صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5352 | الثلثاء 02 مايو 2017م الموافق 18 رمضان 1445هـ

لكل الأزواج... تزوّجا من جديد!

الكاتب: حسن المدحوب - hasan.madhoob@alwasatnews.com

قرأت مقولات تفيد أن الزمن عدو الحب، وشاهدت أيضاً أزواجاً وقعوا في آفة الروتين، وجدت زيجات بدأت جميلة، وانتهت نهايات يأسى لها الإنسان، ورأيت أزواجاً وزوجات يحملن روحاً رائعة، ولكنها للأسف منطفئة مع شريك حياتهم. سمعت عن أزواج وزوجات اعتادوا الهروب من مشاكلهم مع شريك حياتهم بدل أن يواجهوها، وعندما تقترب من كل ذلك، تخرج بفكرة أننا كلنا نحتاج إلى تجديد حياتنا العاطفية بين فترة وأخرى، لأن الحب مهما كبر، فإنه يبقى يحتاج إلى مده بالمزيد لكي لا يذبل أو يتهاوى.

دعونا نسأل أنفسنا جميعاً: هل فكّرنا يوماً بتجديد عواطفنا تجاه شريكنا الآخر، وهل نحتاج أصلاً إلى ذلك؟ وماذا لو كنا نظن أن حياتنا هادئة هانئة، فهل نحن محتاجون للتفكير بتغيير نمط هذه العلاقة الزوجية وتجديدها؟ وهل بالإمكان أن نجدد عواطفنا بعد سنوات الزواج الطويلة والقصيرة منها؟

دعونا نقر جميعاً، أن أيام زواجنا الأولى كانت أسعد أيامنا، وكانت أكثر دفقاً عاطفياً وحلاوة ودفئاً، والآن فلنقارن حالنا بتلك الأيام، هل مازلنا نفكر بشريك حياتنا بذات الطريقة؟ وهل نشتاق إليه بذات القدر؟ والأهم من ذلك هل يمكن لتلك الأيام الجميلة أن تعود؟

يعتقد الكثيرون أن الحديث عن تجديد الحياة الزوجية يحدث عندما تتعرض حياتنا للفتور أو الروتين القاتل، أو عندما نصحو مرةً في زحمة الحياة لنُفاجأ بأننا أهملنا شريك حياتنا أو قللنا اهتمامنا به، أو انشغلنا بتربية الأبناء ومتطلباتهم ودراستهم ومصاريفهم أكثر من شريك حياتنا. نعم هذا التفكير صحيح، ولكن الأصح هو أن نفكّر دائماً بتجديد حياتنا الزوجية، دون الانتظار إلى أن نصل إلى كل ذلك.

لذلك فإننا نقول للجميع لقد حان الوقت لتقرر الزواج مجدداً، ولكن بشريك حياتك طبعاً، لقد حان الوقت لكي تخطط لشهر عسل جديد، تكون فيه زوجتك عروسك الجميلة التي تشتاق لوصالها، والحديث معها لساعات طوال تتبادلان فيها كلمات الحب والغزل والعشق.

البعض يعتقد أن شهر العسل الجديد، يعني مصاريف جديدة وسفراً وترك الأبناء خلال ذلك، لذلك ما أن يفكر بعضنا في هذه الفكرة حتى يتراجع عنها سريعاً، لذلك نحن نؤكد كل ذلك ليس مهماً جداً، المهم هو أن تفكّر بطريقة تجعلك تستعيد أيامك الأولى، مهما كانت الأفكار بسيطة وغير مكلفة، لأن ما يخرج من القلب يدخل في القلب مباشرة دون حواجز. ولست مبالغاً إذا قلت إن أبسط الأفكار قد يكون سحرها أكبر من أغلى الهدايا وأثمنها، متى ما تأكد الطرف الآخر أنها خارجة من القلب وإن دافعها الحب، والحب فقط وليس أي شيء آخر.

ما أثق فيه تماماً أن زوجاتنا لا يشبعن من كلمات الحب، ولا ينتظرن مناسبة لسماعها، وأنهن يتشوقن لسماعها في كل يوم، حتى ولو أعدناها عليهن 100 مرة في اليوم، لذلك سارعوا أيها الأزواج في خطبة زوجاتكم، ولكن هذه المرة منهن مباشرة، وليس من أهاليهن، وفكّرا أنتما الاثنان في شهر عسلكما الجديد، وتأكدا بأنكما ستخرجان بأفكار رائعة، تجدد حياتكما وتزيدها سعادة وألقاً وجمالا.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1236615.html