صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 5381 | الأربعاء 31 مايو 2017م الموافق 19 رمضان 1445هـ

من المسئول عن الأغذية والأوعية غير الصحية لمرضانا في المستشفيات؟

الكاتب: سهيلة آل صفر - suhyla.alsafar@alwasatnews.com

سعدتُ كثيراً وأنا أرى المجلس الأعلى للصحة يتابع وضع الأنظمه والقوانين لدعم بناء اللبنة الأساسية لما يدور في الحقول الطبية، وبناء المعايير الأساسية التي من الواجب تطبيقها للحصول على أفضل وأرقى الخدمات للإنسان البحريني والمقيمين، ومن المعروف أن هنالك الكثير من المواضيع التي تحتاج إلى الالتفات والاهتمام لوضعها في مسارها الصحيح، ولما يتماشى مع أحدث النظم في العالم الذي يحترم فيه آدمية الإنسان في صحته أو مرضه.

وإن مشوارنا طويل جداً، وعلينا أن تكون الرقابة والإشراف على أوجهما لحماية مصالحنا، ونبذ كل ما لا يتناسب والكفاءة العالمية في العلاجات، وأرجو أن يجد موضوعي طريقه لتحسين الأداء الطبي وتقدمه، وإذ أوجّه ندائي إلى المسئولين عن المجلس الأعلى للصحة لزيادة الرقابة عما يدور من أمورٍ غير حميدة في كواليس المستشفيات عموماً، من التمريض والغذاء والنظافة، والتعقيم، والاهتمام بالمرضى إلى أن يَصَحوا.

ومن هنا أبدأ بموضوعٍ ارتأيته صُدفةً مع دخول قريبة عزيزة لي لأحد المستشفيات الحكومية لإجراء جراحة، ووجدت أثناء زياراتي لها أشياء لم ترقني أو أتوقعها، وخاصةً أنها قامت باختيار العملية من الطب الخاص، وحجز غرفة للحصول على العناية والرعاية الأكثر، ولكن يبدو أنه لا دخل للغرفة الخاصة بأيٍّ من الاهتمام أو الرعاية!

وقد كان هناك بعض الإهمال في أساسيات تلك الحواشي الرفيعة فيما قبل وبعد العملية، مما ينغص فرحة الشفاء، والتي تكون الحد الفاصل ما بين العلاج الناجع والساقط، مهما كان الطبيب ماهراً، فلن تُغتفر مثل تلك الأخطاء والتفاصيل الصغيرة التي تترك آثاراً مُرة وغصةً للعملية في الفؤاد والذاكرة!

ودعوني أقول لكم ما حدث، وعن قصتها باختصارٍ شديد. وأبدؤها بيوم العملية والذي كان مُحدداً بالسابعة صباحاً، وبعد أن قاموا بتجهيزها وأخذ المهدئ، طال انتظارها حتى الحادية عشرة وبعد ذهاب مفعول المهدئ! يعني أربع ساعات تأخير ودون أي اعتذارٍ من الطبيب أو الطاقم الطبي للتخدير، وأنهت العملية وكل شيءٍ كان جيداً بعد ذلك ولله الحمد، عدا بعض التفاصيل الصغيرة والتي لربما غفلوا عن متابعتها، وعلى سبيل المثال عما إذا ما قامت بتفريغ معدتها أو إذا الأكل كان جيداً أو أية أسئلة طبية أخرى، (وإن المريض قد يسهو أو ينسى نفسه ومن المفروض أن يكون هناك من يساعده من الممرضات للاهتمام بتلك الشئون الخاصة والمهمة) ولكن ذلك لم يحدث، وعلى إثره بدأت الأوجاع المؤلمة تمغصها بشدة حين عودتها للبيت في اليوم الثالث للعملية في معدتها، مع غازاتٍ وانتفاخٍ في البطن ولعدة ساعات ما اضطر زوجها لأخذها للطوارئ وإعطائها إبرة مُسكّنة، مع عمل تنظيف للمعدة (enema) والتي يبدو أن السبب كان في الإمساك لأنها لم تُفرغها لعدة أيام.

ولا أعرف لماذا لا يؤخذ المريض كوحدة واحدة؟ وبأن يُسأل عن تفريغ معدته وإعطائه ما يساعده مقدماً، وتجنب الأوجاع أو الذهاب إلى الطوارئ، كان ذلك الجزء الأول من المعاناة!

وتضيف قريبتي لما حدث لها حين عودتها إلى الغرفة بعد العملية مباشرةً، وبأنها وجدت وجبة الغداء وهي لازالت تحت تأثير المخدر، ولم تجد اهتماماً من إحدى الممرضات في مساعدتها لتناوله، فنامت دونه، وحينما ذهبتُ لزيارتها في الخامسة مساءً وجدت الأكل بارداً، ولا يوجد مطبخ لتسخينه، ولا يوجد أيٍّ من المشروبات أو الفاكهة لتصبيرها على الجوع منذ ليلة البارحة، (وهي في غرفة خاصة) من المفروض توفير بعضٍ من المأكولات كحدٍّ أدنى، واضطرت لانتظار وجبة العشاء، وكانت الوجبة تشابه الغداء أيضاً دجاج مع أرز وعصير سكري بلون البرتقال مع الكثير من الخبز، أمّا عن وجبة الفطور فقالت بأنها لأول مرة تعهد فطوراً دون الشاي أو القهوة، وكانت مليئة بالخبز الأبيض (غير الصحي) ومع البيض المسلوق والذي دون الملح والفلفل!

واستغربت كيف أنه لا يوجد في المستشفى من يقوم بالإشراف على قائمة بالتغذية السليمة والمشهية والصحية للمرضى المساكين الذين أتوا للعلاج؟ وقد يتعالجون من المرض ولكنهم قد يعانون من ضعف البنية والصحة خاصةً إذا ما اضطروا إلى البقاء مُدّةٍ أطول وهم دون نشاطٍ في السرير لحرق الغذاء، وهم مُعرَّضون لأمراض بالسمنة!

فالوجبات مُثقلة بالنشويات، والسكريات غير الصحية، والمقالي المشبعة بالزيوت وتخلو من الفاكهة والسلطات، هذا ومن ناحية أخرى استغربت كثيراً لأدوات المائدة والتي كانت بلاستيكية، ومن أرخص الأنواع الخفيفة والصغيرة ما يصعب حتى مسكها لتناول الغذاء، ناهيك عن الوعاء (دورق الماء البلاستيكي) لاحتواء الماء (ومن النوع الذي يساهم في نمو الفطريات) وكان شكله قديماً ما عفى عليه الزمان، والذي يُشعرك بالقرف!

ولا أعرف لماذا لا تُستعمل مياه الصحة وغيرها (الغرشة) القناني الحديثة المعقمة والمُغلقة؟ وإذ أستغرب من وراء الإصرار في أن المستشفى مازال يستعمل المواد البلاستيكية للوجبات، والتي أثبتت الأبحاث تفاعلها الكيماوي مع المأكولات الساخنة وبأنها ضارة، وهل هنالك خلط ما بين مؤسسات المساجين والمرضى، أم أنهم خائفون على المرضى أن يعوروا أنفسهم؟! أو باعتبارالمرضى مساجين للمستشفى!

بعد كل ما رأيت شعرت بالزعل والخجل مع الإحباط حقيقةً، وكأني في إحدى دول العالم الثالث الفقير، ولست في مستشفى حكومي ضخم وذي هيبة، إذا كان هذا حالي وأنا في غرفة خاصة، فما بالك من في الغرف العمومية... كان الله في العون! كيف يرضى مستشفى حكومي بمثل هذه التجاوزات من القائمين عليه سواء من عدم الالتزام في مواعيد إجراء العمليات أو بتقديم هذا النوع من الأغذيه والأوعية البلاستيكية؟ وفي مثل عصرنا الحديث ومع كل تلك الثروة النفطية ما بين أيدينا، والتي من حق شعوبنا أن تنعم بأحسن من ذلك.

وإذ أكتفي بهذا القدر من الانتقاد على رغم وجود أشياء أخرى كثيرة عن الممرضات وغيرها من الأمور ما لا يسعني المجال لذكرها، وكل ما أتمناه هو المزيد من الرقابة والقوانين لإيقاف الانحدار الكبير الذي يصيب مستشفياتنا، والله ولي التوفيق.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/1246033.html