صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 120 | الجمعة 03 يناير 2003م الموافق 18 رمضان 1445هـ

الحريري يبرر منع بث برنامج عن السعودية برفض لبنان للصراعات العربية

برر رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري قراره منع محطة تلفزيونية لبنانية من بث برنامج عن السعودية برفضه استخدام لبنان منبرا للتهجم على أية دولة عربية أو الدخول في صراعات عربية فيما اعتبرت المعارضة ان هذا التدبير يدل على استمرار السلطة في قمع الحريات الإعلامية. وشدد الحريري في مقابلة تلفزيونية مساء أمس الأول على رفض لبنان «ان يكون مركزا للصراعات العربية» وقال «الذي يريد التقاتل مع البلدان العربية ليفعل ذلك من بلده وليس من عندنا».

وأضاف الحريري الذي تربطه علاقات مميزة بقادة المملكة العربية السعودية «الموضوع ليس شخصيا بل يتعلق بأمن البلاد ولن نتسامح مع من يحاول المس بالأمن». وأكد انه اتخذ قرار وقف بث برنامج عن المعارضة السعودية «بموجب صلاحياتي وواجباتي» مشددا على انه سيكون «حازما في منع تحول لبنان إلى ساحة للصراعات العربية». وقال «لدينا قانون، ولو كان الوضع يتعلق بأي دولة عربية أخرى لكنت تصرفت بالشكل نفسه» مضيفا «الوسائل الإعلامية المرخصة تعهدت خطيا بشكل واضح وصريح عدم التعرض لأي بلد عربي». وأوضح الحريري ان الترويج للبرنامج يدل على انه «يتحدث بوضوح عن النظام السعودي وحق المرأة والموازنة والوضع المالي ومجموعة من القضايا التي تخص السعودية».

وقال «إذا كان لأحد مشكلة مع السعودية فليتحدث معها ولا يأتي إلى لبنان بواسطة معينة ليتسبب بمشكلة معها». وردا على سؤال عن وجود دور لقطر في البرنامج اكتفى الحريري بالقول «هذا شأن بين المملكة وقطر لسنا جزءا منه ولا طرفا فيه. لا يمكن ان نسمح لأحد ان يستعمل لبنان لحل خلافاته وتأجيج الصراع بين الدول العربية بواسطة اللبنانيين، هذا غير مسموح به على الإطلاق». وأكد الحريري «ان هناك أموالا تدفع لوسائل إعلام من اجل القيام بحملات لتأجيج الصراع بين الدول العربية» لافتا إلى «ان لديه أوراقا موثقة بهذا الشأن باتت ملك القضاء». من ناحيتها أجمعت رموز المعارضة على استنكار الخطوة التي أتت بعد أيام قليلة على قرار القضاء اللبناني وقف محطة «ام. تي. في» التلفزيونية الناطقة باسم المعارضة المسيحية للوجود السوري في لبنان نهائيا عن البث، والتي رأت فيها «سابقة خطيرة» و«استمرارا في ضرب الحرية الإعلامية». فقد أدرج رئيس المجلس النيابي السابق حسين الحسيني التدبير في إطار «خرق أحكام الدستور والقوانين والتنكر لفكرة الدولة والمؤسسات وتجاوز المؤسسات السياسية والقضائية».

ورأى في تصريح صحافي انه يشكل «سابقة خطرة في التفرد بالسلطة واتخاذ إجراءات فردية استبدادية مبنية على افتراضات للنوايا والمعاقبة عليها».

من ناحيته اعتبر رئيس الحكومة السابق سليم الحص ان إقفال المحطة الفضائية جاء «استباقا لبرنامج لم يبث بعد وبقرار من رئيس الحكومة وهو يشكل انتهاكا سافرا للحريات الإعلامية». وعنونت صحيفة الديار «سابقة خطيرة تستبيح الدستور والقوانين وتضرب الحريات الإعلامية» لافتة إلى «ان توقيف البث تم من دون قرار مجلس الوزراء»، وقالت «لا احد يريد المس بعلاقة لبنان بالسعودية لكن ما نريده ان يدعو الحريري إلى جلسة طارئة حتى يجري اتخاذ القرار وفق الأصول». وفي المقابل اعتبر توفيق سلطان وهو من الفعاليات السياسية في طرابلس، كبرى مدن شمال لبنان، ان «الخطوة حالت دون اندلاع أزمة مع السعودية».

وكانت السعودية، حيث تقيم جالية لبنانية يقدر عددها بنحو 150 ألفا وفق أرقام غير رسمية، قد أعطت لبنان منذ انتهاء الحرب فيه العام 1990، نحو مليار دولار بين ودائع وقروض ميسرة


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/191787.html