صحيفة الوسط البحرينية

العدد : 3080 | الخميس 10 فبراير 2011م الموافق 19 رمضان 1445هـ

الجيش المصري يتدخل بقوة أكبر في الازمة السياسية

 تدخل الجيش المصري بقوة أكبر في الصراع بين الرئيس حسني مبارك وحشود غفيرة من المحتجين تطالب بتنحيه الان.
وعرض الجيش مجموعة من التنازلات اليوم الجمعة لكنه لم يصل الى حد انهاء حكم مبارك المستمر منذ 30 عاما. وأشار الجيش في بيانه الثاني اليوم الى ان الرئيس سلم سلطاته الى نائبه في اليوم السابق في اشارة فيما يبدو الى ان هذا يجب ان يرضي المتظاهرين.
لكن لم يتضح على الفور ما اذا كان الجيش وعمر سليمان نائب الرئيس والرئيس السابق للمخابرات وهو عسكري سابق يعملان في تناغم كامل.
وتشكل الاضطرابات المتصاعدة بسبب رفض مبارك التنحي اختبارا لولاءات القوات المسلحة التي قد يكون عليها بعد ذلك ان تختار بين ان تحمي قائدها الاعلى او تسقطه.
وقالت القوات المسلحة في بيانها الثاني الصادر اليوم الجمعة انها ستضمن اجراء انتخابات رئاسية حرة ونزيهة وانها ستضمن انهاء قانون الطواريء فور انتهاء الظروف الحالية وهو قانون يعارضه المصريون العاديون لانه استخدم في خنق المعارضة.
وأصدرت القوات المسلحة بيانها في مسعى لانهاء الازمة التي تحيق بمصر قبل قليل من صلاة الجمعة التي قال المحتجون انها ستكون نقطة لانطلاق احتجاجات حاشدة لاجبار مبارك على التنحي.
ولم يرض في البداية بعض المتظاهرين بوعود الجيش. وقال أحد المحتجين في ميدان التحرير "هذا ليس مطلبنا. لدينا مطلب واحد هو ان يتنحى مبارك."
ولم يعد كثير من المصريين مستعدين لتصديق الوعود حتى لو أتت من الجيش الذي يقف بالقرب من قلب السلطة طوال ستة عقود.
وقال حسين جوهر وهو طبيب (46 عاما) انه لا يفهم كيف يعد الجيش بأشياء لا يقررها غير مبارك وحده بالرغم من نقل بعض السلطات الى سليمان.
وتساءل "على أي أساس يقول الجيش انه سيستجيب لمطالب الشعب؟ هل الجيش تولى السلطة ام انه يضغط فقط على مبارك للاستجابة لهذه الرغبات؟
"هذا سيدخلنا في نفق مظلم. مبارك سلم السلطة فقط ولم يتنح عن السلطة. يمكنه دوما ان يسحب كلامه. لماذا نثق فيه؟"
وتفادت حتى الان قوات الجيش التي تحرس قصور مبارك الرئاسية وميدان التحرير فتح النار على المتظاهرين الذين يريد كثيرون منهم ان يقصي الجيش مبارك عن السلطة.
وقال المعارض المصري محمد البرادعي في مقابلة صحفية "الجيش يلعب دورا محوريا. حتى الآن التزم الحياد الى حد بعيد لكن يجب أن ينحاز الجيش الآن للشعب. خلال الانتقال في مصر نحتاج الى الجيش للدفاع عن المراحل المبكرة للديمقراطية."
وبدا الجيش لفترة قصيرة أمس الخميس انه قاب قوسين او أدنى من اتخاذ قرار مصيري حين اجتمع المجلس الاعلى للقوات المسلحة في غياب مبارك القائد الاعلى ووعد "بحماية الامة" لكن لم يتبع ذلك بأي تحرك.
وبعد ساعات قال مبارك للامة مجددا انه سيظل في السلطة حتى سبتمبر ايلول القادم وان كان فوض سلطاته لسليمان.
وخرج من الجيش المصري الرؤساء الاربعة الذين حكموا مصر منذ ان اطاح انقلاب عسكري عام 1952 بالملكية التي دعمتها بريطانيا القوة المستعمرة السابقة لمصر.
واختبرت عمليات الانتشار التي قام بها الجيش في الشوارع منذ 28 يناير كانون الثاني مدى تماسكه. لكن نواياه السياسية تظل غير واضحة.
وقال برايان كاتوليس من مركز التقدم الامريكي بواشنطن وهو مستشار غير رسمي للبيت الابيض الامريكي أمس الخميس "يبدو لي ان الجيش يرسل اشارات متباينة. هذا يشير بالنسبة لي الى بعض الانقسامات الداخلية المحتملة."
وعمد الجيش المصري وقوامه 470 ألفا والذي يحصل على مساعدات أمريكية بنحو 1.3 مليار دولار في العام الى ان ينأى بنفسه تدريجيا عن السياسة منذ السبعينات.
والان يمكن للصراع بين مبارك (82 عاما) والمحتجين المصريين على اقصائه عن السلطة ان يجبر الجيش على الدخول الى الاضواء مجددا.
وقال انتوني كوردسمان من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "رغم ان الجيش المصري ربما كان الوسيط النهائي في وقت الازمات السياسية الكبرى الا انه في النهاية قوة عسكرية لا حكومة امر واقع مثل الحال في الجزائر."
وأضاف "انهم (ضباط الجيش) لا يهيمنون على الاقتصاد والحكومة المدنية ومثلهم مثل باقي المصريين يخضعون لعميات مراقبة تقوم بها أجهزة المخابرات المصرية القمعية."
وألقى بالفعل بعض الضباط من ذوي الرتب المتوسطة الذين انتشروا قرب ميدان التحرير سلاحهم وانضموا إلى صفوف المتظاهرين.
وقال ضابط في القوات المسلحة المصرية ممن انضموا الى المحتجين في ميدان التحرير ان 15 ضابطا آخر انضموا ايضا الى المتظاهرين المطالبين بتنحي مبارك. وقال الرائد أحمد علي شومان اليوم الجمعة لرويترز في اتصال هاتفي بعد صلاة الفجر ان حركة تضامن القوات المسلحة مع الشعب قد بدأت.
وهناك عامل آخر هو الرسائل التي يتلقاها الجيش من حليفته الوثيقة الولايات المتحدة.
وقال وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس يوم الثلاثاء "يمكنني القول انهم (الجيش) ساهموا في تطور الديمقراطية وفيما نراه في مصر."
وامتدح جيتس الجيش لضبطه النفس قائلا انه تصرف بشكل "نموذجي" خلال الانتفاضة المناهضة لمبارك وان قالت جماعة أمريكية مدافعة عن حقوق الانسان ونشطون مصريون ان قوات الجيش احتجزت عشرات المحتجين وانتهكت حقوقهم خلال فترة الاحتجاز.

 


المصدر: صحيفة الوسط البحرينية

تم حفظ الصفحة من الرابط: http://alwasatnews.com/news/526675.html