صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 1658 | الأربعاء 21 مارس 2007م الموافق 18 رمضان 1445هـ

«البونيان» تاريخ طويل يمتد في وسط المنامة باسم «ليتل إنديا»

تشكل الثقافة الآسيوية وتحديدا الهندية جزءا لا يتجزأ من ثقافة شعوب منطقة الخليج التي تأثرت بها بصورة جلية في كثير من الامور الحياتية ولاسيما التي عايشها الانسان البحريني في قديمه وحاضره.

ويقدر عدد الجالية الهندية في البحرين بـ263 ألفا منهم عوائل اصبحت بحرينية منذ اكثر من مئة عام بسبب التزاوج مع اهل البحرين والتوسع في تجارتهم وخصوصا في مجال صياغة وبيع الذهب واللؤلؤ الذي طالما تميزت به البحرين على مستوى المنطقة الخليجية منذ عقود طويلة.

وليس بغريب أن يشهد الزائر وهو يتجول في احياء المنامة القديمة تحول بعض منها الى احياء ذات طابع هندي مثلما هو الحال في حي سوق الطواويش سابقا والتي هدمت في السبعينات والمعروفة حاليا بسوق البونيان، حيث تقع خلف مسجد بشمي قرب منزل الشتر وهو بدوره يعد اكثر الاحياء شهرة عند هنود البحرين باعتباره «ليتل إنديا»، كما يحلو للبعض أن يسميه لأنه يضم محالا هندية تبيع «البان الهندي» والورد والبخور والذهب والاقمشة مثل الساري بألوانه القوية والمذهبة والتوابل الهندية من كل شكل وصنف، اضافة الى المعبد الهندوسي الذي تعقد فيه مراسم الزواج والجنازة للهنود اصحاب الديانة الهندوسية.

«الوسط» التقت أحد الهنود الذي يعمل منذ اكثر من عشرين عاما في هذا الحي. يقول رافي سنجي: «يعود تاريخ العوائل الهندوسية المعروفة بـ (البونيان) في البحرين الى اكثر من قرن وهي التي عمل معظمها في التجارة العامة والصرافة وصياغة الذهب وبيع التوابل والاقمشة التي كانوا يجلبونها من الهند الى سوق المنامة القديمة».

واضاف سنجي «منها عائلة (سراداس اسنراس) التي كان البحرينيون يلقبونها بـ (دي آي)، إذ كانت تعمل في التجارة والصرافة بين الهند والبحرين. ومن بين هذه العوائل التي يعرف اسماءها الباعة أيضا جاشنمال، باتيا، كاجريا، ماكان مال، كيلورام، جوني لال، هري دات... هؤلاء معظمهم كانوا يعملون في التجارة العامة بما فيها التوابل والحرير منذ فترة طويلة». في الوقت نفسه، قالت بريا التي تعمل في احد المحال في الحي نفسه إنها قدمت منذ بضع سنوات الى البحرين وهي مرتاحة جدا لأن كل شيء متوافر من المنتجات الهندية في سوق المنامة الى جانب أنها لا تشعر بالغربة كون الجالية كبيرة وانشطتها كثيرة كما هي المجلات والافلام الهندية.

يذكر أن هناك قسما آخر من الهندوس ممن حضروا الى البحرين وهم يمارسون حرفة وصناعة وتجارة الذهب، إذ كان الكثير منهم إلى الآن يملك في ازقة سوق المنامة ورشا لصياغة الذهب، ومن بين هذه العائلات راتي لال، بجوانجي، ديفجي وغيرهم ممن لديهم الآن سلسلة كبيرة من محلات صياغة وبيع الذهب في سوق المنامة وفي مجمعات التسوق الراقية.

لقد تركز المجتمع الهندوسي أو البونياني في وسط سوق المنامة لقربه من المكان الذي تقع فيه محلاتهم وأماكن سكنهم، وحتى معبدهم الخاص الذي يقع حاليا خلف سوق الذهب يمارسون فيه بكل حرية طقوسهم وشعائرهم الدينية، إذ تزدان المحلات والطريق المؤدي للمعبد بالورود والزهور الهندية المعروفة، الى رائحة البخور والطيب الذي يكثر حين يتوافدون الى المعبد.

لقد لعبت ومازالت هذه العوائل دورا كبيرا في تنشيط وتطوير الحركة التجارية في البحرين وإن اهل البحرين وخصوصا المعمرين والكبار من تجار سوق المنامة مازالت تحتفظ ذاكرتهم بدور هؤلاء.


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/222276.html