صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 2186 | السبت 30 أغسطس 2008م الموافق 18 رمضان 1445هـ

30 عاما والغموض لايزال يلف اختفاء الإمام الصدر

بعد 30 عاما على اختفائه بشكل غامض في 31 أغسطس/ آب 1978 في ليبيا، لايزال الإمام موسى الصدر حيا بالنسبة إلى أنصاره في لبنان الذين يطالبون بتوضيح ملابسات هذه القضية.

والإمام موسى الصدر - الذي كان ليبلغ حاليا 80 عاما من العمر - قاد حملة مطالبة السلطة اللبنانية بتنمية المناطق الشيعية المحرومة وإلغاء التمييز الطائفي وإنصاف الطائفة الإسلامية الشيعية في المناصب الرسمية. وهذه الحملة حوّلت الطائفة الشيعية من أقلية محرومة ومهمشة إلى قوة لا يمكن الالتفاف حولها في لبنان والمنطقة.

وتظهر صور الإمام الصدر في أنحاء بيروت وجنوب لبنان. كما أن خطاباته التي ألقاها حتى في كنائس للدعوة إلى الاعتدال والتسامح والتي كانت تجتذب آلاف الأشخاص لاتزال موضع اهتمام جمهور كبير على مواقع الانترنت.

والإمام الصدر من أصل لبناني ولكنه ولد في مدينة قم الإيرانية في 15 أبريل/ نيسان 1928 وأتى إلى لبنان في العام 1959 حيث أسس المجلس الإسلامي الأعلى في العام 1967. ثم أنشأ «حركة المحرومين» التي رسم مبادئها بقوله إنها «حركة ترفض الظلم الاجتماعي ونظام الطائفية السياسية» وأعلن في العام 1975 ولادة أفواج المقاومة اللبنانية (أمل) لحماية الوطن في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.

وعند اندلاع الحرب الأهلية في مايو/ أيار 1975 بادر الإمام الصدر إلى بذل المساعي الحميدة والجهود لدى مختلف الفرقاء لخنق الفتنة وتهدئة الوضع. وقال آنذاك: «السلاح لا يحل الأزمة بل يزيد في تمزيق الوطن». وبدعوة رسمية من ليبيا، وصل الإمام الصدر إلى هذا البلد في 25 أغسطس 1978 يرافقه مساعده الشيخ محمد يعقوب والصحافي عباس بدرالدين.

شوهد في ليبيا للمرة الأخيرة في 31 أغسطس 1978 ومنذ ذلك الحين انقطعت أخباره مع رفيقيه. وأكدت ليبيا على الدوام أن الإمام الصدر غادر أراضيها متوجها إلى إيطاليا التي تقول بدورها إنه لم يدخل أراضيها أبدا. ولكن في العام 2004 سلمت روما لبنان جواز سفر عثر عليه في إيطاليا وكان يخص الإمام الصدر.

وقال رئيس المجلس النيابي اللبناني السابق حسين الحسيني الذي كان أحد أقرب رفاق درب الإمام الصدر إن «اختفاءه يشكل مثالا فاضحا على المساس بالحرية، والأسوأ من ذلك أنه طاول شخصية محورية في المجتمعين اللبناني والعربي». وأضاف الحسيني «كنت ضد هذه الزيارة، وقد نصحته بعدم القيام بها ولكنه قام بها على رغم ذلك».

وفي 28 أغسطس الجاري اتهم القضاء اللبناني المختص في قضية اختفاء الإمام الصدر الزعيم الليبي معمر القذافي بالتحريض على «خطفه» بما يؤدي إلى «الحث على الاقتتال الطائفي». وطلب القرار الاتهامي كذلك «إصدار مذكرة إلقاء قبض» بحق القذافي وستة ليبيين آخرين و «سوقهم مخفورين إلى محل التوقيف التابع للمجلس العدلي في بيروت».

وفي العام 2003 أغلقت ليبيا سفارتها في بيروت ولكن من دون قطع العلاقات الدبلوماسية مع لبنان. وتابع الحسيني «هذه القضية تتجاوز سلطة القضاء اللبناني»، معتبرا أن من الضروري حصول تدخل دولي. وأضاف «ولكن المجموعة الدولية لا تريد تعريض مصالحها للخطر من أجل إحقاق العدالة».

من جهته، قال أبومهدي الذي جاء مع أقربائه لزيارة معرض أقيم في ذكرى الإمام الصدر في بيروت إن «الإمام الصدر رمز لكل الوطن اللبناني». وأضاف هذا المعلم «لا أعتقد أنه لايزال على قيد الحياة، ولكنه يبقى حاضرا أبدا روحيا».

من ناحيتها، قالت الطالبة مارينا (21 عاما): «في هذه الأوقات حيث تقسم المعارك أبناء الديانة الواحدة في لبنان، هناك حاجة لشخص موحِّد مثل الإمام موسى الصدر. وقد يكون منع حصول مثل هذه الوحدة هو السبب الكامن وراء اختفائه»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/164755.html