صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3054 | السبت 15 يناير 2011م الموافق 19 رمضان 1445هـ

ورشة الصداقة للمكفوفين... وجهد مميز للتوعية بالوقاية من الإعاقة البصرية

بارقة أمل لإبصار الكفيفين من خلال جهاز «العين الاصطناعية» قريباً

كشف استشاري جراحة العيون وشبكية العين جلال الموسوي أن الثورة العلمية في مجال العلاجات الحديثة في طب العيون، أسفرت عن اكتشاف جهاز جديد يُساعد الأشخاص الكفيفين على الإبصار، عُمل منه 30 عملية في الولايات المتحدة الأميركية واسمه «العين الاصطناعية».

وبين «في العام 2010 ظهر هذا الجهاز وهو عبارة عن شريحة تزرع تحت شبكية العين، وتوصل بموجات لاسلكية بكاميرا خارج العين، فتقوم الكاميرا برؤية الصور وتحويلها إلى موجات كهربائية، وإرسالها إلى الشريحة مرة ثانية، ما يجعل المريض يُبصر ما حوله».

وأضاف الموسوي «تم توزيع هذا الجهاز في أربع دول في أوروبا، وهو حالياً في المرحلة الثانية من التجارب، وهناك مرحلة ثالثة مقبلة خلال هذا العام، ونحن ننتظر ترخيصه من هيئة الغذاء والدواء الأميركية، وبعدها سيتم طرحه في الأسواق العالمية وهو ما سيؤدي إلى تطويره أكثر، وانخفاض سعره الذي يبلغ حالياً 100 ألف دولار للجهاز الواحد».

جاء ذلك خلال الورشة الثقافية الطبية بشأن الإعاقة البصرية التي نظمتها اللجنة الثقافية بجمعية الصداقة للمكفوفين صباح أمس في قاعة المؤتمرات بفندق كراون بلازا برعاية وزير الصحة فيصل الحمر، وبالتعاون مع رابطة أطباء العيون البحرينية بدعم من شركة ممتلكات البحرين القابضة وستاندرد تشارترد بنك ورعاية إعلامية من صحيفة الوسط.

كما تحدث الموسوي عن العلاجات الحديثة الأخرى في مجال طب العيون، وآخر ما توصل إليه العلم في هذا الميدان قائلاً «هناك تطور حاصل في جميع أقسام طب العيون، وبالنسبة للمياه البيضاء على سبيل المثال نقوم حالياً بعملها بجهاز الفاكو، ويتم في هذه العملية سحب المياه البيضاء من غير خياطة، وهذا تطور هائل، وأيضاً في مجال علاج الشبكية أصبحت تتم كلها من خلال فتحات متناهية في الصغر، ولا تحتاج إلى خياطة، ويتم علاج الكثير من أمراض شبكية العين عن طريق الحقن، وهناك أيضاً علاج دوائي للشبكية تمت تجربته على 12 مريضاً في الولايات المتحدة الأميركية من خلال زراعة الخلايا الجذعية، ونحن نُتابع باستمرار أحدث التطورات لنواكبها بما يخدم مرضانا».

أكد استشاري طب وجراحة العيون حسن العريض على المراحل التي قطعتها البحرين في مجال طب العيون باعتباره أحد رواد طب العيون في البحرين.

وقال «بدأنا بتطوير طب العيون في البحرين في العام 1969 وكان العمى متفشياً حينها بنسبة 9 في المئة بين البالغين، وقمنا بحملة توعية واسعة النطاق للتنبيه بمخاطر مرض التراخوما الذي كان أهم سبب للإصابة بالإعاقة البصرية وكيفية الوقاية منه، حيث كانت غالبية أسباب العمى هو الإصابة به في جميع مناطق البحرين، وخاصة جنوسان وقلالي، حتى تمكنا في الوقت الحاضر من قطف ثمار هذا الجهد، وانخفضت حالياً معدلات الإصابة بمرض التراخوما إلى واحد في الألف».

وذكر العريض «كان التراخوما منتشراً في مناطق البحرين من جراء قلة الوعي وانتقال فيروس التراخوما في الأسرة من فرد لآخر، وعدم اتباع الطرق الصحية للوقاية، ولم تكن هناك مياه صحية كافية حينها وصرف صحي كاف، كما إن الوعي كان ضئيلاً بكيفية انتقال عدوى المرض».

وأردف «بذلت وزارة الصحة وأطباء العيون جهوداً لتطوير نوعية وكمية الخدمات المتوافرة للرعاية البصرية، وتطورت عمليات المياه البيضاء والمياه السوداء، وعلاج الإعاقة البصرية بسبب قصر وطول النظر وإصابات العين».

وتابع «وفي العام 1977 حدثت طفرة هائلة في مستوى الرعاية الطبية بالبصر وعمليات العيون وأصبح طب العيون وجراحتها في البحرين تُضاهي أرقى المراكز العالمية بسبب مثابرة أطباء العيون في البحرين على تطوير الخدمات وإدخال التقنيات، ونعتبرها حالياً الأولى خليجياً والسادسة عالميا في تطور طب العيون، إذ تعتبر من أوائل المراكز الخليجية في طب العيون تطوراً، حيث إن 20 في المئة أو أكثر من زوارنا في مركز عيادات ابن رشد من خارج البحرين، كما إن البحرين من أوائل الدول التي أدخلت عمليات تصحيح البصر في العام 1987 وعمليات الليزر في العام 1993 - 1994 ولذلك لدى الأطباء البحرينيين خبرة هائلة».

وأشار إلى أنه يجب على أطباء العيون الحذر في علاج المرضى، وتوخي الدقة قبل الإعلان عن نجاح العمليات ونتائجها في ظل وجود دليل علاجي، وميثاق شرف المهنة الذي يلتزم به أطباء العيون على مستوى رعاية وعلاج المرضى.

من جهته قال رئيس رابطة أطباء العيون البحرينية عبدالصاحب عبدالله «أنقل لكم تحيات رابطة أطباء العيون، ونحن على استعداد للمساهمة الفاعلة في هذه الفعاليات، وقد أصبح تطور طب العيون حقيقة واقعة من خلال تكنولوجيا الجراحات المجهرية وجراحات الشبكية والسائل الزجاجي الذي أمكن بهما وغيرها من التقنيات علاج الكثير من حالات الإعاقة البصرية».

على سياق متصل عبرت رئيسة اللجنة الثقافية بجمعية الصداقة للمكفوفين هناء الجمري عن شكرها لوزير الصحة فيصل الحمر على رعايته للورشة، وأيضاً رعاية شركة ممتلكات البحرين القابضة وستاندرد تشارترد بنك.

وأكد رئيس جمعية الصداقة للمكفوفين ومسئول الإعلام والعلاقات الخارجية في الاتحاد الدولي للمكفوفين حسين الحليبي «نرحب بأشقائنا الخليجيين، مقدرين لوزير الصحة رعايته الكريمة وتعاون رابطة أطباء العيون، وتشجيعها ومساندتها، وهو موقف جدير بالثقة والاعتزاز، فجمعية الصداقة للمكفوفين من الجمعيات العريقة التي بزغ فجرها في العام 1981 وعملت على كسر طوق العزلة في حياة الكفيف والدفاع عن حقوقه ومكانته، ودمجه في المجتمع، والسمو بمكانته، وتشرفت بتمثيل الوطن في المحافل الدولية».

وواصل الحليبي «يلقى الكفيف المؤازرة من وطننا الحبيب، حيث تم إرسال مجموعة من المكفوفين إلى العلاج في ألمانيا بدعم من أهل الخير، كما تم تقديم المساعدات المالية لضعاف البصر حتى يتمكنوا من شراء النظارات الطبية، فضلاً عما قامت به اللجنة الثقافية من توفير المعينات البصرية لعدد كبير من أعضاء الجمعية».

واستطرد «توفر وزارة الصحة العلاج الطبيعي للأطفال المكفوفين، وتوفر طبيباً متطوعاً لرحلات العمرة التي تنظمها الجمعية، كما قامت الوزارة بعلاج أحد أعضاء الجمعية في الخارج، كما نلاحظ تعاون المراكز الصحية في علاج المكفوفين أيضاً وخاصة الاستشاريين عبدالفتاح إياد، وسمية الجودر، والتعاون مع أطباء الفم والأسنان، ورابطة أطباء العيون في يوم البصر العالمي».

وأكد الحليبي على أهمية التشخيص المبكر وضرورة إجراء الفحص ما قبل الزواج وتنمية الوعي والثقافة للوقاية من الإعاقة البصرية، وخاصة أن التأهيل والعلاج يُكلف أكثر من الوقاية، وجدد شكره إلى الجهات الداعمة لتنظيم الورشة.

من جهتها تحدثت استشارية طب وجراحة العيون ابتسام العلوي عن أمراض العيون الشائعة في البحرين، والتي من بينها اضطرابات الشبكية، والتهاب الشبكية الصباغي الذي يُعتبر من أكثر أنواعها انتشاراً.

وقالت «من الممكن أن يتأثر العصب البصري باضطرابات وراثية تؤدي إلى ضموره، وهناك اضطرابات وراثية أخرى مؤثرة على العصب البصري تتمثل في شذوذه وشكله. وتجدر الإشارة إلى أن ورم أرومة الشبكية الذي يحدث في مراحل الطفولة المبكرة، هو مرض يمكن توريثه للأبناء في بعض الأحيان، ويمكن اكتشافه».

وواصلت «هناك حالات أخرى مثل سوء الانكسار الخلقي، حيث يولد الطفل بحالة قصر أو مد البصر، وهي حالة وراثية أيضاً، ويمكن للطفل فيها أن يُعاني من حول مُتقارب، ومن الأمراض الشائعة أيضاً أمراض القرنية، وأمراض الشبكية الأخرى وعمى الألوان والعمى الليلي، وانكسار العين الضوئي».

وأضافت العلوي «معظم الأمراض الخلقية والوراثية في العين قابلة للعلاج والتحسن باستثناء أمراض الشبكية، لذلك يجب على الأم أو الأب الانتباه إلى عيني أطفالهما حينما يرون أي تغير أو أمر غريب يطرأ عليهما وعرضه على طبيب العيون فورا».

وأكدت استشارية طب وجراحة العيون على أهمية الفحص الشامل قبل إتمام الزواج لتجنب الأمراض الوراثية، وخاصة أن زواج الأقارب يُساعد على انتقال الكثير من الأمراض


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/521381.html