صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 2186 | السبت 30 أغسطس 2008م الموافق 19 رمضان 1445هـ

سارة بالين قد تخطف أنوار أوباما

يستمر المرشّح الجمهوري إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية جون ماكين في إرباك منتقديه، وكانت خطوته التي أعلن عنها أمس الأول (الجمعة) باختيار حاكمة ولاية ألاسكا سارة بالين لتكون رفيقته على البطاقة الانتخابية في منصب نائب الرئيس، جريئة لكنها تعد بأن تؤتي ثمارا قوية إذا نجحت.

والمخاطر بالطبع هي أن بالين قد تشكل الإحراج نفسه لماكين الذي شكّله السيناتور الجمهوري عن ولاية إنديانا دان كوايل في العام 1988 عندما اختاره نائب الرئيس الأميركي آنذاك جورج هيربرت بوش ليكون نائبا له. وكان كوايل يملك الصفات المناسبة في الواقع، غير أنّ انطلاقته الإعلامية الأولى كانت خاطئة وظل مثل طائر النورس حول عنق بوش الذي فاز بالرئاسة ضد منافسه الديمقراطي حاكم ولاية ماساشوستس مايكل دوكاكيس.

لكن ذلك ليس مرجحا بالنسبة لبالين؛ لكونها لا تزال على الأقل امرأة جميلة جدا وأم لخمسة أولاد وفي منتصف الأربعينات من عمرها. كما عملت بالين كصحافية ودرست الصحافة وكانت وصيفة أولى لمكلة جمال ألاسكا في العام 1984، ما أعطاها خبرة في الظهور اللبق وأنْ تكون محط أنظار وسائل الإعلام الأمر الذي سيساعدها كثيرا خلال الأشهر القليلة المقبلة.

وتجلب بالين معها قوة رائعة إلى الحملة الانتخابية لماكين إلى جانب خبرتها الإعلامية ومنظرها الجميل. لقد حققت خلال السنتين الماضيتين نجاحا باهرا بصفتها حاكمة منطقية ومقدامة ومحافظة نزيهة لواحدة من أكبر الولايات مساحة في الاتحاد. لقد واجهت الفساد وتأكدت من النجاح في ملاحقة مرتكبيه، وأوقفت نهائيا العمل بالمشاريع غير المفيدة وأكثرها شهرة مشروع «الجسر إلى المجهول» الذي تبلغ كلفته 400 مليون دولار وقدّمه السيناتور الجمهوري عن الولاية تيد ستيفنز ودافع عنه بقوة.

وستوفر بالين النشاط والنفوذ لسياسة ماكين في مجال الطاقة، وهي الشهيرة بحبّها ومعرفتها للبيئة في ولايتها؛ لكنها أيضا من المدافعين بقوّة عن مشاريع التنقيب عن النفط في المحمية الطبيعية القطبية وغيرها من المواقع في الولاية الشاسعة المساحة.

وسحب قرار ماكين المفاجئ بإعلان اسم نائبته على البطاقة الانتخابية في اليوم نفسه الذي أدلى فيه المرشّح الديمقراطي باراك أوباما خطاب قبول تسمية الحزب الديمقراطية؛ لترشيحه إلى الرئاسة الأميركية، الأضواء الإعلامية فورا عن السيناتور عن ولاية إيلينوي وقد يعيق محاولاته القفز في استطلاعات الرأي إلى فارق عشر نقاط عن ماكين بعد انتهاء المؤتمر الديمقراطي العام.

ولو اختار ماكين شخصا محترما ومتوقعا ووفق المنطق السائد لنائب الرئيس مثل الحاكم السابق لولاية ماساشوستس ميت رومني أو حاكم ولاية مينيسوتا تيم باولنتي، لكان بإمكان أوباما، أول مرشح أسود يفوز بتسمية أحد الحزبين الرئيسيين إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، أن يأمل في مشاهدة ماكين وهو يتعثّر في استطلاعات الرأي بعد نهاية المؤتمر الجمهوري العام المقرر في مينيابوليس في الأسبوع المقبل، وتحقيق فارق يتجاوز عشر نقاط خلال الشهرين الفاصلين عن موعد الانتخابات الرئاسية.

لكن عوضا عن ذلك، فإنّ بالين الشابة وقبولها الإعلامي وكونها ثاني امرأة تفوز بتسمية أحد الحزبين الرئيسيين لمنصب نائب الرئيس - والجمهورية الأولى في هذا المجال- ستعطي ماكين دعما ملحوظا قبيل سفره إلى مينيابوليس.

وبدأ ماكين حازما وجريئا في اختياره لنائبه، في حين أن اختيار أوباما للسيناتور الديمقراطي عن ولاية ديلاوير جوزيف بايدن، الذي أمضى 36 عاما في مجلس الشيوخ، سيقوّض المزاعم الثابتة للمرشح الديمقراطي بأنه مرشح التغيير في واشنطن. كما إنّ اختيار بالين يشكّل إحراجا لأوباما؛ لأنّه سيستمر في إعادة التذكير بالفكرة السائدة عن كره السيناتور الديمقراطي للنساء.

وظهر أوباما مرارا بأنه غير لطيف مع السيناتور الديمقراطي عن ولاية نيويورك هيلاري كلينتون خلال حملتهما الانتخابية الطويلة، ورد غالبا بطريقة سيئة علنية على هجماتها عليه. وكان مفاجئا ألا يختارها نائبة له على رغم حاجته الماسة لناخبيها الذين يقارب عددهم 18 مليونا، كما لم يختر امرأة أخرى ذات صدقية لترافقه في حملته مثل حاكمة كنساس كاتلين سيبيليوس أو حاكمة أريزونا جانيت نابوليتانو- ويحتاج للفوز بالولايتين بشكل أكيد.

في المقابل، ولدت بالين في ولاية أيداهو، ولديها إمكانية جيّدة؛ لتحقيق نتائج إيجابية في ولايات الجنوب الغربي والوسط الغربي والغرب.

وأخيرا، تعتبر بحياتها المنزلية المثالية، وخيارها القوي المعارض للإجهاض، وسجلها الممتاز في المحافظة المالية والنزاهة في خدمتها كحاكمة لولاية ألاسكا، المرشحة الحلم للمحافظين واليمين المسيحي - العناصر المكونة الرئيسية للحزب الجمهوري التي كانت غير راضية عن ماكين


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/164754.html