صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 142 | السبت 25 يناير 2003م الموافق 18 رمضان 1445هـ

جوليان مور تنجذب إلى أدوار المأساة

جوليان مور معتادة على التحول من باحثة عن الديناصورات إلى نجمة بورنو ثم إلى زوجة ذات نوازع انتحارية من دون تغيير شيء من مظهرها الخارجي، بما في ذلك شعرها الأحمر الغزير. ولدورها الجديد في فيلم «Far From Heaven » الميلودرامي عن الخمسينات، أحست الممثلة بأنها بحاجة إلى تحول خارجي.

وكان الكاتب المخرج تود هاينز والذي سبق لجوليان أن عملت معه في فيلم «Safe» قد أعد النص وفي باله مور، فجعل الشخصية الرئيسية كاثي صهباء، وأفعم الفيلم بوصف مسهب بألوان نارية خريفية تتناسب مع شعرها.

ثم ان مور، التي تؤكد أنه لم يسبق لها أن غيرت لون شعرها لأي دور من أدوارها، اتصلت بهاينز هاتفيا مقترحة عليه إن يجعل كاثي شقراء لتتناسب مع دور ربة المنزل المثالية.

وقالت مور في مقابلة صحافية خلال مهرجان تورنتو السينمائي إذ عرض «Far From Heaven»: «أردت أن تكون امرأة مستقيمة وتقليدية وامرأة أميركية مثالية. وأردت أن تكون ذلك النموذج، والمرأة النموذجية ليس لها شعر أحمر... إن الشعر الأحمر هامشي. إنه مخصص على الدوام لشخصية أحسن صديقة، ولذلك أردت أن تكون كاثي شقراء ترتدي فستانا أزرق وتقود سيارة زرقاء ومليئة بالوهج».

إن «Far From Heaven» هو أحد فيلمين تلعب فيهما جوليان مور دور ربة منزل في الخمسينات الماضية. والفيلم التالي هو «The Hours» المقتبس من رواية حائزة على جائزة مايكل كانينغهام عن ثلاث نساء في ثلاث مراحل زمنية مختلفة هن: الروائية فيرجينيا وولف (تلعب دور نيكول كيدمان) وهي تؤلف رواية «Mrs. Dalloway» في العشرينات الماضية، وزوجة وأم (مور) تقرأ رواية وولف بعد 30 سنة، ومحررة كتب معاصرة (ميريل ستريب).

ومور هي صهباء، مجددا لدورها في «The Hours» وإصرارها على اعتماد شعر أشقر مستعار لفيلمه فاجأ هاينز وسبب له السرور، وقد قال «إن رغبتها في الإقدام على هذه الخطوة الصغيرة سرني جدا».

وأضاف هاينز: «إن جوليان شخصية جذابة وكاريزمية وطريفة بشكل مذهل. ولكن ما أدهشني هو عدم اعتمادها كثيرا على سحرها الطبيعي كوسيلة وأداة في تمثيلها. وهذا يضعها في خانة مستقلة عن بقية الممثلين والممثلات اليوم إذ السحر والكاريزما والجاذبية التي لا تقاوم هي رأسمالهم. إن جوليان التي تمتلك كل تلك الصفات هي الممثلة الباهرة التي تجدد مفاهيمها عن نفسها من دور إلى دور».

والد جوليان الذي كان قاضيا عسكريا ووالدتها العاملة الاجتماعية أرادا أن تصبح ابنتهما طبيبة أو محامية، ولكنهما أيدا القرار الذي اتخذته بدراسة التمثيل في الجامعة.

ولقد جاءت جوليا (41 سنة) متأخرة إلى مجال التمثيل، بأدائها في أوبرات الصابون والعمل في أدوار سينمائية وتلفزيونية باهتة حتى مطلع الثلاثينات من عمرها صين بدأت تحصل على أدوار أفضل في أفلام ناجحة تجاريا وعدد من الأفلام الصغيرة.

وقد ضم روبرت التمان جوليان إلى فيلميه «Short Cuts» و«Cookies Fortune»، فيما جعلها ستيفن سبيلبرغ باحثة عن الديناصورات في فيلم «العالم الضائع»: الحديقة الجوراسية». وحازت مور على الثناء للأداء الذي قدمته في «Vanya On 24nd Street» المقتبس من رواية لتشيخوف وفي فيلم «The Big Lebowski» للأخوين كوين.

وجلب فيلم «Boogie Nights» الدرامي لبول توماس أندرسون في العام 1997 أول ترشيح لها جائزة الأوسكار في دور نجمة بورنو. وبعد سنتين عملت جوليان مرة أخرى مع أندرسون في دور زوجة تحاول الانتحار في فيلم «Magnolia» ثم فازت بالترشيح للأوسكار في فيلم «The End of The Affair» الذي صنعه نيل جوردان.

وقد يجلب فيلم «Far From Heaven» لجوليان ترشيحا آخر لجائزة الأوسكار بالنظر إلى المديح الذي كيل لها في المهرجانات السينمائية - وهي تلعب فيه دور امرأة تنهار حياتها ظاهريا في الخمسينات بسبب العنصرية والشذوذ الجنسي، ثم تصاحب هي زنجيا هو البستاني الذي يعمل لديها.

تشتهر جوليان مور ذات الشخصية الانطلاقية المشرقة بأخذها الأدوار الثقيلة الرصينة. وقد حاولت القيام بالأدوار الكوميدية الخفيفة ولعبت مع دافيد دوكوفني في فيلم «Evolution» عن غزو فضائيين في السنة الماضية وقالت إنها تود القيام بأدوار خفيفة أخرى.

وعن ذلك تقول جوليان: «لعب الأدوار الخفيفة جيدا، ولكن أعتقد أن اختصاصي هو المأساة، ولا أعرف سببا لذلك. الأمر يتعلق بالنص الذي يأتيني. أحيانا أحس أنني مشدودة إلى بؤرة المأساة ولا أحس أنني معدومة الحيلة. ولعل من الأفضل أن أرفض مثل هذه الأدوار»


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/194390.html