صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5372 | الإثنين 22 مايو 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الجفاف والتسابق على انتاج الطاقة يفرغان بحيرة في البوسنة

ينظر امير اليبيتس بحسرة إلى ما تبقى من بحيرة يابلانيتسا التي يتولى مراقبة أنشطة الصيد فيها، بعدما تحولت الى واد رمادي فارغ من المياه بسبب جفاف استثنائي تشهده البوسنة يضاف اليه سباق محموم على انتاج الكهرباء.
فعلى بعد بضعة كيلومترات من كونييتش في المكان الذي يتحول فيه نهر نيريتفا منذ أكثر من ستين عاماً إلى بحيرة اصطناعية، لم يتبق سوى مساحة واسعة من الرمل والطين يعبر فيها جدول مائي هزيل.
ومن المتوقع ان يعود منسوب المياه إلى الارتفاع: فبعد فترة جفاف طويلة، ذاب الثلج على الجبال المجاورة ويسجل تساقط كميات كبيرة من الامطار.
غير أن الصيادين ومسئولي المؤسسات البيئية يؤكدون ان الضرر وقع لافتين الى ان محمية لصيد الاسماك تضم "اكثر من مليوني" سمكة تعرضت "للخراب". وأصدرت السلطات 700 تصريح بالصيد في العام 2016 تشمل اسماكا مخصصة للاستهلاك الشخصي خصوصا السلمون المرقط والشبوط والفرخ.
ويحمل الصيادون مسؤولية الوضع للشركة الوطنية لانتاج الطاقة الكهربائية "الكتروبريفريدا بي اي اتش" (إي بي بي أي اتش) التي تدير السد ومحطة انتاج الطاقة الكهرمائية في يابلانيتسا على بعد ثلاثين كيلومترا جنوبا، والتي تؤكد انها تلتزم المعايير المرعية الاجراء.
وبحسب هرابرن كابيتش وهو مسئول عن اتحاد محلي للصيادين فإن "مستوى المياه في البحيرة انخفض فجأة قبل حوالى اربعين يوماً".
ويقول "كان يسجل باستمرار خلال الاعوام الماضية تراجع في مستوى المياه في البحيرة، غير ان الوضع لم يصل يوما الى هذا السوء. انها كارثة بيئية".

نظام بيئي كامل مهدد

ويؤكد ممثلون عن منظمات غير حكومية أن عددا من الاسماك علقت ودفنت في المستنقعات فيما انتقلت اخرى في اتجاه السد. وهم يخشون عدم عودة هذه الاسماك مجددا اذ ان الكائنات المجهرية التي تقتات عليها عانت ايضا من تبعات الجفاف.
ويقول امير فاريستسيتش من منظمة "زيليني - نيريتفا" (الخضر- نيريتفا) غير الحكومية ان الجفاف الحاصل يهدد "نظاما بيئيا كاملا"، مشيرا الى ان مستوى المياه في البحيرة يتراجع سنويا بواقع الثلث تقريبا لكن هذه المرة "لم يبق سوى خمسة في المئة" من التراكم الاقصى للمياه.
ويندد بما اعتبره "رغبة مفرطة" من جانب مسؤولي الشركة الوطنية للكهرباء في "تحويل كل ليتر من المياه الى كيلوواط، في هذه الفترة التي تسجل فيها اسعار استثنائية للكهرباء في السوق بسبب وضع سيء للمتساقطات في المنطقة".
هذا البلد الفقير في البلقان الذي تعاني صناعته وضعا متأزما، يملك ثروة هي مجاريه المائية. فهو من البلدان القليلة المصدرة للكهرباء في منطقة جنوب شرق اوروبا، ما در عليه 165 مليون يورو في العام 2016. وبحسب السلطات، لا تستغل البوسنة سوى 30 في المئة من اجمالي طاقاتها الكهرمائية.
وتعزو شركة انتاج الطاقة الكهربائية من ناحيتها تراجع مستوى المياه في البحيرة الى "فترات جفاف استثنائية" بين سبتمبر/ايلول ويناير/كانون الثاني تلتها فترة تدن كبير في درجات الحرارة في يناير ما ادى الى زيادة استهلاك الكهرباء وبالتالي الحاجة الى تسريع الانتاج.
وجاء في بيان للشركة أنه "على رغم هذه الظروف، فراغ البحيرة من المياه حصل مع مراعاة القواعد وبهدف واحد، تلبية الحاجات".


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1243141.html