صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 928 | الإثنين 21 مارس 2005م الموافق 18 رمضان 1445هـ

بعد أن عاشوا مهددين بالدفن تحت الأنقاض...

"الإسكان" تتكرم بإعمار ثلاث غرف صغيرة لـ 13 فردا!

نحن عائلة مكونة من 13 فردا كنا نقطن بيتا آيلا إلى السقوط، وبعد مكرمة جلالة الملك وتوجيهاته بحل مشكلتنا ومشكلة العشرات ممن يقطنون خلف الجدران المهترئة المهددة بالسقوط في أية لحظة على رؤوس قاطنيها استبشرنا خيرا وعادت البسمة لترتسم على شفاهنا فامتثلنا لتوجيهات اللجنة التي بعثت لمعاينة وضعنا وسلمناهم بيتنا المبني على الطراز القديم "أي الكبير في مساحته" وإن قدمت غرفه ومالت فإنه كان يأوينا ويسترنا! ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، إذ بعد أن سلمنا وزارة الإسكان بيتنا وأرضنا لإعمارها بما يحفظ لنا السكن بأمن وطمأنينة وقبل كل ذلك راحة ما بعدها راحة فوجئنا بمساحة البناء التي لا تتجاوز ربع مساحة الأرض الأصلية! البناء مكون من ثلاث غرف صغيرة جدا! تصوروا 3 غرف صغيرة لثلاثة عشر فردا بين ذكور وإناث، فيهم اليتامى وآخر يطمح إلى الزواج وتكوين أسرة! 13 فردا يعيشون على رواتب من الشئون الاجتماعية وراتب مراسل لكم أن تتخيلوا مقداره؟! علما أن الوزارة أو المهندس لم يطلعنا على خرائط البيت الموعود مسبقا، وعندما أردنا أن نبيع الخشب "الدنجل" الذي كان عماد بيتنا القديم لنستفيد من الدنانير البسيطة التي قد تخرج لنا من بيعه اعترضنا المقاول واستفاد هو منه! وفوق ذلك فإن مخطط البيت الجديد، بالتخطيط المرسوم لوضعية فتحات المكيفات يعارض أية فكرة لتوسعة البيت أو إضافة غرف جديدة في المستقبل! وهنا نسأل: لماذا لا تطلع وزارة الإسكان أهالي البيوت الآيلة إلى السقوط على خرائط بيوتهم الجديدة قبل المباشرة بالتنفيذ والبناء؟ وهل تضع الوزارة في حسبانها عدد أفراد البيت الواحد وظروفهم وأحوالهم وجنسهم أم أن مخططاتها "الجهنمية" نسخة طبق الأصل لا مجال للتحريف فيها بزيادة أو نقصان مهما ارتفع أو قل عدد أفراد الأسرة؟! وهل يتوقف حلمنا وفرحتنا عند حيطان جديدة حتى ولو تكدسنا فيها جسدا على جسد ونفسا بنفس؟ وهل هذا ما كان يطمح إليه جلالة الملك المفدى بتوجيهاته النيرة للإعلاء من شأن المواطن وتوفير العيش الكريم له أم أن - وهذا هو المؤكد - رسالته فهمت على نحو خاطئ ووقفت عند توفير "سكن" فقط بغض النظر عن الحال التي سيعيشها قاطنو هذا "السكن الجحر"؟. .. إن كان كذلك فمازالت أمام الوزارة فرصة لتصحيح الوضع قبل أن تهدر الأموال على "جحور" لن تسهم أبدا في حل المشكلة التي ظلت سنين قابعة في الأدراج أو تتداولها الألسن حتى جاء جلالة الملك ليخرجها إلى حيز الفعل والتنفيذ.

"الاسم والعنوان لدى المحرر


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/454480.html