صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 2548 | الخميس 27 أغسطس 2009م الموافق 18 رمضان 1445هـ

نجاة مساعد وزير الداخلية السعودي من محاولة اغتيال نجمت عن اختراق "ارهابي"

نجا الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي ليل الخميس الجمعة من محاولة اغتيال انتحارية نفذها متطرف مطلوب تمكن من دخول مجلس الامير بمنزله بجدة بعد ان زعم انه يريد التوبة، وفق ما اعلنت السلطات السعودية.

واستهدفت محاولة الاغتيال الفاشلة احد ابرز المسؤولين الامنيين السعوديين واحد اهم المسؤولين عن مكافحة التطرف الاسلامي وانصار تنظيم القاعدة في السعودية.

واوضح بيان للديوان الملكي اوردته وكالة الانباء السعودية انه في الساعة 23,30 بالتوقيت المحلي (20,30 ت غ) واثناء استقبال الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية المهنئين بشهر رمضان "وبينهم احد المطلوبين من المجرمين الارهابيين الذي اعلن مسبقا عن رغبته في تسليم نفسه" امام الامير محمد و"اثناء اجراءات التفتيش قام هذا المطلوب بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمه".

ولم يورد البيان على وجه الدقة كيفية تفجير الانتحاري نفسه في حين اشارت بعض المصادر الاعلامية السعودية الى استخدام هاتف جوال في العملية.

واضاف البيان ان الامير محمد بن نايف "اصيب (..) باصابات طفيفة لا تذكر ولم يصب احد باي اصابات تذكر وقد غادر سموه المستشفى بعد اجراء الفحوصات اللازمة".

وزار العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز الامير نايف في المستشفى للاطمئنان على صحته.

واظهرت صور لتلفزيون "الاخبارية" السعودي المقابلة وحديثا دار بين الملك عبد الله والامير محمد الذي بدا بصحة جيدة واكد ان جسد الانتحاري تقطع بفعل الانفجار "الى سبعين قطعة".

وهنأ العاهل السعودي الامير محمد على سلامته مشيرا الى "التضحية" التي اقدم عليها غير انه اشار ايضا الى تقصير في عمل جهاز الامن ما سمح بهذا الاختراق الذي كاد يودي بحياة احد افراد الاسرة الحاكمة في السعودية. وقال العاهل السعودي مخاطبا الامير محمد "هذه تضحية لكن انت خاطرت. كان يفترض ان الحرس يفتشونه (الانتحاري)".

ورد مساعد وزير الداخلية على الفور "الخطأ مني انا قلت لا احد يلمسه" بعد ان اكد لدى طلب القدوم الى مجلس الامير محمد انه ينوي التوبة بين يديه.

واضاف الامير محمد ان هذه العملية "لا تزيدنا الا تصميما على استئصال الفئة الضالة كلها". وتستخدم عبارة "الفئة الضالة" في الخطاب السعودي للاشارة الى المتطرفين الاسلاميين من اتباع تنظيم القاعدة.

وتبنى تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة الاسلامية العملية في بيان نقله مركز "سايت" الاميركي لرصد المواقع الاسلامية على الانترنت واوضح المركز انه سيورد تفاصيل بشأن التبني لاحقا.

وكانت السلطات السعودية اعلنت في 19 آب/اغسطس الحالي القاء القبض عن 44 شخصا يشتبه في ارتباطهم بتنظيم القاعدة بينهم خبراء في الدوائر الالكترونية.

واوضح الناطق باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي حينها ان "هؤلاء الاشخاص مرتبطون بالمنظمة الام التي هي القاعدة" مضيفا "كانوا يخططون (لاعتداءات) لكننا لا نزال في بداية التحقيق". واوضح تركي ان هذه الخلية تضم 43 سعوديا واجنبيا واحدا بينهم عدد من حملة الشهادات الجامعية.

واضاف ان بعض هؤلاء "تلقى تدريبات في الداخل والخارج على الرماية بالاسلحة الخفيفة والثقيلة وعلى طرق اعداد الخلائط المتفجرة واساليب تزوير الوثائق لاستخدامها من قبل عناصر الفئة الضالة في تنقلاتهم".

واكد ان "عمليات القبض والتفتيش ادت الى ضبط اسلحة وذخائر بالاضافة الى دوائر الكترونية جاهزة قاموا بتطويرها لتستخدم في عمليات التفجير عن بعد"، وذلك في احد الاودية القريبة من مدينة الرياض وفي مخبأ انشىء في احد الاحياء السكنية في العاصمة السعودية.

وكانت وزارة الداخلية السعودية اعلنت في العاشر من تموز/يوليو الفائت توقيف خمسة عناصر مفترضين في تنظيم القاعدة في الطائف على بعد 80 كلم من مكة المكرمة في غرب المملكة.

وجاء ذلك بعد عشرة ايام على اعلان توقيف مسؤول مفترض في القاعدة قدم على انه ممول المجموعة ومنظم عمليات دخول وخروج عناصرها من البلاد. وتم توقيفه اثر تبادل لاطلاق النار مع قوات الامن في بريدة (وسط).

واعلن وزير الداخلية السعودي الامير نايف بن عبد العزيز في تشرين الاول/اكتوبر الماضي حصيلة كاملة لضحايا العمليات الارهابية في المملكة مشيرا الى ان هذه العمليات التي نسبت او تبناها تنظيم القاعدة اسفرت عن مقتل 90 مدنيا واصابة 439 مدنيا بجروح، كما اسفرت عن مقتل 74 عنصرا في قوى الامن وعن اصابة 657 آخرين.

وكان تنظيم القاعدة فتح قبل ست سنوات، في 12 ايار/مايو 2003، جبهة في السعودية مع استهداف ثلاثة مجمعات سكنية للوافدين في الرياض ما اسفر عن مقتل 35 شخصا. واعتداءات 2003 كانت بداية سلسلة من الهجمات داخل المملكة اسفرت عن مقتل عشرات الاجانب والسعوديين.

وقتل عشرات الناشطين من المتطرفين الاسلاميين بينهم زعماء خلايا اساسيون في الحملة التي شنتها السلطات ضد القاعدة بين 2003 و2006، كما تم اعتقال المئات من الناشطين.

 


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/306368.html