صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 1793 | الجمعة 03 أغسطس 2007م الموافق 19 رمضان 1445هـ

شددوا على عدم الوقوف مكتوفي الأيدي ونادوا بالتصرف العقلاني

خطباء الجمعة ينددون بالفتن ويدعون للوحدة والترابط الاجتماعي

استمرت خطب الجمعة للأسبوع الثالث على التوالي في تبني ملف الوحدة والصف الواحد والابتعاد عن الطائفية والاستفزازات التي لا تولد سوى المشكلات التي يصعب التخلص والخروج منها.

وركز خطباء الجمعة يوم أمس على ضرورة التنديد والنأي بالفتن الطائفية والعرقية وغيرها، والتي لا تستنبط سوى الخلافات والعصبية الغوغائية التي تضر بالفرد والمجتمع والبلد ككل.

وأوضح خطيب جامع عالي الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس أن هناك فتنا مدسوسة تقحم مجتمعاتنا في صراعات لا نهاية لها، وأن على الفرد أولا أن يعي ذلك والتخلص منه، باعتبار أنه نواة المجتمع، فيما ندد خطيب جامع أبو بكر الصديق بالمنامة الشيخ علي مطر بالفتن والفساد، مشددا من على ضرورة التحرك بقدر الإمكان تجاه الوحدة والدفاع عنها، وذلك من خلال اتباع الطرق والأساليب المشروعة.

مطر: الموقف العقلاني تجاه الفتن كفيل بتلافي الفساد

أكد خطيب جامع أبوبكر الصديق بالمنامة الشيخ علي مطر في خطبته أمس (الجمعة) أن اتخاذ الفرد أو المجتمع المسلم موقفا إيجابيا وعقلانيا تجاه الفتن والأمور المدسوسة كفيل بتلافي نتائج الفساد ومشكلات تتسبب في إدخال الفرد أو العائلة أو المجتمع ككل في عوائق وتحديات يصعب الخروج والتخلص منها. إذ إن الالتفات إلى نقاط ومحاور الاتفاق بين المذاهب والجمعيات السياسية والدينية وغيرها مهمة لتقليص المشكلات والتشنجات الحاصلة بين كلا الطرفين.

وقال مطر: «إن على الفرد المسلم أو حتى غير المسلم ألا يقف مكتوف اليدين أو متفرجا أمام الشر والفساد الذي يؤدي إلى دمار مجتمعات ودول بالكامل، وإنما مقاومة ذلك بكل السبل والطرق والوسائل المشرعة والمباحة وبالحكمة، إذ إن القرآن الكريم يتضمن الكثير من الآيات التي تضمن السبل المثلى للتعاطي مع الأمور كافة».

وأوضح مطر أن «السكوت والتغاضي عن المشكلات والفتن والاستسلام للفساد والشر التي يأتي يوسوس بها الشيطان بين الشخص ونفسه أو بين العائلة أو المجتمع أو البلد ككل؛ لا تولد إلا المزيد من الأضرار والمشكلات الثانوية المستنبطة من المشكلات الأم»، مشيرا إلى أن «على كل فردٍ أن يؤدي ما عليه بحسب القدر التي يسمح له بذلك، إذ إن الكلفة أو القدرة لدى المسئول تختلف عن الموظف وعالم الدين وما إلى ذلك».

الجودر: تفاقم الجرائم في مجتمعنا سببه تداخل الجاليات

قال الشيخ صلاح الجودر إنه «يجب أن نعلم بأن حالات القتل والانتقام والانتحار التي لم تكن في مجتمعنا من قبل، وأنها ممارسات وسلوكيات وثقافات مستوردة جاءت مع الجاليات الأجنبية، التي من الضروري التصدي لها وشجبها، ونشر ثقافة الحب والإخاء والتسامح».

وذكر الجودر في خطبته أمس في جامع طارق ابن زياد بالمحرق أن «أبرز دليل على ذلك نشوب حريق كبير قبل أيامٍ قليلة في أحدِ المنازلِ القديمة بالمحرق ولقي على إثره شخص حتفه وأصيبَ آخرونَ بإصاباتٍ متفرقة»، عازيا ذلك «إلى استمرار وجودِ بيوت قديمة تتكدس فيها العمالة والجاليات الأجنبيةِ، كل خمسة أو عشرة أشخاص أوأكثر في غرفة واحدة، وأحيانا كثيرة لا تصل لتلك البيوت سيارات الدفاع المدني والإسعاف». وسأل الجودر عن الإجراءات الصارمة لتلك المنازل التي يتكدس فيها العشرات من البشر، وخصوصا أنه في العام الماضي شُكّلت لجنة من قبل وزارة العمل وإدارة الدفاع المدني والإسكان والبلدية والكهرباء وغيرها لعمل تقارير ومتابعة للأمر، «إذ إن منزلا فيه 22 فردا يجعلنا نطرح سؤالا مهما وهو أنه من المسئول عن تلك الأرواح؟ كما أين اللجنة التي شكلت وتقاريرها؟».

وأضاف الجودر أن «الحادث وقع بين أفراد من الجاليات الأجنبية وتكتنفها شبه جنائية، وأن في تلك السلوكيات المستوردة من قتل وانتحار ومخدرات ودعارة، جميعها سلوكيات لم نعهدها من قبل، إذ أصبحنا نجدها اليوم في مناطق سكننا وبين عوائلنا، وأنه يكفي الفرد منا أن يتصفح الصحف اليومية ليرى ذلك الكم الهائل من الجرائم»، منوها إلى أن «للنفسِ البشريةِ عند المولى تبارك وتعالى مكانة عظيمة، ولذلك رتب سبحانه على المساسِ بها وعيدا وعذابا وغضبا، وجعل لحرمتها مرتبة عظيمة، ومنزلة رفيعة».

قاسم: ما يجري في خليج توبلي دليل على فساد فاحش

قال خطيب جامع الإمام الصادق في الدراز الشيخ عيسى قاسم في خطبته أمس (الجمعة) إن «ما يجري في خليج توبلي يعتبر دليلا واضحا لوجود فسادٍ فاحش، ناهيك عن الفساد المعنوي المتفاقم في مختلف مناطق البحرين من دون مراقبة أو اهتمام من الجهات المعنية وخصوصا الحكومة».

وأوضح قاسم أن «البيئة المادية في البحرين أصبحت تعتبر بيئة تعاني من تلوث في السواحل خصوصا حين تحول خليج توبلي إلى منطقة وبائية بعد أن أصبحت مياه الصرف الصحي تهدد الصحة والبحر، وكذلك غلق منافذ البحر»، مشيرا إلى أن «التلوث البيئي المعنوي في البحرين يظهر وبصورة فاحشة وواضحة ومن دون رقابة في ربيع المراقص والخمور والفنادق الموبوءة والجنس الثالث والمخدرات وغير ذلك».

وأشار قاسم إلى أن «الحكومة هي المسئول الأول والوحيد حيال ذلك، وخصوصا أن رأي الشعب أصبح تجاه ملف خليج توبلي واضحا وبالإضافة إلى ملفات أخرى سبق أن كانت واضحة للرأي العام».

وعلى صعيد آخر، قال قاسم إن «ثمن الصفقات الكبيرة لشراء الأسلحة وتمويل الدول العربية والإسلامية بها يعتبر ثمنا باهظا مدفوعا من حسابات لقمة الشعوب في المنطقة، كما أنه على حساب مأواها ودوائها ومشروعات التنمية والخدمات الضرورية التي تحتاجها»، مبينا أن «أميركا والدول الغربية تعزز السلاح العسكري لدى الدول العربية والإسلامية لزعزعة الأمة الإسلامية واستنزاف الخزانات القومية حتى آخر عملة صغيرة فيها، وذلك بغية قطع طريق النهضة عليها وإرباك الوضع الأمني لشعوب المنطقة لتبقى تحت التهديد الأميركي».

العصفور: تصريحات الغرب تنبئ بحرب طاحنة وعلى العالم ترقبها

قال خطيب جامع عالي الشيخ ناصر العصفور في خطبته أمس (الجمعة) إن «الدلائل الواضحة وراء التصريحات والتشنجات الحاصلة بين أميركا او الدول الغربية عموما وبين إيران، تنبئ بوجود حرب طاحنة قادمة وعلى العالم ترقبها، في الوقت الذي يجب على المسلمين أن يتكاتفوا بالعقل والإيمان والفكر السليم للحيلولة دون وقوع ذلك، والابتعاد عن العصبية والمشكلات التي تزيد من مستوى الفرقة والتصدع».

وشدد في الخطبة على «ضرورة مواجهة وتفهم الفتن والصراعات الغربية المدسوسة في مجتمعاتنا العربية والإسلامية، والحذر من أية تشنجات أو مشكلات مستثارة تدفع باتجاه قيادة المنطقة والإسلام خصوصا نحو حروب طاحنة لا نهاية لها». مؤكدا أن ذلك ما تسعى له الدول الغربية وأميركا خصوصا. وأضاف العصفور أن «الدول الغربية وأميركا لم تهتم يوما بشكل فعلي وإيجابي بمصالح المجتمعات والدول العربية والإسلامية إلا لما يخدم مصالحها السياسية والاقتصادية وغيرها، وأنها تعمد إلى إيصال رسالة مبطنة تتضمن أن المسلمين والمجتمعات والدول الذين يرفضون الاحتلال بمختلف أنواعه وأشكاله في لبنان وفلسطين والعراق وأية دولة أخرى، هم الخطر على العالم وأساس الشر فيه، إلا أن الحقيقة أنهم يمثلون مصدر خوف كبير لها ولمصالحها باعتبار أنهم فهموا توجهاتها وأهدافها».

وأردف العصفور أن «أبرز دليل على ذلك، أنه منذ ثمانينات القرن الماضي لم تشهد المنطقة استقرارا أمنيا نهائيا، إذ انتهت الحرب العراقية الإيرانية لتشهد مرة أخرى تداعيات حرب الكويت وكذلك حرب الخليج، وأصبحت المنطقة تدخل في منعطفات وحروب وفتن كل واحدة فيها أصعب من الأخرى»، لافتا إلى أن «أميركا دخلت العراق لتجد نفسها في مستنقع من الوحل ليست قادرة على الخروج منه، أو البقاء فيه نظرا الى الضغوط الداخلية والخارجية التي تتعرض لها، وخصوصا أن الانسحاب يعني فشل مشروعها الذي نادت وروجت له».


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/245342.html