ولكن انتهى العقد واضطرّ للرجوع إلى بلده بمعيّة عائلته، وأثناء وجوده في تلك الدولة الخليجية عُرض عليه العمل في إحدى الشركات شبه الحكومية بالبحرين، إلاّ إنّ (الأوفر) لم يناسب أبداً خبرته أو مستوى التعليم والدراسة.

لا نتكلم عن هذا المهندس فقط، بل نحن نتكلّم اليوم عن أبناء البحرين الذين درسوا وتعبوا من أجل الحصول على وظيفة طيّبة ومن ثمّ التدرّج العادل ليصلوا إلى أعلى المناصب في الدولة، ولكن للأسف هذه الأحلام الوردية تذهب مع الريح في الواقع.. (وحّدوووووه)!

ملف العاطلين عن العمل أو العاملين بدرجات لا تناسب شهاداتهم من يتحمّلها في الدولة، ومن نلقي عليه اللّوم في الدولة؟ فكثير من النّاس يتّصلون بنا، إمّا لغضب أو حزن شديد أو ألم، فهم لا يريدون مفارقة الوطن مع أنّ الوظائف تفارقهم وتطير عنهم، فماذا يصنعون؟

أهل البحرين لا يريدون الهجرة عن الوطن، ولكن يريدون تحسين الحال والوضع والحصول على الحقوق وتقديم الواجبات، فالواجب للوطن لا يُقدّر بثمن، وهل هناك أكثر من الواجب عندما أعمل وأعطي وأقدّم وأجتهد من أجل وطني (ال ب ح ر ي ن).

المسألة ليست مسألة عدد، وليست مسألة حجج بين الحكومة وبين الكتّاب وبين النّاس، والمسألة ليست مسألة جدل و(مهاوش) بشأن ازدياد مستوى البطالة في الدولة وقلّتها، المسألة مسألة انتماء ووطنية بكل معاني الكلمة. المسألة مسألة هذا ابن الوطن وهو يستحق أكثر من غيره الحصول على الوظيفة التي تناسب شهادته، المسألة يا سادة أعمق من الأرقام وأكبر من التقارير والإحصائيات، المسألة مسألة هويّة وحب لتراب الوطن.

هذا المهندس وغيره من المهندسين، والطبيب وغيره من الأطباء، والمدرّس وغيره من المدرّسين يستطيعون الهجرة والحصول على وظيفة خارج الوطن، ولكن لنسأل أنفسنا سؤالاً: ما الخسارة التي سيخسرها شبابنا عندما يُهاجرون عن الوطن، وما الخسارة التي ستخسرها الدولة عندما يهاجر شبابنا عن الوطن؟

بعد هذا كلّه لا يسعنا إلاّ أن نرجع إلى الأمنيات والأحلام، في وطن يضمّني ويضمّك، وفي وطن ينظر إلي وإليك ويحتضننا ولا يُفرّط بنا، بعد هذا كلّه نريد من يسمع الخرّيج ومن يسمع الخبير ومن يسمع المُتخصّص، وبعد هذا كلّه أيضاً ننتظر العمل بما يناسب تخصّصاتنا، فنحن أبناء الوطن وحُماته.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1235624.html